خسر أغنى أغنياء العالم ما مجموعه 10 تريليونات دولار العام الماضي بعد تعرضهم لصدمة ثلاثية جراء الأزمات الطاقية والاقتصادية والجيوسياسية، وفقاً لتقرير الثروة الذي أصدرته شركة نايت فرانك، والذي نُشر الأربعاء 1 مارس/آذار 2023، بحسب ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية.
إذ خسر 218 ألف شخص مصنفين بأنهم "أصحاب ثروات عالية جداً" (UHNWIs) إجمالاً ما نسبته 10% من 101.5 تريليون دولار عام 2021 إلى 91.4 تريليون دولار عام 2022. وتعد هذه الخسارة أكبر خسارة سنوية في ثروات فاحشي الثراء منذ نشر الدراسة السنوية للمرة الأولى عام 2010.
"صدمة تاريخية"
بدوره، قال ليام بيلي، رئيس قسم الأبحاث ورئيس تحرير تقرير الثروة في الشركة، إنه بعد سنوات من تحقيق هؤلاء الأثرياء مكاسب ضخمة، تعرضوا لـ"صدمة تاريخية".
أضاف: "الأزمة الأوكرانية تسببت في أزمة طاقة في أوروبا وفاقمت معدلات التضخم المرتفعة بالفعل. ونتيجة لذلك، شهد عام 2022 واحدة من أكبر زيادات أسعار الفائدة العالمية في التاريخ، وهذا أدى إلى ظروف اقتصادية يطلق عليها قاموس كولينز الإنجليزي permacrisis"، أي فترة من عدم الاستقرار ناتجة عن مجموعة من الأزمات.
ووجد التقرير أن أربعة فقط من كل 10 من هؤلاء الأثرياء -أي من لديهم صافي ثروة لا يقل عن 30 مليون دولار بما يشمل منزلهم الأساسي- قد زادوا حجم ثروتهم العام الماضي.
وقالت الدراسة: "كان الاتجاه السائد سلبياً"، بعد انخفاض قيمة العقارات السكنية، والاستثمارات العقارية التجارية، والدخل الثابت، و"استثمارات الشغف"؛ مثل الأعمال الفنية أو المشروبات الكحولية النادرة.
انخفاض "غير مفاجئ"
في السياق، قال بيلي إن "هذا الانخفاض في الثروة غير مفاجئ بالنظر إلى التغيير الدراماتيكي في السياسة النقدية التي وصلت لأسوأ أداء لها منذ الثلاثينيات".
وعانى أثرياء أوروبا أكبر الخسائر في صافي الثروة بمتوسط بلغ 17%، تلاهم أثرياء أوقيانوسيا بنسبة 11% ثم الأمريكتان بنسبة 10%. وبالمقارنة، سجلت إفريقيا وآسيا خسائر أقل بنسبة 5% و7% على التوالي.
ورغم هذه الخسائر في ثروات هؤلاء الأثرياء، فلا يزالون ينفقون الملايين على شراء منازل فاخرة جديدة، ففي لندن ونيويورك، بيع 43 منزلاً مقابل أكثر من 25 مليون دولار في المدينتين العام الماضي. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 26% في مبيعات المنازل الفاخرة في لندن، ولكنه يمثل انخفاضاً بنسبة 35% في نيويورك. واحتلت لوس أنجلوس المركز الثالث بـ 39 عملية بيع، تليها هونغ كونغ (28) وميامي (23).
وقال بيلي: "رغم الأزمات المتنامية وغياب الثقة، لا يتوقف الأثرياء عن شراء العقارات السكنية الفاخرة، ولندن ونيويورك أبرز مدينتين في الطلب على هذه المنازل. ورغم أنه من المرجح أن تتراجع مبيعات المنازل الفاخرة هذا العام، ففتح الصين من جديد والرغبة المستمرة في هذه النوعية من الشراء لتحسين نمط الحياة ستدعم نشاطها".