تكتسب فاكهة المعجزة شعبية في العديد من البلدان في السنوات الأخيرة، وذلك بعدما اتضح أنها غنية بالمغذيات ولها خصائص تغير الطعم عند إضافتها للوجبات والحلويات المختلفة.
هذه الثمرة الغريبة لها أيضاً أسماء مختلفة مثل نبات المعجزة والتوت المعجزة والتوت الأحمر. تُعرف الفاكهة المعجزة باسم التوت الأحمر في العديد من دول العالم، بالرغم من أنها تختلف عن نوعيات التوت الشائعة والمعروفة التي تُباع في الأسواق. وهي تتمتع بلون أحمر زاهٍ وحجمها تقريباً في مثل حبة البن أو الزيتون.
ما هي ثمرة التوت المعجزة؟
يأتي أصل الفاكهة المعجزة قديماً من غرب ووسط إفريقيا ودول مثل نيجيريا والكونغو وغانا، وذلك قبل أن يتم استزراع النبتة في العديد من دول العالم عبر آسيا وأوروبا والأمريكتين.
وبشكل عام، يحب الناس تناول الفاكهة المعجزة؛ لأنها مفيدة للصحة ولها خصائص في تغيير الطعم والمذاق بشكل غير اعتيادي. وتكمن الفوائد في أن التوت غني بالميراكيولين، وهو نوع من البروتينات السكرية.
ويرتبط الميراكيولين بمستقبلات التذوق بالقرب من مواقع المستقبلات في تجويف الفم. وهو ما يعمل على تحلية طعم الأطعمة الحامضة أو الحمضية مثل الليمون والخل والمخللات، وما إلى ذلك وجعلها حلوة المذاق.
الشيء المدهش في الفاكهة المعجزة هو أن طعمها يستمر لمدة 30 دقيقة في الفم بلا تغيير، ومن هذا التأثير نشأت تسمية الثمرة المعروفة في الإنجليزية باسم (Miracle Fruit) وهو ما يعني الثمرة المعجزة أو السحرية.
خصائص الفاكهة المعجزة واستخداماتها في الطب البديل
بسبب مركبات الميراكيولين، تُستخدم الفاكهة المعجزة في تعزيز لون بعض المشروبات وتحلية الأطعمة الحامضة والحمضية. هذه الجودة تجعلها مكوناً مثالياً لبعض الاستخدامات في صناعة الأغذية.
وعن استخداماتها في الطب التقليدي، فقد عرفت الثمرة منذ قرون طويلة في بعض البلدان الإفريقية، حيث كانت جميع أجزاء نبات الفاكهة المعجزة، وخاصة أوراقها، تلعب دوراً أساسياً في الطب الشعبي.
في دولة بنين مثلاً، كانت تُستخدم الأوراق لعلاج مرض السكري وارتفاع الحرارة وسلس البول. أما في نيجيريا، فكان يتم استخدامها للمساعدة في إدارة مرض السكري والربو وتعزيز خسارة الوزن، فضلاً عن المساعدة في علاج السرطان والعقم عند الذكور.
في تنزانيا وماليزيا، تُستخدم الأوراق في تغذية المرأة خلال فترة ما بعد الولادة.
وكان يُستخدم جذر الفاكهة المعجزة أيضاً في علاج السل والسعال وزيادة الفاعلية الجنسية، كما تم استخدام اللحاء لعلاج ضعف الانتصاب وتخفيف أعراض أمراض البروستاتا.
فوائد ثمرة المعجزة
إدارة مستويات السكر في الدم
تشير الدراسات التي أجريت على الفئران في المختبرات العلمية إلى أن أوراق النبات وثماره قد تزيد من إنتاج الأنسولين وحساسيته في الجسم، وبالتالي تحسين إدارة نسبة السكر في الدم والاستجابة المناعية.
ففي إحدى الدراسات، شهدت الفئران المصابة بداء السكري تحسناً أكبر في مستويات السكر في الدم بعد تلقي علاجات الفاكهة المعجزة مقارنة بما حدث بعد تلقي الميتفورمين، وهو دواء شائع الاستخدام في علاج مرض السكري.
ومع ذلك، فإن البحث على البشر ضروري قبل أن نتمكن من استخلاص النتائج لكي يتم استخدامها لأغراض علاجية.
قد تساعد في الوقاية من مرض السرطان
لأن أجزاء من نبات الفاكهة المعجزة غنية بالفلافونويد والتربينويدات، فقد تكون لها خصائص تمنع السرطان. إذ تشير الدراسات العملية في المختبر إلى أن مضادات الأكسدة هذه قد تقلل من انتشار الخلايا السرطانية الخبيثة، بما في ذلك تلك الموجودة في منطقة القولون والمستقيم.
بالإضافة إلى ذلك فإن أجزاء من نبات الفاكهة المعجزة غنية بمادة episyringaresinol، وهو أحد مضادات الأكسدة التي تبطئ عملية الشيخوخة وقد تساعد في الوقاية من سرطان الجلد.
أما بالنسبة للأفراد الذين يعانون من تغيرات في التذوق بسبب العلاج الكيميائي، يمكن الاستفادة من خصائص ميراكيولين التي تغير طعم الطعام لتحسين مذاق الأكل وتقليل مشاكل الشهية.
قد تساعد في تحسين أعراض النقرس
تشير الدراسات المعملية والحيوانية إلى أن مستخلصات نبات الفاكهة المعجزة قد تساعد في تحسين مستويات حمض اليوريك في الدم، والتي يمكن أن تسبب النقرس عندما تكون مرتفعة للغاية. لذلك، قد يكون بمثابة علاج محتمل للنقرس.
حيث قارنت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران آثار مستخلص الفاكهة المعجزة مع تأثيرات الوبيورينول، وهو الدواء الشائع لعلاج النقرس.
ويأتي الوبيورينول مع بعض الآثار الجانبية، مثل التسمم الكلوي، لكن مستخلص الفاكهة المعجزة لم يسبب نفس التأثيرات، بل قلل مستخلص الفاكهة المعجزة من مستويات حمض اليوريك في الدم دون التأثير على الأعضاء، مثل الكبد والكلى، ولم تظهر أي علامات سمية.
لاحظ الباحثون أنه لا يزال من غير الواضح كيف تحقق الفاكهة المعجزة هذه التأثيرات، ودعوا إلى مزيد من البحث، خاصة على البشر مباشرة.
تساهم في الحفاظ على الوزن
فاكهة التوت الأحمر أو الفاكهة المعجزة هي إحدى الإضافات الطبيعية الخالية من السكر للنظام الغذائي. لذلك قد يميل البعض عند اشتهاء السكريات إلى تناول جرعة من الثمرة للشعور بالإشباع.
هذه الفواكه لا تشبع رغبات الجسم في الحصول على السكريات فحسب، بل تساعدك أيضاً على إنقاص الوزن بسبب محتواها المنخفض من السعرات الحرارية.