أكدت أكبر دراسة من نوعها على الإطلاق، أن المشي السريع لمدة 11 دقيقة يومياً يمنع حالة وفاة مبكرة من كل 10 حالات على مستوى العالم. وهذا يعادل 75 دقيقة من النشاط البدني معتدل الشدة في الأسبوع، أي نصف الـ150 دقيقة التي تنصح بها دائرة الصحة الوطنية في بريطانيا.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت الثلاثاء، 28 فبراير/شباط 2023، إن خبراء جامعة كامبريدج وجدوا أن المشي السريع والرقص وركوب الدراجة ولعب التنس أو المشي لمسافات طويلة يقلل بشكل كبير من مخاطر الوفاة المبكرة وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان، مثل سرطان الرأس والعنق وسرطان الدم النخاعي.
يُعرَّف النشاط البدني معتدل الشدة بأنه نشاط يرفع معدل ضربات القلب ويزيد سرعة التنفس، ولكن ليس بدرجة تمنع الكلام. ونُشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة البريطانية للطب الرياضي.
إذ قال الدكتور سورين براج، رئيس وحدة علم الأوبئة في مجلس البحوث الطبية في كامبريدج: "لو كنت ممن يرون أن فكرة الـ150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل الشدة في الأسبوع شاقة بعض الشيء، فلا بد أن نتائج دراستنا خبر سار، فأداء بعض النشاط البدني أفضل من عدمه، وهذه أيضاً نقطة بداية جيدة، إذ يمكنك زيادة الـ75 دقيقة تدريجياً إلى أن تصل إلى المدة الموصى بها".
درس الباحثون 196 مقالة، تغطي أكثر من 30 مليون مشارك في 94 دراسة. وفحصوا العلاقة بين مستويات النشاط البدني وخطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والوفاة المبكرة.
حيث وجدوا أن ممارسة النشاط البدني معتدل الشدة 75 دقيقة في الأسبوع تقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 23%. وهي أيضاً مدة كافية لتقليل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 17% والسرطان بنسبة 7%.
كما قال البروفيسور جيمس وودكوك من جامعة كامبريدج: "نعلم أن النشاط البدني، مثل المشي أو ركوب الدراجات مفيد للإنسان، خاصة لو كان يرفع معدل ضربات القلب، ولكن ما وجدناه هو أن له فوائد كبيرة لصحة القلب وتقليل خطر الإصابة بالسرطان، حتى لو اكتفيت بالمشي 10 دقائق فقط كل يوم".
فيما قدّر الباحثون أنه لو مارس كل شخص مشارك في هذه الدراسات ما يعادل 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً من النشاط المعتدل، فستُمنع حوالي حالة من كل 6 حالات وفاة مبكرة (16%).
بينما وجدوا أنه حتى لو تمكنوا من تخصيص 75 دقيقة على الأقل أسبوعياً للنشاط البدني المعتدل، فستُمنع حوالي حالة من كل 10 (10%) حالات وفاة مبكرة.
كما أكد الدكتور لياندرو غارسيا، من جامعة كوينز بلفاست، أن النشاط المعتدل لا يعني بالضرورة ما يظنه الناس تمارين رياضية، مثل الرياضة أو الركض.
أضاف: "على سبيل المثال، جرب المشي أو ركوب الدراجة للذهاب إلى عملك أو مكان الدراسة بدلاً من استخدام السيارة، أو استمتع باللعب مع أطفالك أو أحفادك". وقال: "ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها والتي يسهل إدخالها في روتينك الأسبوعي طريقة ممتازة لتزداد نشاطاً".