قال موقع The Daily Beast الأمريكي، في تقرير نشره السبت 4 مارس/آذار 2023، إن مؤسس مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، يفغيني بريغوجين، نشر فيديو استغرق حوالي 4 دقائق، ويبدو أنه يوجه خلاله تهديداً مبطناً إلى الكرملين، وذلك رغم أن قواته تبدو في طريقها نحو تحقيق أول انتصار في ساحة المعركة لروسيا منذ أشهر.
فعلى عكس الفيديو الذي نشره قبل يوم، الذي ظهر فيه متباهياً ومبتهجاً بأن مجموعة فاغنر كانت على وشك تحقيق نصر في باخموت، تحدث بريغوجين هذه المرة بنبرة رسمية في غرفة مظلمة، ليحذر من العواقب الدموية على روسيا إذا "انسحب" رجاله الآن.
مؤسس فاغنر الروسية يحذر من الانسحاب
قال بريغوجين في الفيديو: "إذا انسحبت فاغنر من باخموت الآن سوف تنهار الجبهة بأكملها". وأضاف: "سوف يكون الموقف غير سار لتشكيلات الجيش التي تحمي مصالح روسيا"، وادعى أن الجيش الروسي "سيجبر على ترسيخ الجبهة"، بينما "ينهار القرم"، وأنه ستكون هناك "كوارث أخرى عديدة".
في حديثه عن التنبؤ بأن مجموعة فاغنر قد تمسي كبش فداء إذا خسرت روسيا الحرب، قال بريغوجين إن المرتزقة تحت قيادته سيعلمون تماماً على من يلقون اللوم بسبب الخيانة. وتابع قائلاً: "وهذه تحديداً هي مشكلة نقص الذخيرة… المقاتلون المنتظمون سوف يأتون ويقولون: أيها القائد، هل يجري التلاعب بالقصة في مكان ما في عمق وزارة الدفاع، أو ربما على مستوى أعلى، كي يشرحوا للشعب الروسي سبب وصولنا إلى هذه المشكلة؟ ماذا إذا كانوا يريدون الإيقاع بنا ليقولوا إننا نحن الأوغاد، ومن أجل هذا لا نحصل على الذخيرة والأسلحة، ولا يُسمح لنا بتعزيز قواتنا بالأفراد، ومن بينهم المدانون؟"
مؤسس فاغنر يوجه الشكر لقواته في أوكرانيا
في محاولته لإرسال رسالة إلى روسيا، بأن مجموعة فاغنر- وليس الجيش الروسي النظامي- هم الذين يحافظون على استمرار جهود آلة الحرب الروسية، كرّر بريغوجين وصفه لرجاله من المرتزقة بأنهم "الأسمنت" الذي يحافظ على جهود الحرب كلها "في أعلى درجة".
لم يكن واضحاً ما إذا كانت رسالته تستهدف إنذار مسؤولي وزارة الدفاع الأقوياء، من أجل إرسال المساعدات إلى مجموعة فاغنر، التي زعم بريغوجين أكثر من مرة أن وزارة الدفاع الروسية تتعمد حجبها. أم أنه كان ببساطة مطلباً لمجموعة المرتزقة بأن يعزى إليهم الفضل على أدائهم العنيف في أرض المعركة.
صحيحٌ أن ما يقال منذ وقت طويل هو أن الرئيس الروسي يصغي إلى بريغوجين، لكن هناك إشارات متزايدة في الأسابيع الأخيرة تُبين أنه يتحول إلى شوكة في خاصرة الكرملين.
في سياق متصل، فقد ثار العداء المحتدم بينه وبين كبار مسؤولي الجيش الروسي، ما دفعه لتوجيه اتهام علني ضد وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري جيراسيموف، بارتكاب "خيانة"، لمحاولتهم "تدمير" فاغنر"، بزعم أن السبب وراء ذلك غيرتهم من المجموعة الغامضة، لأنها برزت بصورة أفضل من القوات النظامية على أرض المعركة.
لكن الكرملين وقف حتى الآن بجانب القادة العسكريين، وأهمل مجموعة فاغنر من إعلاناته التي تتعلق بوضع الحرب. كذلك أعرب بعض المقربين من بيرغوجين عن مخاوفهم من أن محاولته لانتزاع السلطة في مسار الحرب قد تأتي نتائج عكسية بشكل كبير، حتى إن مصدراً من دائرته المقربة لم يُذكر اسمه، أخبر صحيفة The Financial Times بأن هناك خطراً بأن "ينتهي به الحال مثل إيكاروس"، في إشارة إلى الأسطورة الإغريقية لإيكاروس ابن دايدالوس.