اقترحت حكومة كوريا الجنوبية المحافظة زيادة الحد الأقصى القانوني لساعات العمل الأسبوعية من 52 إلى 69، مما أثار رد فعل عنيف من المعارضة وأصحاب الأجور الذين يخشون أن تدمر الخطة التوازن بين العمل والحياة، في بلد معروف بالفعل بإدمان العمل، بحسب صحيفة Washington Post الأمريكية السبت، 11 مارس/آذار 2023.
إذ قال الحزب الديمقراطي المعارض، الذي كان قد قدم إقرار 52 ساعة عمل أسبوعياً في 2018، إن الخطة الجديدة تخاطر بزيادة البطالة؛ لأنها قد تسمح لأصحاب العمل بتسريح العمال، والمطالبة بساعات أطول ممن يبقون بالعمل.
يكدح الكوريون الجنوبيون بالفعل أكثر من نظرائهم في الخارج. إنهم يعملون بمتوسط 1915 ساعة في السنة، مقارنة بـ1791 ساعة للأمريكيين و1490 ساعة للفرنسيين، الذين يعملون 35 ساعة أسبوعياً، وفقاً للأرقام الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تقدِّر المتوسط بـ1716 ساعة سنوياً.
يأتي اقتراح كوريا الجنوبية في الوقت الذي يكتسب فيه أسبوع العمل لمدة 4 أيام قوة جذب من بريطانيا إلى كاليفورنيا.
القواعد الجديدة
في محاولة للتأثير على الرأي العام، تقول إدارة الرئيس يون سوك يول، إن بعض العمال قد يحصلون في نهاية المطاف على مزيد من وقت الفراغ بموجب القواعد الجديدة، حيث ستضع الحكومة أيضاً حدّاً أقصى لعدد ساعات العمل في الشهر أو ربع السنة أو السنة. ستكون هناك أيضاً قيود على العمل لأكثر من 3 أسابيع تزيد على 60 ساعة على التوالي.
وقال وزير العمل لي جونغ سيك، هذا الأسبوع في مؤتمر صحفي، إن هذا يعني أن أسبوع العمل لمدة 4 أيام أمر محتمل.
وقالت الوزارة إن الخطة ستسمح للموظفين باختيار المدة والوقت الذي سيعملون فيه.
وأشارت الوزارة إلى متطلبات جديدة تنص على فترة راحة لا تقل عن 11 ساعة بين المناوبات. ومع ذلك، يقول النقاد إن القاعدة الجديدة لا تأخذ في الاعتبار التنقلات ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية بعد العمل.
ردود فعل غاضبة
أثار هذا الاقتراح رد فعل عنيفاً من العمال الذين يخشون أن يُمنَح أصحاب العمل الأسس القانونية لتشجيع ساعات العمل الشاقة في الأسابيع المزدحمة.
إذ قال عامل، يبلغ من العمر 34 عاماً، في إحدى الشركات التابعة لشركة سامسونغ، والذي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته لأن صاحب العمل لم يصرّح له بالتحدث علانية: "هناك دائماً مزيد من العمل الذي يتعين القيام به. قد نشهد الآن مزيداً من الوفيات المرتبطة بالإرهاق، إذا كان أسبوع العمل 69 ساعة".
من جانبها قالت مجموعة من المحامين، تحمل اسم Minbyun، ولها علاقات وثيقة بالمعارضة، في بيان هذا الأسبوع، إن الخطة لا تعالج المشاكل الناتجة عن أسبوع العمل الطويل، حتى لو كانت تحدد ساعات العمل على أساس ربع سنوي أو سنوي.
المجموعة أشارت إلى أن الحكومة تتجاهل أن الإصابات والوفيات المتعلقة بالعمل "تميل إلى الزيادة عندما لا يقتصر أسبوع العمل على أقل من 52 ساعة"، مستشهدة بقوانين العمل في كوريا الجنوبية التي تأخذ في الاعتبار المشكلات الطبية المتعلقة بالعمل، والتي تحدث بعد عدة أسابيع من العمل لمدة 60 ساعة أسبوعياً.
وتسعى الحكومة لتقديم الخطة إلى البرلمان للمصادقة عليها بحلول يوليو/تموز. لكن الحزب الديمقراطي يتمتع بأغلبية برلمانية، مما يعني أنه يمكنه عرقلة التعديلات المقترحة.
واستُشهِدَ بساعات العمل الطويلة كسبب رئيسي في أن معدل الخصوبة في كوريا الجنوبية هو الأدنى في العالم، عند 0.78، في حين أن معدل الانتحار فيها هو واحد من أعلى المعدلات في العالم؛ حيث يبلغ 24.1 لكل 100 ألف شخص، وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.