تسابق الدول والشعوب العربية الزمن لدعم وإغاثة تركيا وسوريا منذ الزلزال المدمر الذي ضربهما في 6 فبراير/شباط 2023، وذلك ضمن جهود رسمية وشعبية متواصلة منذ نحو 23 يوماً على وقوع الكارثة، بحسب تقرير لوكالة الأناضول.
التقرير رصد بيانات رسمية لتنوع أوجه الإغاثة والتضامن من جميع الدول العربية (22 باستثناء سوريا المتضررة من الزلزال) بين تبرعات مالية ومساعدات عينية وأعمال بحث وإنقاذ واتصالات.
وتلك الجهود شاركت فيها جهات رسمية وشعبية لمساعدة الشعبين التركي والسوري، حيث أودى الزلزال بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وأحدث دماراً ضخماً في البلدين. وبينما تتواصل جهود الإغاثة بوتيرة متسارعة ومكثفة، جاء رصد الأناضول للحصيلة الأولية للجهود العربية حتى الثلاثاء 28 فبراير/شباط.
أمير قطر أول زعيم يزور تركيا بعد الزلزال
كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول قائد دولة يزور تركيا بعد الزلزال، في حين قدمت بلاده 253 مليون ريال (نحو 70 مليون دولار) مساعدات، وفق وزارة الخارجية.
إلى جانب ذلك سيّرت الدوحة 40 رحلة إغاثية بمعدل رحلتين يومياً محملة بالمساعدات، كما أعلنت عن إقامة 3 مستشفيات ميدانية غداة وقوع الزلزال، وشحن 1260 منزلاً متنقلاً إلى تركيا من أصل 10 آلاف سيتم شحنها تباعاً، منها 4845 منزلاً دفعة واحدة.
كما تكفلت قطر بنقل مساعدات عاجلة من الأردن وألمانيا عبر القوات الجوية الأميرية القطرية إلى تركيا. فضلاً عن إرسال فريق إنقاذ من 110 أشخاص.
وأطلقت قطر حملة "عون وسند" وجمعت في يومها الأول 46 مليون دولار بينها 14 مليوناً من الأمير، بينما خصص الهلال الأحمر القطري مليون دولار، ويطلق حملة لتوفير مساعدات بـ10 ملايين دولار. بينما أطلقت مؤسسة "قطر الخيرية" حملة "أغيثوا متضرري الزلزال – تركيا وسوريا" تستهدف تقديم مساعدات بقيمة 7.5 مليون دولار.
تبرعات سعودية تحقق رقماً قياسياً
من جانبها، سيّرت السعودية 14 طائرة إغاثية، إلى جانب إرسال فريق بحث وإنقاذ سعودي، قام بمهام ميدانية في 47 موقع عمل في 3 مدن تركية متضررة، إضافة إلى تسيير شاحنات مساعدات لمتضرري زلزال سوريا، بينما أقيمت صلاة الغائب على أرواح الضحايا.
أما التبرعات الشعبية في السعودية فقد حققت رقماً قياسياً، حيث بلغت 462 مليوناً و30 ألفاً و677 ريالاً (أكثر من 123 مليون دولار)، عبر منصة "ساهم" الحكومية بمشاركة مليون و974 ألفاً و981 متبرعاً حتى الساعة 21: 14 ت.غ مساء الثلاثاء.
دعم كبير من الإمارات
على صعيد الإمارات، فقد زار وزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان تركيا تضامناً مع أنقرة والشعب التركي، فيما وجّه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم 150 مليون دولار: 50 مليوناً إلى تركيا و100 مليون إلى سوريا، إلى جانب تقديم 50 مليون درهم (13.6 مليون دولار) من نائب الرئيس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لصالح الشعب السوري.
وسيرت الإمارات 136 طائرة إغاثية لتركيا وسوريا، وأقامت مستشفيين ميدانيين في ولايتي غازي عنتاب وهطاي جنوبي تركيا، إلى جانب إقامة صلاة الغائب في كل مساجد الدولة بتوجيه من الرئيس.
وتبرعت والدة رئيس الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك لحملة "جسور الخير" الإغاثية بمبلغ 50 مليون درهم (13.6 مليون دولار)، إلى جانب 3.67 مليون درهم إماراتي (نحو مليون دولار) من شركة "الأنصاري" للصرافة، فضلاً عن 15 مليوناً و649 ألفاً و140 درهماً (حوالي 4.2 مليون دولار) جرى جمعها خلال 3 ساعات مساء الجمعة، لصالح حملة دعت إليها مؤسسة "القلب الكبير".
كما أعلنت الإمارات عن مرحلة إغاثية جديدة تشمل تسيير مجهود بحري للنقل مع استمرار نظيره الجوي "حسب الأولويات".
دعم كبير من الكويت
بدورها، أجرت وزيرة الشؤون الاجتماعية الكويتية مي البغلي زيارة إلى تركيا تضامناً مع المنكوبين عقب الزلزال، كما قدمت الكويت مبلغ 30 مليون دولار لدعم تركيا وسوريا (مناصفة) من مجلس الوزراء.
وأطلقت الكويت حملة "الكويت بجانبكم" جمعت ما يزيد عن 20.7 مليون دينار (67.7 مليون دولار) في يوم واحد، في حين سيّرت 23 شاحنة محملة بالبطانيات والخيام والأجهزة الكهربائية والبيوت سابقة التجهيز، وأرسلت فريق بحث وإنقاذ.
البحرين
في السياق، أعلنت البحرين تسيير جسر جوي شمل تقديم 3 شحنات مساعدات إغاثية وطبية، وجمع أكثر من 3.7 مليون دولار خلال 3 ساعات لصالح حملة رسمية شعبية، بينما أقيمت صلاة الغائب في كل مساجد الدولة.
سلطنة عمان
من جانبها، أعلنت سلطنة عمان تسيير طائرات مساعدات، كما أطلقت حملات تبرع شعبية، فضلاً عن إرسال فريق إنقاذ وبحث.
مصر
أما مصر، فقد أجرى وزير الخارجية سامح شكري زيارة إلى تركيا للتضامن معها ومع الشعب التركي بعد الزلزال، في حين أعلنت القاهرة تسيير 7 طائرات إغاثية طبية و3 سفن مساعدات، وتقديم 1500 طن مساعدات لسوريا و1200 لتركيا.
في ضوء ذلك، كان هناك توجيه رئاسي بأولوية مرور سفن المساعدات من قناة السويس، كما جرى اتصال هاتفي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان للتعزية وتأكيد المساندة للشعب التركي.
إلى جانب ذلك، شاركت جمعيات ومؤسسات مصرية في تركيا، منها اتحاد الجمعيات المصرية و"رابعة" "والإحسان" و"المستقبل" و"أكاديمية الشريف" و"ديوان الخير" و"اتحاد الطلاب المصريين"، في جهود الإغاثة والتبرع.
الأردن
من جانبها، أعلنت الأردن عن إرسال 12 طائرة و42 شاحنة إغاثة و10 سيارات إسعاف والبدء بنقل 10 آلاف خيمة إلى تركيا وسوريا، وإرسال مستشفى ميداني عسكري وقوافل برية إلى تركيا وسوريا، فيما أقيمت صلاة الغائب في مساجد المملكة.
العراق
بدوره، أرسل العراق أكثر من 26 طائرة إغاثة إلى تركيا و24 طائرة إلى سوريا، إلى جانب تسيير شاحنات مساعدات من تركمان العراق، بينما أرسل الهلال الأحمر ما يزيد عن 140 طناً من المساعدات للبلدين، وأحدثها 20 طناً من المواد الطبية وأكثر من 8 آلاف بطانية و250 خيمة لتركيا.
وأرسل العراق 56 شاحنة مساعدات شعبية إلى تركيا، وفق ممثل الهلال الأحمر التركي بالعراق محمود آق غون ترياقي، بينما وفرت وزارة التجارة لسوريا 650 طناً من المواد الغذائية، ووزارة الدفاع 850 طناً، ووزارة النفط مليون لتر من الوقود.
اليمن
أما اليمن، فأعلن مجلس القيادة الرئاسي اليمني تضامنه مع تركيا وسوريا، بينما تمكنت الجالية اليمنية في تركيا من جمع 17 مليون ليرة تركية (نحو 900 ألف دولار)، وتسيير قافلة مساعدات من 10 شاحنات.
فيما أعلنت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان تبرعها بإعادة بناء 50 وحدة سكنية في تركيا.
ليبيا
ومن ليبيا، أجرى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة زيارة إلى تركيا، فيما أعلنت بلاده إرسال 5 طائرات مساعدات للمتضررين من الزلزال؛ 3 إلى تركيا و2 إلى سوريا، إلى جانب إرسال سفينة مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر الليبي، وإطلاق حملة تبرعات، في حين أقيمت صلاة الغائب في مساجد بالدولة.
كما أرسلت طرابلس طاقم بحث وإنقاذ، بينما تعهدت الحكومة بإرسال 50 مليون دولار كمساعدات نقدية.
لبنان
بدوره، أجرى وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب زيارة إلى تركيا، بينما أرسلت بيروت 3 فرق بحث وإنقاذ وأطناناً من المساعدات الإنسانية.
وشهد لبنان إطلاق مبادرات شعبية، منها "عفوية" التي جمعت 15 شاحنة إغاثة، كما أقيمت صلاة الغائب في عدد من مساجد البلاد.
الجزائر
من جانبها، أعلنت الجزائر تقديم مساعدة مالية قدرها 30 مليون دولار لتركيا و15 مليوناً لسوريا؛ تنفيذاً لتعليمات الرئيس عبد المجيد تبون. كما سيرت طائرات محملة بمساعدات إلى البلدين، وأرسلت فرق بحث وإنقاذ.
تونس
وأعلنت تونس تسيير طائرات إغاثية من جانب وزارة الدفاع والهلال الأحمر، وإرسال فريق بحث وإنقاذ، إلى جانب إطلاق حملات ومبادرات تبرع شعبية منها عائدات حفل موسيقي في الأوبرا.
فلسطين
وفي فلسطين، شهدت مناطق عدة إطلاق حملات تبرع شعبية، بينها "أغيثوهم". كما أرسلت فريق بحث وإنقاذ. فيما أقيمت صلاة الغائب في المسجد الأقصى وبقية مساجد الأراضي الفلسطينية.
بدورها، جمعت الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة أكثر من 10 حاويات مساعدات.
موريتانيا
من جانبها، أعلنت موريتانيا إرسال طائرة مساعدات إغاثية إلى تركيا تنفيذاً لتوجيهات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
السودان
بينما أعلن السودان إرسال طائرتي مساعدات ومواد إيواء إلى تركيا وسوريا، وإرسال فريق بحث وإنقاذ، بينما أقيمت صلاة الغائب في الخرطوم.
الصومال
وفي الصومال، أعلنت الحكومة تقديم مليون دولار ضمن حملة تبرعات لجمع 5 ملايين دولار دعماً لتركيا. إلى جانب تشكيل لجنة وطنية وزارية لدعم المتضررين من زلزال تركيا. بينما قرر مجلس الشعب التبرع بـ20% من رواتب نوابه لصالح المنكوبين في تركيا.
جيبوتي
وأعلنت جيبوتي، إرسال مساعدات إنسانية شعبية إلى تركيا، وفق السفير التركي لدى جيبوتي جينك أوزون.
المغرب
بدوره، أرسل ملك المغرب محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى الرئيس التركي. بينما دشنت "مؤسسة المغرب" (خاصة تمثل المغتربين المغاربة في تركيا) حملة لجمع مساعدات من المغاربة لمنكوبي الزلزال.
إلى جانب إعلان مغاربة في تركيا وخارجها جمع تبرعات بأكثر من مليون ليرة تركية (نحو 53 ألف دولار).
جزر القُمر
إلى جانب ذلك، أعرب رئيس جزر القُمر غزالي عثماني عن تضامنه مع تركيا، مقدماً التعازي إلى الرئيس أردوغان وأسر الضحايا.