من جلّ الشعر إلى معجون الأسنان.. ابتكارات من مصر القديمة لا نزال نستخدمها حتى الآن

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/21 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/21 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ ابتكارات مصرية قديمة لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا

بنى قدماء المصريين إحدى أقدم الحضارات في العالم وأطولها عمراً، وقد استطاعوا فتنة المؤرخين منذ قرون وحتى اليوم، بسبب ما تركوه خلفهم من آثار مذهلة، وابتكارات لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا.

ابتكارات مصرية قديمة لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا

يشمل تراث المصريين القدماء المادي مئات الأهرامات في مصر والسودان، بالإضافة إلى المعابد والمقابر على طول نهر النيل.

بينما تشمل تطوراتهم الشهيرة مجالات الرياضيات وعلم الفلك والدين والفلسفة.

ورق البردي

يحتوي نبات البردي متعدد الاستخدامات على أجزاء يمكن أكلها، وجذع يمكن استخدامه لصنع القوارب، بالإضافة إلى أقدم أسطح للكتابة.

ووفقاً لما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، فقد كانت مادة البردي- وهي مادة أكثر سمكاً من الورق- تُستخدَم منذ عام 2900 قبل الميلاد؛ ما يجعلها أقدم بكثير من الورق المعروف بأنَّ أسرة هان الصينية قد استخدمته بين 206 قبل الميلاد و220 ميلادياً.

وبينما نُسِب الفضل إلى الصينيين في اختراع الورق، يعتقد بعض الباحثين أنَّ المصريين ربما سبقوهم إليه.

واكتشف عالم المصريات بيير تاليه مجموعة من وثائق البردي في عام 2011، أثناء حفر أثري في العين السخنة.

وتضمّنت هذه المجموعة سجلات تفصيلية عن بناء الهرم الأكبر في الجيزة، ومذكرة كتبها مسؤول يُدعى ميرير، كان على رأس طاقم مكون من 200 رجل، ربما كانوا يعملون سُعاة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك قصاصة من ورق البردي داخل المخبأ، تبدو أدق من البرديات الأخرى التي تشبه الورق.

وفي حين أنَّ ورق البردي والورق العادي متشابهان مادياً، فإنه لهما طرق إنتاج مختلفة.

إذ يُصنَع ورق البردي عن طريق وضع شرائح رقيقة مقطوعة من نبات البردي في خطوط أفقية ورأسية ثم ضغطها معاً. في حين يُصنَع الورق عن طريق تكسير الألياف النباتية إلى عجينة، ثم ضغطها على شكل صفائح رقيقة.

لا يزال المصريون ينتجون ورق البردي على أمل الحفاظ على الحرفة القديمة على قيد الحياة.

Shutter Stock/ ابتكارات مصرية قديمة لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا
Shutter Stock/ ابتكارات مصرية قديمة لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا

الحبر

صحيح أنه يبدو من السهل اليوم الكتابة باستخدام الحبر، لكن في العالم القديم كان الكتبة يكتبون عن طريق خدش النص على ألواح من الطين أو الشمع، ولكنّ المصريين القدماء هم أول من كسر هذا التقليد، عندما اكتشفوا أنَّ ترك علامات بالحبر وسيلة أكثر فاعلية لتدوين الأفكار.

وفقاً لما ذكرته الجمعية الكيميائية الأمريكية Chemical & Engineering News، فقد ظهر أول حبر من صنع الإنسان في مصر، منذ حوالي 4500 عام، وكان مصنوعاً من فحم حيواني أو نباتي (أسود لامع) ممزوج بالغراء.

وكان هذا التطور مهماً، لأنه سمح للمسؤولين والتجار بالاحتفاظ بسجلات فعالة للحسابات، وكذلك للكهنة بتوثيق الصلوات والطقوس الدينية.

جل الشعر 

لم تكن الدهون الحيوانية أساساً شائعاً للماكياج فحسب، بل شقت طريقها أيضاً إلى رؤوس المصريين القدماء، في صورة نسخة مبكرة من جل الشعر.

أحب قدماء المصريين تصفيف شعرهم بأشكال مختلفة؛ من قصات أطول، مع وصلات شعر، إلى حلق رؤوسهم تماماً بشفرات حجرية، وغالباً ما ارتدى الأثرياء الشعر المستعار.

ووفقاً لما ذكرته مجلة Nature البريطانية، وجد تحليل للمومياوات أن قدماء المصريين قاموا بتصفيف شعرهم باستخدام مادة هلامية تحتوي على دهون، ويقول الباحثون الذين يقفون وراء الدراسة إن المصريين استخدموا المنتج لضمان بقاء أسلوبهم في مكانه في الحياة والموت.

وكشف الفحص المجهري باستخدام الضوء والإلكترونات، أن تسعاً من المومياوات كانت مغلفة بشعرها بمادة غامضة تشبه الدهون.

استخدم الباحثون كروماتوغرافيا الغاز- مطياف الكتلة لفصل الجزيئات المختلفة في العينات، ووجدوا أن الغلاف يحتوي على أحماض دهنية بيولوجية طويلة السلسلة، بما في ذلك حمض البالمتيك وحمض دهني، وقد نُشرت النتائج في مجلة Archaeological Science 1 في عام 2011.

Shutter Stock/ جل الشعر
Shutter Stock/ جل الشعر

أدوات الزينة

لم تُستخدَم الأصباغ والألوان في الكتابة فحسب، بل ساعدت المصريين القدماء أيضاً على تجميل أنفسهم.

يؤرخ علماء الآثار أول استخدام لأدوات الزينة (المكياج) في مصر منذ حوالي 6000 عام، ويعتقدون أنها استُخدِمَت على اختلاف الطبقات الاجتماعية والجنس.

ويمكن العثور على أشهر صورة لأدوات الزينة المصرية على تمثال نصفي لنفرتيتي، الذي يظهر بوضوح أنها تضع الكُحل.

واستُخدِم الكحل على العينين، وصُنِّع باستخدام السخام والغالينا، المعروف أيضاً باسم كبريتيد الرصاص.

ولم يقتصر استخدامه على تجميل العيون فحسب؛ بل اعتُقِد أيضاً أنه يُحافظ على العيون باردة ونظيفة، ويُحسِّن الرؤية، ويدرأ العين الشريرة.

وغالباً ما كان المصريون القدماء يزينون عيونهم بظل العيون الأخضر لجعلها تبدو أكبر.

وحصل المصريون القدماء على لون الصبغة بتركيب مزيج من الملاكيت والدهون الحيوانية، وطبقوه بعناية باستخدام أداة مصنوعة من العاج أو العظم أو الخشب.

معجون الأسنان

وفقاً لما ذكره موقع Delta Dental of Colorado الأمريكي، فإنّ المصريين القدماء هم أول من اخترع معجون الأسنان، حوالي 3000-5000 قبل الميلاد.

وأضاف الموقع أنّ معجون الأسنان كان عبارة عن خليط مسحوق من الرماد من حوافر الثيران وقشر البيض، وتمت إضافة الماء لعمل عجينة، تُوضَع على الأسنان وأحياناً على اللثة باستخدام أطراف الأصابع.

وفي عام 1914 ، تم إدخال الفلورايد في معجون الأسنان، تمت إضافة المكونات الاصطناعية مثل كبريتات لوريل الصوديوم- عامل رغوة- لتقليل تآكل الأسنان القاسي، ساعدت هذه المعاجين في إلهام معجون الأسنان الذي نستخدمه اليوم.

أقراص النعناع

كانت رائحة النفَس الكريهة من المحرمات عند المصريين القدماء، ولذلك اخترعوا منتجاً يدوياً من النعناع، من أجل التخلص من رائحة الفم، وفقاً لما ذكره موقع World Atlas.

وهذه المادة كانت مكونة من النعناع والقرفة والعسل واللبان، والتي كانت تغلى معاً وتُصنع على شكل حبيبات، وهو الأمر ذاته الذي نجده اليوم في أقراص النعناع التي تباع في البقالات والصيدليات.

السباكة 

ما هو أسوأ من عدم وجود مياه لغسل دورات المياه؟ هذا بالضبط ما كان على الناس التعامل معه حتى طوّر المصريون القدماء أول نظام سباكة معروف، في نحو 2000 قبل الميلاد.

بفضل تركيزهم المثير للإعجاب على النظافة، اخترع المصريون أنظمة صرف معقدة تحت الأرض، كانت متصلة بالحمامات والمقابر في ذلك الوقت.

سمح ذلك بإحداث تطورات مختلفة، مثل تجفيف أحواض الاستحمام وغسل المراحيض وغير ذلك الكثير، وتدور هذه الأنظمة حول نهر النيل، وقد تم تصنيعها من الطين أو الأنابيب النحاسية، وستؤدي بمياه الصرف الصحي إلى نهر النيل؛ للحفاظ على نظافة المدن.

تحميل المزيد