أعلن الجيش الأردني في بيان، أن قوات حرس الحدود أسقطت السبت، 25 فبراير/شباط 2023، طائرة مسيرة قادمة من سوريا، حاولت اجتياز الحدود الأردنية وهي تحمل قنابل يدوية وبندقية، في استمرار لتصدي قوات الحدود الأردنية لمحاولات تهريب المخدرات والأسلحة من الأراضي السورية.
نقل البيان عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة، قوله إن "قوات حرس الحدود رصدت محاولة اجتياز طائرة مسيّرة بدون طيار الحدود، بطريقة غير مشروعة، من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وتم إسقاطها داخل الأراضي الأردنية".
أضاف البيان أنه "بعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة تم العثور على بندقية إم فور، وأربع قنابل يدوية، وتبيّن أنه تم إعداد الطائرة المسيرة بطريقة مفخخة، في حال تم ضبطها من قبل عناصر حرس الحدود".
كذلك أكد البيان أن القوات الأردنية "ماضية في التعامل بكل قوة وحزم، مع أي تهديد على الواجهات الحدودية، وأية مساعٍ يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه".
يأتي هذا فيما يُعلن الجيش الأردني، بين الحين والآخر، عن إحباط عمليات تهريب أسلحة ومخدرات قادمة من الأراضي السورية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
في 17 فبراير/شباط 2022، أعلن الجيش الأردني أنه أحبط عدداً كبيراً من محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود الممتدة على حوالى 375 كيلومتراً، والتي باتت "منظمة" وتستعين بالطائرات المسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة.
قال الجيش آنذاك إن السلطات الأردنية أحبطت خلال نحو 45 يوماً منذ مطلع عام 2022، دخول أكثر من 16 مليون حبة كبتاغون، وهو ما يعادل الكمية التي تم ضبطها طوال العام 2021.
تؤكد المملكة أن 85% من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب إلى خارج الأردن، وخصوصاً إلى السعودية ودول الخليج.
وصناعة الكبتاغون ليست جديدة في المنطقة، وتُعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، إلا أن الحرب المندلعة في البلاد منذ 12 عاماً، جعلت تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً، كذلك تنشط مصانع حبوب الكبتاغون في مناطق عدة في لبنان المجاور.
تُشير بعض التقديرات إلى أن الأرباح السنوية لتجارة المخدرات في سوريا أضعاف إجمالي الصادرات السنوية الرسمية للبلاد.
تُشكل دول الخليج، وخصوصاً السعودية، الوجهة الأساسية لحبوب الكبتاغون التي تعد من المخدرات سهلة التصنيع، ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنّها "أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة"، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.
كان تحقيق أجرته صحيفة "The New York Times"، قد كشف أن شركاء متنفذين ومقربين من رئيس النظام في سوريا، بشار الأسد، متورطون في صناعة وترويج مخدر الكبتاغون؛ ما يؤشر إلى قيام "دولة مخدرات" جديدة في حوض البحر الأبيض المتوسط.
الصحيفة الأمريكية ذكرت في التحقيق أن تجارة مخدرات غير قانونية تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات، يديرها شركاء أقوياء وأقارب للرئيس بشار الأسد، بُنيت على أنقاض 10 سنوات من الحرب في سوريا.
من بين اللاعبين الرئيسيين أيضاً- بحسب الصحيفة- رجال أعمال تربطهم صلات وثيقة بالحكومة، وجماعة "حزب الله" اللبنانية المسلحة، وأعضاء آخرون من عائلة بشار الأسد الممتدة، الذين يضمن لهم لقبهم (اسمهم الأخير) الحماية من الأنشطة غير القانونية.