خلّفت الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا، في مطلع فبراير/شباط 2023، ما يقرب من 100 مليون متر مكعب من الحطام في تركيا، أي أكثر من الكوارث الطبيعية الأخرى في الذاكرة الحديثة، وفقاً لتقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
حيث خلّفت الزلازل الأخيرة 10 أضعاف الأنقاض التي نتجت عن الزلزال الذي دمر هايتي في عام 2010، بينما لا تزال الجهود جارية لإزالة الأنقاض، وفق صحيفة The Washington Post الأمريكي.
ويكفي الحطام، الذي يتكون أساساً من الخرسانة والصلب ومواد البناء الأخرى، لتغطية حوالي نصف العاصمة أنقرة، بارتفاع متر واحد من الركام.
ووفقاً لتقديرات الحكومة فإن حجم الدمار يفوق الحطام الناجم عن الأعاصير كاترينا -الذي أنتج 76 مليون متر مكعب من الحطام- وساندي (11 مليوناً) وهارفي (9 ملايين).
عدد الانهيارات صادم
في السياق، قالت كريستين جوليه، مديرة مركز علوم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، لصحيفة "واشنطن بوست"، إنَّ سلسلة الزلازل شديدة الضخامة التي حدثت، وهشاشة الهياكل في المناطق المتضررة قد ساهم في الحجم الكبير من الركام، مشيرة إلى أن "عدد الانهيارات صادم".
أضافت جوليه: "المدن لا تُبنَى في يوم واحد. وهي تشمل المباني التي شُيِدَت على مدى عقود بموجب قوانين وممارسات البناء المختلفة". وأشارت إلى أنه من المتوقع حدوث انهيار لبعض المباني مع مثل هذه الزلازل القوية، إلا أنها يجب أن تكون نادرة، خاصة بين المباني المُشيَّدة حديثاً.
إضافة إلى ذلك، فإن المنطقة المتضررة غنية بمواقع التراث الثقافي، بجانب المنازل والشركات.
يُشار إلى أن أكثر من 160 ألف مبنى تركي، بما يضم 520 ألف شقة، انهارت أو تضررت بشدة في الكارثة، وهي الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث.
فيما قالت لويزا فينتون، ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تركيا: "هناك حاجة ملحة لحماية تلك المساحات المكشوفة والمُهدَّدة وعدم الخلط بينها وبين الأنقاض". ويساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جهود التنظيف.
وأضافت فينتون: "من الصعب للغاية وصف هذا بأنه إدارة الحطام. فهذه حياة وأحلام وذكريات بشرية. وفقد الناس كل شيء في غضون ثوانٍ".
أقوى زلزال منذ 1939
يشار إلى أن زلزال فبراير/شباط يعتبر أقوى زلزال يضرب تركيا منذ عام 1939، وتسبب بمقتل أكثر من 45 ألفاً في تركيا، وأكثر من 51 ألفاً إذا أضفنا ضحايا الزلزال في الجارة سوريا.
وتسبب الزلزال والهزات القوية اللاحقة في إصابة أكثر من 108 آلاف شخص في تركيا، وإيواء الملايين في خيام، أو سعيهم للانتقال إلى مدن أخرى، بينما تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بإعادة بناء المنازل في غضون عام.
والأربعاء 1 مارس/آذار، قالت هيئة الكوارث والطوارئ التركية إن نحو مليونين فروا من المنطقة التي تعرضت لأكثر من 11 ألف هزة ارتدادية منذ الزلزال الأول، مشيرة إلى أنها أقامت أكثر من 350 ألف خيمة، مع إنشاء مدن من الخيام في 332 مكاناً في جميع أنحاء المنطقة، إلى جانب إنشاء مساكن من الحاويات في 162 مكاناً.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات التركية المتضررة من الزلزال في تركيا هي كهرمان مرعش وغازي عنتاب وشانلي أورفة وديار بكر وأضنة وأدي يامان وعثمانية وهاتاي وكيليس وملاطيا وألازيغ.