أفاد تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، بأن مفتشين من الوكالة رصدوا جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة 83.7%، في موقع فوردو النووي السري بإيران، وهي نسبة قريبة جداً من درجة النقاء المطلوبة لصنع الأسلحة النووية، بحسب ما أفادت وكالة أسوشيتد برس.
وذكر تقرير الوكالة الدولية أن المفتشين اكتشفوا في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، أن مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-6 في منشأة فوردو الإيرانية تم تكوينهما بطريقة "تختلف اختلافاً جوهرياً" عما تم الإعلان عنه سابقاً.
قريبة من صنع سلاح نووي
أضاف التقرير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أخذت عينات في اليوم التالي وأظهرت تلك العينات نقاوة في جزيئات اليورانيوم تصل نسبتها إلى 83.7%.
وقال التقرير: "أبلغت إيران الوكالة بأن التقلبات غير المقصودة في مستويات التخصيب ربما حدثت خلال الفترة الانتقالية وقت بدء عملية التخصيب لدرجة نقاء 60% في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 أو في أثناء استبدال أسطوانة التغذية"، بينما أفاد التقرير السري للوكالة بأن المباحثات جارية بين الوكالة وإيران لتوضيح الأمر.
يشار إلى أن هذه النسبة هي أقل بقليل من نسبة الـ90% الضرورية لإنتاج قنبلة نووية، ومن المرجح أن يؤدي التقرير الفصلي السري الذي وزعته الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الدول الأعضاء إلى تأجيج التوترات بين إيران والغرب، حيال برنامج طهران النووي.
ووفق أسوشيتد برس، فإن حديث التقرير عن "جزيئات" فقط يشير إلى أن إيران لا تبني مخزوناً من اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد عن 60%، وهو المستوى الذي وصلت إليه منذ بعض الوقت.
تخصيب اليورانيوم في إيران
وقبل هذا التقرير، كانت وكالة Bloomberg الأمريكية ذكرت لأول مرة، الأحد 19 فبراير/شباط الجاري، أن مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجدوا يورانيوم مخصباً بدرجة نقاء تبلغ 84% – أقل بقليل من 90% المطلوبة لصنع قنبلة- ويحاولون تحديد ما إذا كان الأمر قد أنتج عمداً.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من مجموعة من الدول التي تشرف على عمل الوكالة، في 6 مارس/آذار في العاصمة النمساوية، فيينا، حيث ستكون قضية إيران وتخصيبها لليورانيوم بهذا المستوى موضوعاً رئيسياً.
يأتي تصعيد المسألة النووية الإيرانية في وقت تبدو فيه إسرائيل، تفكر علناً في اتخاذ إجراء عسكري وقائي ضد برنامج إيران النووي، حيث ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي لاحتمال تكرار ما حدث مع المنشآت النووية السورية والعراقية مع إيران.
ومن المعروف أن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم في فوردو بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى يقول خبراء حظر الانتشار النووي بالفعل إنه ليس له استخدام مدني لطهران، حسبما ورد في تقرير سابق لأسوشيتد برس.
ومنذ 2019، أي بعد عام واحد من انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب من اتفاقها النووي مع القوى العالمية، عززت إيران تخصيب اليورانيوم تدريجياً، وأعلنت رسمياً أنها وصلت إلى مستوى تخصيب يبلغ 60% لكن المسؤولين الإيرانيين يؤكدون أنهم لا يسعون لامتلاك سلاح نووي.
اكتشاف آخر تم بالصدفة يثير القلق
يُذكر أنه تمّ الإعلان عن هذه المعلومات الحديثة بعد أيام قليلة فقط من الأخبار المتداولة عن أن إيران غيرت شبكة الأنابيب التي تربط بين سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي داخل محطة "فوردو"، في خطوة تتيح لها تخصيب اليورانيوم عند مستويات أعلى وبوتيرة أسرع.
وقد تمّ اكتشاف هذا التغيير عن طريق الصدفة. "فالوكالة الدولية للطاقة الذرية" قادرة على تنفيذ ثلاثة أنواع من عمليات التفتيش في إيران وهي: "التفتيش المعلن" (أي المخطط له مسبقاً بالتعاون مع إيران)، و"التفتيش غير المعلن" (حيث يصل المفتشون فجأة ويطلبون الدخول إلى موقع ما)، و"التفتيش العشوائي" (وهو أحد أشكال التفتيش غير المعلن إنما نادراً ما يتمّ اللجوء إليه).
وكان أحد المفتشين ذوي الخبرة قد تنبّه لتغيير شبكة الأنابيب [في "فوردو"] خلال عملية تفتيش عشوائية، وهو تفصيل ربما غفل عنه زملاؤه على الرغم من تمتعهم بمؤهلات جيدة ولكنهم يفتقرون إلى خبرته، حسبما ورد في تقرير لموقع Washington institute.
ومنذ تولي بايدن السلطة، يكرر المسؤولون الغربيون التحذيرات بأن إيران قد تكون على بعد أسابيع معدودة من امتلاك القنبلة النووية، مثلما فعل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، في فبراير/شباط 2022.