قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، في تقرير نشرته الإثنين 6 مارس/آذار 2023، إن قيمة الجنيه المصري قد تراجعت بأكثر من 6% مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء خلال الأيام القليلة الماضية؛ مع رهان المتداولين على قرار حكومي آخر بمزيد من التعويم، وسط تصاعد الضغوط على العملة الوطنية للدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
حيث قال عدد من التجار إن سعر تداول الجنيه المصري وصل لنحو 33.5 للدولار، يوم الإثنين 6 مارس/آذار 2023، في السوق الموازية مقارنةً مع 31.5 للجنيه في بداية مارس/آذار 2023. وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أنها تسعى لتخزين العملات الأجنبية قبل تخفيض محتمل لسعر الصرف الرسمي.
تخفيض مستمر للجنيه في مصر
في سياق متصل، خفّضت أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد السكان قيمة عملتها ثلاث مرات في العام الماضي، وتقول إنها تتحول إلى تطبيق نظام سعر صرف أكثر مرونة. وأعقبت الانهيارات السابقة فترات طويلة من الاستقرار. وجرى تداول الجنيه عند حوالي 30.73 للدولار في السوق الرسمية يوم الإثنين 6 مارس/آذار.
فيما يستعد تجار المشتقات أيضاً لمزيد من الانخفاض. ففي سوق العقود الآجلة غير القابلة للتسليم، انخفضت قيمة العقود الآجلة للجنيه المصري ذات أجل شهر واحد بنسبة 3.5% منذ نهاية فبراير/شباط وصولاً إلى 32.4 للدولار، في حين أن العقود الآجلة للجنيه السنوية بلغت 37.6 للدولار.
نقص في العملات الأجنبية في مصر
تواجه مصر أسوأ نقص في العملات الأجنبية منذ سنوات، مع تزايد الضغوط على الجنيه في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتدفقات الخارجية إلى سوق الدين المحلي.
لتعزيز مواردها المالية، أمنت مصر اتفاقية بقيمة 3 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى 13 مليار دولار من الودائع من حلفائها الخليجيين الأغنياء بالطاقة. وتنتظر تلك الدول مزيداً من الوضوح بشأن مسار الجنيه وإثباتاً أن السلطات تتبنى إصلاحات اقتصادية عميقة قبل تقديم مزيد من التعهدات الاستثمارية.
في حين يُقدِّر صندوق النقد الدولي وصول فجوة التمويل الخارجي في مصر بنحو 17 مليار دولار على مدى السنوات القليلة المقبلة، ويتوقع أن يساعد برنامجه في تمهيد الطريق لتدفق حوالي 14 مليار دولار إضافية من الشركاء الدوليين والإقليميين إلى مصر.
من جهة أخرى، أدى أحدث تخفيض لقيمة العملة، في يناير/كانون الثاني، إلى تجميد مؤقت في نشاط السوق السوداء. لكن عاد التداول في هذه السوق ينتعش مرة أخرى مع توقع انخفاض آخر في السعر الرسمي. وقالت المصادر إن التجار حريصون على شراء الدولار والاحتفاظ به؛ على أمل تحقيق أرباح أكبر في وقت لاحق.