8 أسباب للإمساك المزمن، وطرق بسيطة للتخلص من هذه الحالة المزعجة

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/22 الساعة 21:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/22 الساعة 21:16 بتوقيت غرينتش
iStock الإمساك المزمن

قد تكون نوبات الإمساك العرضية مزعجة للغاية، وتصيبنا في الغالب نتيجة عدم شرب ما يكفي من المياه أو بسبب إحداث تغييرات في نظامنا الغذائي، لكن الأسوأ من ذلك هو "الإمساك المزمن" الذي يدل على أن هناك مشكلة حقيقية يجب علاجها في الجهاز الهضمي.

ما هو الإمساك المزمن؟ 

وفقاً لفريق عمل الإمساك المزمن التابع للكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، فالإمساك المزمن يعني عدم انتظام التغوط أو صعوبته أو كليهما لمدة لا تقل عن 3 أشهر.

وعلى الرغم من عدم وجود سبب معين لهذه الحالة المزعجة، فإن الخبراء يرجحون أن هناك مجموعة من الأسباب المتنوعة التي قد تسبب الإمساك المزمن. 

أسباب الإمساك المزمن 

إليكم ثمانية من الأسباب الشائعة للإمساك المزمن وبعض النصائح للتخلص منه.

1. نظام غذائي يفتقر إلى الألياف

أحد أبرز أسباب الإمساك المزمن اتباع نظام غذائي لا يحتوي على كمية كافية من الألياف الطبيعية.

مع العلم أن الجرعة اليومية الموصى بها من الألياف تبلغ 25 غراماً للنساء، و38 غراماً للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و50 عاماً .

والألياف مهمة للغاية، لأنها تساعد في تنظيم حركة الأمعاء والبراز، لذا فعدم تناول ما يكفي منها قد يتسبب في الإصابة بنوبات إمساك متكررة. وإضافة أنواع أخرى من الألياف الصحيحة إلى نظامك الغذائي- مثل الفواكه والشوفان والخضار وبذور الشيا والفاصوليا- قد تساهم في التخفيف منه.

لكن يجب الانتباه إلى أن زيادة جرعة الألياف دفعة واحدة قد تتسبب في حدوث انتفاخ وغازات مزعجة، لذلك من الأفضل إضافتها تدريجياً إلى نظامك الغذائي.

iStock\ الإمساك المزمن
iStock\ الإمساك المزمن

2. عدم شرب كمية كافية من المياه

مثلما تصيبك الجرعة المنخفضة من الألياف بالإمساك، فكذلك تفعل الجرعة المنخفضة من المياه. إذ يعتمد جهازك الهضمي على الترطيب الكافي لتحريك البراز بشكل سليم. فإن كنت لا تلبي احتياجاتك اليومية من السوائل، فقد تصاب بإمساك مزمن.

وكثير من الناس- خاصةً كبار السن- لا يشربون ما يكفي من المياه. وفي الواقع، تشير التقديرات إلى أن نحو 28% من كبار السن مصابون بجفاف مزمن.

ولو أن الجفاف هو سبب الإمساك المزمن، فعادةً ما يكون علاجه سهلاً. ورغم أن جرعة المياه التي يحتاجها كل شخص تختلف تبعاً لعوامل مثل وزن الجسم ومستوى النشاط والبيئة، فالجرعة التي يُنصح بها عموماً تتراوح بين 2و2.7 لتر يومياً للنساء و2.5 إلى 3.7 لتر يومياً للرجال.

3. عسر الحركة بالجهاز الهضمي

عسر الحركة بالجهاز الهضمي ينتج عن مشكلات في الأعصاب أو العضلات في الجهاز الهضمي، بما يشمل الأمعاء الغليظة والمستقيم. وعسر الحركة يسبب الإمساك، لأنه يؤثر على قدرة الجسم على إخراج البراز بطريقة سليمة.

ولو أخبرك الطبيب بأن اضطراب حركة الأمعاء ربما يكون سبب إصابتك بإمساك مزمن، فقد يطلب إجراء فحوصات وينصحك بتناول أدوية لعلاج هذه المشكلة.

4. عسر التغوط

تسهيل حركة الأمعاء يقتضي ارتخاء عضلات قاع الحوض بالتناسق مع عضلات فتحة الشرج. وعسر التغوط يحدث حين لا تعمل عضلات قاع الحوض بشكل سليم أو تحدث مشكلة في قدرتك على دفع البراز.

ومن أعراض عسر التغوط:

  • صعوبة بالغة في التغوط.
  • الشعور بأن أمعاءك ليست مفرغة بالكامل بعد التغوط (الإفراغ غير الكامل).
  • التغوط أقل من ثلاث مرات في الأسبوع.

وتشير التقديرات إلى أن عسر التغوط هو سبب 25% من حالات الإمساك المزمن. ولمعرفة ما إذا كنت مصاباً به، سيسألك الطبيب عن الأعراض التي تشعر بها وقد يطلب إجراء فحص لقاع الحوض. ولو ثبتت إصابتك بعسر التغوط، فيمكن أن تساعدك علاجات مثل العلاج الطبيعي لقاع الحوض.

iStock\ الإمساك المزمن
iStock\ الإمساك المزمن

5. الإصابة بمرض معين

بعض الأمراض تؤدي إلى الإصابة بإمساك مزمن، مثل:

  • متلازمة القولون العصبي الذي يصحبه إمساك (IBS-C).
  • مرض التهاب الأمعاء (IBD)، مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • الحالات العصبية مثل التصلب المتعدد ومرض باركنسون.

والإمساك أكثر شيوعاً أيضاً بين الأشخاص المصابين بالاكتئاب.

وفي أحيان كثيرة، تخفُّ أعراض هذه الحالات، مثل الإمساك، أو تختفي بالعلاج المناسب. ولو كنت مصاباً بمرض يصعب معه التغوط، فاطلب مشورة طبيبك.

6. تناول أدوية بآثار جانبية

غالباً ما تكون للأدوية آثار جانبية، ومنها مشكلات الهضم مثل الإمساك. ومن ضمن الأدوية المرتبطة بالإمساك:

  • الكوديين.
  • مضادات الاكتئاب مثل إيميبرامين وفلوكستين.
  • الأدوية المضادة للذهان مثل هالوبيريدول.
  • أدوية الصرع.

وبعض المكملات الغذائية، مثل مكملات الكالسيوم والحديد، تؤدي إلى الإصابة بالإمساك.

ولو ارتأيت أن بعض الأدوية أو المكملات الغذائية هي سبب عجزك عن التغوط، فتحدَّث مع الطبيب حول ما يمكنك فعله للتغلب على هذا العرض الجانبي.

7. وراثة في العائلة

إذا كان الإمساك منتشراً بين أفراد عائلتك، فمن المرجح أن تصاب به أيضاً. 

إذ اكتشف الباحثون أن الإصابة بالإمساك المزمن غالباً ما تكون لأسباب وراثية. لكنهم لم يتمكنوا من تحديد جينات معينة مرتبطة بالإمساك، ولذا فالعلاقة ليست مفهومة تماماً بعد.

وبعض الحالات التي تسبب الإمساك، مثل مرض التهاب الأمعاء وقصور الغدة الدرقية، مرتبطة بالوراثة أيضاً.

8. حساسية من الطعام أو عدم تحمُّله

هل تشعر بأن بعض الأطعمة تسبب لك مشكلات في المعدة لكنك لا تستطيع التوقف عن تناولها؟ قد يكون هذا هو السبب في إصابتك بالإمساك.

وعدم تحمُّل اللاكتوز- أي عدم القدرة على امتصاص سكر اللاكتوز في الحليب بشكل سليم- قد يؤدي إلى أعراض مُعدية معوية مثل الإمساك. وكذلك الحال بالنسبة للاضطرابات المرتبطة بالغلوتين مثل الداء البطني وحساسية الغلوتين.

فلو شعرت بأن الحساسية أو عدم تقبُّل أطعمة معينة هي سبب مشكلاتك الهضمية، فجرِّب التوقف عن تناول هذه الأطعمة بضعة أسابيع؛ لمعرفة ما إذا كان ذلك يخفف الأعراض.

ومن الأفضل أن تستشير طبيباً أو خبير تغذية معتمداً؛ للتأكد من أن النظام الغذائي آمن ومناسب لك.

ShutterStock\ الإمساك المزمن
ShutterStock\ الإمساك المزمن

كيف تتعامل مع الإمساك المزمن؟

تعتمد كيفية التعامل مع الإمساك على سبب الإصابة به. فمثلاً، لو كان الإمساك المزمن ناتجاً عن اتباع نظام غذائي فقير في الألياف أو الجفاف، فيمكنك التخفيف منه عن طريق زيادة الأطعمة الغنية بالألياف في نظامك الغذائي وشرب مزيد من المياه كل يوم.

وبشكل عام، يمكن تحسين صحة الجهاز الهضمي والحد من الإمساك عن طريق:

  • اتباع نظام غذائي غني بالألياف والتقليل من الأطعمة فائقة المعالجة.
  • شرب كمية كافية من الماء.
  • الإكثار من التمارين البدنية.
  • تخفيف التوتر.

ولكن ليست كل حالات الإمساك المزمن ناتجة عن عوامل يسهل تغييرها.

فالمشكلات الصحية المزمنة، مثل قصور الغدة الدرقية ومرض التهاب الأمعاء، تتطلب العلاج المناسب للتخفيف من الأعراض المصاحبة، التي من بينها الإمساك.

ولو كنت تعاني من اضطراب في حركة الأمعاء أو عسر التغوط، فقد تحتاج إلى علاج أو دواء محدد لحل هذه المشكلة.

والخطوة الأولى في التعامل مع الإمساك المزمن هي معرفة سببه. ولو أجريت تغييرات في النظام الغذائي ولم يختفِ الإمساك، فمن المهم تحديد موعد مع طبيب أمراض الجهاز الهضمي؛ لإجراء فحص ومعرفة ما إذا كنت مصاباً بإحدى الحالات الشائعة المرتبطة بالإمساك.

وقد ينصحك الطبيب بالأدوية أو تغيير النظام الغذائي أو علاجات أخرى لحل مشكلتك، وفقاً لما ورد في موقع Greatist الأمريكي.

الحفاظ على صحة الأمعاء

بشكل عام، هناك بعض العادات اليومية التي قد تؤثر سلباً على صحة الأمعاء بشكل عام، لذا يجب أن نحاول التخلص منها، من ضمنها:

الجلوس لوقت طويل

وفقاً لما ورد في موقع HuffPost، لا تعمل أمعاؤنا بشكل فعال عندما نجلس لفترات طويلة سواء أمام .التلفاز أو في المكتب للعمل. 

ويحدث ذلك بسبب الضغط لساعات متتالية على منطقة البطن، مما قد يبطئ عملية الهضم، ومن ثم يتسبب في آثار جانبية غير مرغوب فيها مثل الإمساك والانتفاخ وحرقة المعدة.

التدخين

نعلم أن التدخين ضار بأجسامنا ويمكن أن يسبب مجموعة من المشاكل الصحية، من ضمنها مشاكل الجهاز الهضمي.

فأمراض الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون، أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يدخنون، كما أن المدخنين يواجهون أيضاً خطراً أكبر للإصابة بسرطان القولون.

استخدام المضادات الحيوية

المضادات الحيوية فعالة، لأنها تهاجم البكتيريا الضارة وتقتلها. لكن ما هو الجانب السلبي لها؟ تقتل المضادات الحيوية أيضاً البكتيريا المفيدة.

وفقاً لإحدى الدراسات، فإن التغيير في تنوع بكتيريا الأمعاء الناجم عن المضادات الحيوية يمكن أن يترك آثاراً جانبية طويلة المدى.

تناول كثير من الأطعمة المصنعة

تشير الدراسات إلى أن أولئك الذين يتبعون نظاماً غذائياً صحياً يتمتعون بميكروبيوم الأمعاء الأكثر تنوعاً.

وفي المقابل فإن أولئك الذين يعتمدون على الأطعمة المصنعة يعانون من مشاكل في الأمعاء نتيجة قلة تنوع البكتيريا المفيدة.

تناول كثير من السكريات

نعلم جميعاً أن السكر ليس مفيداً تماماً لأجسامنا، ولكن اتضح أنه يمكن أيضاً أن يغير تكوين بكتيريا الأمعاء، مما يتسبب في عدد كبير من المشكلات الصحية مثل مرض التهاب الأمعاء.

إذ وجدت دراسةٌ أن النظام الغذائي الذي يتميز باستهلاك مرتفع للسكر، له صلة مباشرة بزيادة حالات مرض التهاب الأمعاء، وفقاً لما ورد في موقع The List.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

علامات:
تحميل المزيد