أفرجت السلطات الأمريكية عن الشقيقين الباكستانيين عبد ومحمد رباني من سجنها العسكري في قاعدة غوانتانامو، حيث كانا محتجزين منذ عشرين عاماً، وأعادتهما إلى بلدهما، كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الخميس 23 فبراير/شباط، لينخفض العدد الإجمالي للأشخاص المحتجزين في غوانتانامو إلى 32.
وكان عبد رباني المولود في 1967 أحد أقدم نزلاء هذا المعتقل المثير للجدل في القاعدة العسكرية الأمريكية في جزيرة كوبا.
واتهمته السلطات الأمريكية بالعمل مع خالد شيخ محمد الذي يعتقد أنه العقل المدبر لاعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وبإدارة مخبأ لتنظيم القاعدة في كراتشي بباكستان.
أما شقيقه الأصغر محمد رباني المولود في 1969، فقد اتهم بتجنيد أخيه الأكبر في دوائر متطرفة وتنظيم رحلات ومتابعة الشؤون المالية لخالد الشيخ محمد وعبد الرحيم الناشري الذي يعتبر العقل المدبر للهجومين على ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ في 2002 والمدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في 2000.
وتفيد وثيقة لمجلس الشيوخ الأمريكي بأن السلطات الباكستانية اعتقلت الرجلين في سبتمبر/أيلول 2002، مشيرة إلى أن محمد رباني هو أحد 17 معتقلاً خضعوا للتعذيب في مواقع سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان، إنهما وصلا إلى غوانتانامو في 2004 وتمت الموافقة على إطلاق سراحهما في 2021، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
عدد المعتقلين في غوانتانامو
وبعد مغادرتهما، أصبح هذا السجن الأمريكي يضم 32 معتقلاً بينهم خالد شيخ محمد الموجود هناك منذ 2006. وقد أدين اثنان منهم فقط.
وأسس الرئيس الجمهوري الأسبق جورج دبليو بوش معسكر غوانتانامو عام 2002 لإيواء الأجانب المشتبه بهم، في أعقاب هجمات الطائرات المختطفة عام 2001 على نيويورك ووزارة الدفاع الأمريكية التي أسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص.
وتحول إلى رمز للتجاوزات في "الحرب على الإرهاب" الأمريكية بسبب أساليب الاستجواب القاسية التي قال النقاد إنها ترقى إلى مستوى التعذيب.
وكان هناك 40 معتقلاً عندما تولى الرئيس الديمقراطي جو بايدن منصبه في عام 2021. وقال بايدن إنه يأمل في إغلاق المنشأة. ويحظر القانون على الحكومة الاتحادية نقل معتقلي غوانتانامو إلى سجون البر الرئيسي للولايات المتحدة.
إلى ذلك، حث خبراء مستقلون مفوضون من الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني 2022، على إغلاق سجنها العسكري في غوانتانامو، معتبرين أنه مكان "لانتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأمريكية قالت إن كل الرؤساء الأمريكيين فشلوا في الوفاء بوعودهم بإغلاق معتقل غوانتانامو الذي وصفته بأنه من بقايا فترة حزينة في تاريخ الولايات المتحدة، وسردت بعض الحلول التي بإمكانها أن تشكل مخرجاً لواشنطن من هذا المأزق الذي يسيء لسمعتها عالمياً.
واشنطن بوست أكدت -في مقال لهيئة التحرير- أن إنشاء هذا المعتقل "العار" كان "خطأ جسيماً"، مبرزة أن إدارة الرئيس جو بايدن جعلت المسافة أقرب إلى إغلاقه نهائياً من خلال تفريغه من المعتقلين داخله.