يمكن أن يكون الخوف من الغرباء شديداً بدرجة كافية ليتم تشخيصه على أنه رهابٌ يستلزم العلاج، ومع أنّ هذا الرهاب الذي يمثّل حالات الخوف والتوتر من فكرة معينة، وهي التعامل مع الغرباء، فالشخص المصاب برهاب الغرباء يخشى من بعض المواقف المحددة والتي غالباً ما يكون فيها موضع النظر.
يطلق على هذا النوع من الرهاب اسم الزينوفوبيا (Xenophobia)، والتي كثيراً ما نجد المصابين بها يتجنبون التحدث أمام الجمهور، أو تناول الطعام أمام الناس، وأيضاً التعامل معهم.
فالأشخاص المصابون بفوبيا الغرباء دائماً ما يشعرون بالارتياح في المواقف التي يجدون أنفسهم فيها مجهولي الهوية.
مع ذلك، هناك تقاطع بين هذا النوع من الرهاب، الذي يعدّ مرضاً عقلياً، وبين العنصرية وكره الأجانب على أساس العرق والجنس.
ما رهاب الغرباء؟
وفقاً لموقع webmd، فإنّ الزينوفوبيا هي خوف شديد وغير عقلاني من شيء لا يمثل أي خطر في الحقيقة، وعادة ما يكون هذا الخوف قوياً لدرجة أن الشخص المصاب بهذا الرهاب سيتخذ إجراءات مهمة لتجنب إثارة الخوف، حتى لو أدرك أن الخوف لا يتناسب مع الموقف.
يمكن أن يؤثر رهاب الغرباء على حياة الناس بطرق مختلفة، كما أنه يمكن أن يدفع الشخص المصاب إلى ترك العمل أو المدرسة لتجنب المواقف الاجتماعية.
وغالباً لن تسمح الزينوفوبيا بتلبية احتياجات الشخص المصاب الأساسية للتواصل مع الآخرين، لذلك يجد صعوبة في التعامل حتى مع شخص واحد في كل مرة، وحتى مع أحد أفراد أسرته، وفي بعض الحالات المتطوّرة لهذا الرهاب، قد يفضل المصاب التحدث مع الأشخاص إلكترونياً فقط.
ما أعراض رهاب الغرباء؟
في حالة الرهاب المحدد، يوجد خوف شديد من شيء أو شخص أو موقف لا يكون عادةً خطيراً أو ضاراً، يدرك الفرد أن خوفه ليس له أساس واقعي أو منطقي، لكن مع ذلك يبقى الخوف ملازماً له.
إذا كان الشخص يخاف من الغرباء، فقد يتجنب معظم المواقف الاجتماعية، لذلك تجد المصابين برهاب الغرباء يقيدون أنفسهم بالذهاب إلى العمل، واختيار العمل الذي لن يكون لديهم فيه اتصال بأشخاص لا يعرفونهم، والاختلاط مع الأصدقاء فقط، أو قد يعزلون أنفسهم بشكل كامل.
مع ذلك يمكن أن تشمل أعراض الإصابة برهاب الغرباء ما يلي:
يشعر المصاب برهاب "الزينوفوبيا" بالخوف والقلق الشديد والفوري، بما في ذلك أشياء مثل عدم الراحة في الصدر، أو الغثيان، أو القشعريرة، أو الاحمرار، أو خفقان القلب.
ما أسباب الزينوفوبيا؟
لا أحد يعرف على وجه اليقين ما الذي يسبب رهاب الغرباء، مع ذلك يعتقد الباحثون أنّ مسبباته هي مزيج من السمات الشخصية، وعلم الوراثة، وتاريخ الصدمة، والتجارب السابقة.
لذلك بعض المصابين ربما يكونون قد نشأوا وهم يشاهدون أشخاصاً آخرين في أسرهم يتعاملون مع الرهاب، وبالتالي أصبح سلوكاً مكتسباً، كما يرتبط رهاب الغرباء ارتباطاً وثيقاً باضطرابات القلق واضطرابات المزاج.
كيف يتم علاجه؟
هناك عدة طرق وأساليب متنوعة ومختلفة لعلاج الأشخاص المصابين برهاب الغرباء، خصوصاً عندما يتم الكشف عنه في مرحلة مبكرة، وذلك من خلال الاعتماد على مجموعة من جلسات العلاج القصيرة التي يتعلم من خلالها المصاب استبدال الأفكار المغلوطة عن الغرباء بأفكار أكثر إيجابية لإعادة تشكيل العقل الباطن.
كما أنّ التعرض التدريجي للتواصل الاجتماعي، والتعامل والاختلاط بالبشر يسهمان بشكلٍ كبير في العلاج، ويزيلان الرهبة من التعامل مع الآخرين.
ومن أكثر الأساليب فاعلية في العلاج تعزيز الثقة بالنفس، وممارسة التمارين التي تساعد على الاسترخاء، وتقلل من التوتر.