لليوم الثالث عشر على التوالي، تواصل فرق الإنقاذ العربية العمل على مساعدة متضرري الزلزال، الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 فبراير/شباط 2023، بالتوازي مع حملات تبرع شعبية من مختلف البلدان.
يأتي ذلك في ضوء الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين ولدعم تركيا وسوريا في مواجهة الكارثة، وأعلنت أكثر من 16 دولة عربية إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة وتدشين حملات تبرع بأموال وإمدادات عينية.
تزايد طائرات الإغاثة الإماراتية لتركيا
في حين أعلنت الإمارات ارتفاع عدد طائرات الإغاثة التي غادرت البلاد المساعدة منكوبي زلزال تركيا وسوريا إلى 106. ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، تأتي الرحلات الـ106 ضمن عملية "الفارس الشهم 2" التي أطلقتها أبوظبي دعماً لتركيا وسوريا منذ أن ضربهما الزلزال في 6 فبراير/شباط الجاري.
أفادت الوكالة بأن "دولة الإمارات تستمر لليوم الثالث عشر على التوالي في إرسال المساعدات الإغاثية للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا". وبلغ "عدد الرحلات 65 طائرة شحن إلى سوريا و41 إلى تركيا، ليصبح مجموعها 106 رحلات تحمل على متنها 3014 طناً من المواد الغذائية والطبية وخيم إيواء"، بحسب الوكالة.
كما تبرعت "تعاونية الشارقة" بالإمارات بمبلغ مليون و500 ألف درهم (نحو 408 آلاف دولار) لحملة "مؤسسة القلب الكبير" المعنية بإغاثة المتضررين من الزلزال بتركيا وسوريا، وفق "وام".
في الوقت نفسه، قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي "كميات كبيرة من المواد الغذائية والإيوائية والطرود الصحية لسوريا، وفق ما نقلته الوكالة مساء السبت. وأسفرت حملة تبرعات في الإمارات لإغاثة متضرري الزلزال في تركيا وسوريا، الجمعة، عن جمع نحو 4.2 مليون دولار خلال 3 ساعات، ضمن جهود إقليمية ودولية لنقل مساعدات إنسانية إلى منكوبي الزلزال.
فيما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية بأن "الحملة الإغاثية التي دعت إليها الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة حاكم الشارقة ورئيسة مؤسسة القلب الكبير، نجحت في جمع 15 مليوناً و649 ألفاً و140 درهماً (نحو 4.2 مليون دولار) لإغاثة المتضررين من الزلزال بتركيا وسوريا".
وفق المصدر ذاته "فتحت مؤسسة القلب الكبير بمشاركة جمعية الشارقة الخيرية باب التبرع عبر بث مباشر استمر 3 ساعات، الجمعة، على كافة قنوات ومنصات هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون (رسمي)".
توزيع مواد إغاثية من السعودية في تركيا
في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء السعودية، مساء السبت، بتوزيع مركز الملك سلمان للإغاثة (رسمي) الخميس، لمواد الإغاثة المتنوعة لمتضرري الزلزال في بلدة جنديرس بمدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب بسوريا.
تم توزيع 11 طناً و235 كيلوغراماً من السلال الغذائية و92 حقيبة إيوائية و69 خيمة إيوائية، بالإضافة إلى 150 بطانية، استفاد منها 755 فرداً بواقع 140 أسرة، وفق الوكالة.
فيما سبق أن استقبل مطار غازي عنتاب جنوبي تركيا، الطائرة الإغاثية الـ12 وتحمل على متنها 75 طناً من السلال الغذائية والمواد الإيوائية والطبية، وفق وكالة الأنباء السعودية. وأوضحت الوكالة أن المساعدات تأتي "ضمن الجسر الإغاثي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمساعدة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا".
بيّنت أن ذلك يأتي "إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- وتجسيداً للدور الإنساني النبيل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية".
بحسب تقرير آخر للوكالة السعودية، "واصل فريق البحث والإنقاذ السعودي مهامه وأعماله لمساعدة المتضررين في زلزال تركيا لليوم الثامن في 46 موقعاً ضمن 3 مدن تركية ضمن أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأسهم في تحديد وانتشال العديد من الضحايا".
أضافت: "يضم الفريق المدرب وفق أعلى المستويات لمواجهة الحوادث والكوارث وتحقيق الدعم والإسناد الفاعل داخل المملكة وخارجها، نخبة من المنقذين، والأطباء، والمهندسين، والمسعفين، ومشرفي وسائل البحث (K9)، وفنيي الصيانة، وفنيي أنظمة الاتصالات".
كما يضم الفريق السعودي "مختصين بالأمن والسلامة وفق بناء تنظيمي يشمل أقسام الإدارة والعمليات والدعم اللوجستي والدعم الطبي ووحدة وسائل البحث، ومزود بآليات ومعدات فنية ومستلزمات طبية وأجهزة اتصالات ووسائل بحث (K9) ومواد إيوائية وخيام يتم شحنها في مركبات نقل مخصصة لذلك"، وفق الوكالة.
فريق الكويت يغادر تركيا بعد إنهاء مهامه
في المقابل، غادر تركيا، السبت، فريق البحث والإنقاذ الكويتي بعد إنهاء مهامّه في مناطق الزلزال، وفق تصريح أدلى به العقيد أيمن المفرح، أحد ضباط الفريق للأناضول.
بحسب المفرح "يتكون الفريق الكويتي من 45 شخصاً من منقذين وطاقم طبي، قام بعملياته من خلال استخدام 6 آليات ثقيلة محمّلة بجميع العتاد"، حيث ساعد "في انتشال عشرات الأشخاص المتوفّين في منطقتَي إصلاحية وكهرمان مرعش".
أضاف: "قمنا بتوزيع فريق البحث والإنقاذ الكويتي إلى عدة مبانٍ، في نفس الوقت قسمنا الفريق إلى 3 فرق للعمل لمدة 24 ساعة متواصلة لمحاولة مساعدة المنكوبين في هذه المدن، وهذه المباني التي تأثرت تأثراً كبيراً من خلال هذا الزلزال".
جدير بالذكر أنه في 9 فبراير/شباط، أعلن مجلس الوزراء الكويتي التبرع بمبلغ 30 مليون دولار لدعم تركيا وسوريا (مناصفة) لتخفيف المعاناة الإنسانية عن المتضررين من الزلزال.
كما أطلقت عدة وزارات كويتية في 11 فبراير/شباط، حملة تبرعات لمدة يوم واحد بعنوان "الكويت بجانبكم" لإغاثة متضرري الزلزال، أسفرت عن جمع أكثر من 20.7 مليون دينار (67.7 مليون دولار) بمشاركة ما يزيد على 129 ألف متبرع.
استمرار جهود الإنقاذ القطرية في تركيا
أما في قطر فقد قال فهد العلي، أحد ضباط فريق البحث والإنقاذ القطري في قضاء أنطاكيا بولاية هطاي جنوبي تركيا، إن "مشاعر الحزن لدى الفريق تتحول إلى فرح حينما ننقذ شخصاً من تحت أنقاض المباني المهدمة جرّاء الزلزال".
أكد العلي في تصريح للأناضول، أن الفريق القطري يبذل قصارى جهوده لإنقاذ الضحايا العالقين. ووصف العلي الشعب التركي بـ"الصبور والمتعاون والمحب" مضيفاً: "هناك تعاون ملحوظ بين أبناء الشعب التركي، حيث كان هناك عدد كبير من المتطوعين للمساهمة في جهود الإنقاذ".
في حين سبق أن أعلنت القوات المسلحة القطرية، تقديمها مساعدات إنسانية إلى تركيا، لمواجهة آثار الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد مؤخراً. وذكر بيان لوزارة الدفاع، اطلعت عليه الأناضول، أن "طائرات النقل الجوي التابعة للقوات الجوية الأميرية حملت إلى تركيا، الأسبوع الماضي، 4 طائرات هليكوبتر (مروحية) من نوع أغوستا".
كما شملت المساعدات "آليات ومعدات صيانة وفريقاً طبياً للعمل ضمن المستشفيات الميدانية وتقديم الإخلاء الطبي ودعم المتضررين في المناطق المنكوبة، ومستشفيات ميدانية قدّمها الهلال الأحمر القطري وصندوق قطر للتنمية ومؤسسة قطر الخيرية".
إضافة إلى "مجموعة من الخيام العائلية والمواد الغذائية والطرود الشتوية وسلال النظافة العائلية وحزمة الإيواء وبطانيات، وغيرها من الأدوات الضرورية، وفق البيان.
حملة تبرعات جديدة من فلسطين
استكمالاً للمساعدات التي بادرت إليها جهات عدة، انطلقت في فلسطين، السبت، حملة جديدة لجمع التبرعات النقدية لمنكوبي الزلزال. ويقوم على الحملة القطاع الخاص، ممثلاً بغرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل (جنوب)، بالتعاون مع محافظة الخليل (جهة حكومية)، والغرف التجارية فيها والاتحادات التخصصية والنقابات المهنية، وفق مراسل الأناضول.
حول ذلك، قال إدريس للأناضول: "بدأنا (السبت) تنفيذ الحملة، والتواصل مع رجال الأعمال، وسنعقد اجتماعاً معهم لنعمل معاً قدر المستطاع". وأشار إلى أن "أهمية الحملة تكمن في كونها رسالة إنسانية أكثر من قيمتها المادية لأهلنا في سوريا وتركيا، في ظل الألم والأعباء التي يعانيها الفلسطينيون".
كما ذكر أن الحملة "غير محددة بسقف زمني"، وأن لجنة ستتولى التواصل مع الجهات المعنية في تركيا وسوريا لإيصال المساعدات التي سيتم جمعها. وسبق أن نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حملة "أغيثوهم" وجمعت نحو 1.37 مليون دولار لمنكوبي الزلزال.
كما شاركت فلسطين بفريقي دعم ومساعدة إلى تركيا وسوريا لمساعدة المتضررين من الزلزال.
قوافل طبية من الأردن
أما في الأردن، فأعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية (رسمية)، السبت، عزمها تكثيف قوافل وطائرات الإغاثة إلى تركيا وسوريا، لمساعدة البلدين على تحمّل تبعات الزلزال.
جاء ذلك وفق ما صرّح به الأمين العام للهيئة حسين الشبلي، على هامش تسيير 7 شاحنات محمّلة بالمواد الإغاثية إلى سوريا، وفق مراسل الأناضول. وقال الشبلي إن "الهيئة الهاشمية تعمل على تجهيز قافلتين بريتين بعدد 14 شاحنة إلى سوريا، بالإضافة إلى طائرة مساعدات إغاثية إلى تركيا، سيتم تسييرها، الإثنين المقبل، حسب قوائم الاحتياجات الواردة من البلدين".
أشار إلى أنه "سيتم تسليم القافلتين إلى منظمات الأمم المتحدة في سوريا، والسلطات المعنية في تركيا"، وأنه "سيتم تكثيف القوافل البرية إلى سوريا، إضافة إلى طائرات الإغاثة لتركيا". وأضاف الشبلي أن "حجم المساعدات التي تم إرسالها إلى سوريا وتركيا وصل إلى أكثر من 970 طناً، من خلال الجسر الجوي والبري الذي أطلقته المملكة الأردنية".
في تصريح سابق للأناضول، كشف الشبلي أن بلاده أرسلت إلى تركيا وسوريا على مدى أسبوع 12 طائرة و21 شاحنة إغاثية و10 سيارات إسعاف، إضافة إلى البدء بنقل 10 آلاف خيمة.
قوافل إغاثة من اليمن
في حين انطلقت، السبت، قافلة إغاثية يمنية لمساندة المتضررين من الزلزال المدمر جنوبي تركيا. وقال وديع عطا ناطق إعلامي باسم "الحملة اليمنية لمساندة متضرري الزلزال" للأناضول، إن القافلة "انطلقت من مدينة إسطنبول إلى المناطق المتضررة من الزلزال جنوبي تركيا بالتنسيق مع السلطات المحلية".
أضاف عطا أن القافلة "مكونة من 10 شاحنات تحمل مواد غذائية وطبية وإيوائية". ولفت إلى أن "الحملة اليمنية استطاعت منذ إعلانها جمع تبرعات تجاوزت 17 مليون ليرة تركية (نحو 900 ألف دولار) لمساندة المتضررين من الزلزال جنوبي تركيا". وهذه الحملة تم الإعلان عنها في 6 فبراير/شباط بالتعاون بين الجالية والسفارة اليمنية في تركيا.
حملة وطنية في البحرين
أما في البحرين، فقد أفادت وكالة الأنباء الرسمية، مساء الجمعة، بأن "تلفزيون البحرين (رسمي) نظم بالتعاون مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية حملة وطنية لدعم ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا بعنوان يوم التضامن".
حيث أعلن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل الملك حمد بن عيسى آل خليفة للأعمال الإنسانية، انطلاق الحملة وفتح باب التبرع، تنفيذاً لتوجيهات عاهل البحرين. وأسفرت الحملة عن "جمع أكثر من 3.7 مليون دولار خلال 3 ساعات لدعم ضحايا زلزال سوريا وتركيا"، وفق المصدر ذاته.