كشف زعماء الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، الإثنين 13 مارس/آذار 2023، عن تفاصيل خطة لتزويد أستراليا بغواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية، في تحرك كبير لمواجهة طموحات الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
في الوقت ذاته، قال مسؤول دفاعي أسترالي، الثلاثاء، إن برنامج أستراليا للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا سيتكلف ما يصل إلى 368 مليار دولار أسترالي (245 مليار دولار)، على مدى الثلاثين عاماً المقبلة، ليصبح بذلك أكبر برنامج دفاعي في تاريخ أستراليا.
الصين تندد وبريطانيا تعتبرها تحدياً للنظام العالمي
كانت الصين قد نددت بمشروع أوكوس قائلة إنه عمل غير قانوني لنشر السلاح النووي.
بينما وصفت بريطانيا الصين بأنها تمثل تحدياً للنظام العالمي، وذلك في تحديث لإطار سياستها الخارجية نشرته الإثنين، والذي أعلن أن أمن البلاد يتوقف على نتيجة حرب أوكرانيا.
وفي تحديث لإطار عمل الأمن والسياسة الدولية، حذرت الحكومة من شراكة الصين العميقة مع روسيا، وتعاون موسكو المتزايد مع إيران في أعقاب غزو أوكرانيا.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أمام البرلمان، الإثنين، إن حجم الصين وأهميتها يجعلانها مرتبطة "بكل قضية عالمية تقريباً".
وأضاف: "لا يمكننا أن نتجاهل السلوك العدواني المتزايد عسكرياً واقتصادياً للحزب الشيوعي الصيني، بما في ذلك تأجيج التوترات عند مضيق تايوان".
وتم الإعلان عن التحديث ليتزامن مع زيارة سوناك إلى سان دييغو بولاية كاليفورنيا، للاتفاق على الخطوات التالية في اتفاقية دفاعية تاريخية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز.
تفاصيل اتفاق الغواصات النووية
ذكر بيان مشترك أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، صدّقوا على خطط من أجل ما يسمى مشروع أوكوس، الذي أُعلن عنه لأول مرة في عام 2021، في قاعدة سان دييغو البحرية بولاية كاليفورنيا، الميناء الرئيسي للأسطول الأمريكي في المحيط الهادي.
البيان أضاف أن الولايات المتحدة تعتزم أن تبيع لأستراليا بموجب الاتفاق ثلاث غواصات أمريكية تعمل بالطاقة النووية، من فئة فرجينيا، التي تُنتجها شركة جنرال ديناميكس، في أوائل العقد الثالث من القرن الحالي، مع إمكانية شراء غواصتين أخريين إذا لزم الأمر.
فيما أشار البيان المشترك إلى أن المشروع متعدد المراحل سيُتوج بإنتاج بريطانيا وأستراليا وتشغيلهما فئة جديدة من الغواصات، من طراز إس.إس.إن-أوكوس، وهي غواصة "من تطوير الأطراف الثلاثة"، تعتمد على تصميمات الجيل التالي البريطانية، وسيتم إنتاجها في بريطانيا وأستراليا، مع تزويدها بتقنيات أمريكية "متطورة".
من جانبه شدد بايدن في الحفل الذي أقيم في سان دييغو، على أن الغواصات ستعمل بالطاقة النووية، لكنها لن تكون مزودة بأسلحة نووية، وقال "هذه الغواصات لن تحمل أسلحة نووية من أي نوع".
بحسب ألبانيزي وبيان صدر من بريطانيا، ستتسلم بريطانيا أول غواصة من طراز إس.إس.إن-أوكوس في أواخر العقد الثالث من القرن الحالي، في حين ستتسلم أستراليا أولى غواصاتها في أوائل العقد الرابع.
وقال البيان البريطاني إن الغواصتين ستكونان من إنتاج شركتي بي.إيه.إي سيستمز ورولز رويس.
وقال مسؤول أمريكي إنه بموجب الاتفاق أيضاً، سيتم نشر قوة من الغواصات الأمريكية والبريطانية في غرب أستراليا، للمساعدة في تدريب الطواقم الأسترالية وتعزيز الردع. وذكر البيان المشترك أن الولايات المتحدة وبريطانيا ستبدآن نشر الدوريات بالتناوب بحلول أوائل عام 2027. وأضاف المسؤول أن العدد سيزيد إلى أربع غواصات أمريكية وغواصة بريطانية واحدة في غضون سنوات قليلة.
وأوضح المسؤولون أن المرحلة الأولى من الخطة بدأت بالفعل.
ولدى إطلاق الشراكة أثارت أستراليا أيضاً استياءها من فرنسا، بعدما ألغت بصورة مفاجئة صفقة لشراء غواصات تقليدية فرنسية.