خبراء يحذّرون من أضرار نفسية تلاحق الناجين من زلزال تركيا: معالجتها أولوية

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/15 الساعة 22:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/16 الساعة 04:40 بتوقيت غرينتش
خيم لإيواء الناجيين من زلزال تركيا المدمر - رويترز

حذَّر علماء نفس من أن الجراح العاطفية التي لا تظهر على وجوه الناجين من زلزال تركيا، ستكون بحاجةٍ لاهتمامٍ وعلاج عاجل، لا يقل أهمية عن العلاج الطبي إو إعادة إعمار المنازل المهدمة، بحسب ما قاله موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023. 

وتسارع جماعات الإغاثة لإرسال الطعام والأموال إلى المناطق التي ضربتها الكارثة، بينما يقول الخبراء إن الدعم النفسي للمتضررين بشكلٍ مباشر، خاصةً من الأطفال، يُعد ضرورياً بالقدر نفسه من أجل تعافيهم أيضاً.

حيث قال نافزات أوزير، مدير مكتب السياسات الاجتماعية والأسرية في أضنة، للموقع البريطاني: "يجب أن ندعم البالغين الذين نجوا ووصلوا إلى الخيام، وكذلك الأطفال الذين يبحثون عن أفراد عائلاتهم البالغين الذين يشعرون بالارتياح معهم".

وأضاف أن الجميع يحتاجون إلى عنايةٍ وثيقة وكثير من الحب، سواءً كانوا من الرضع الذين أُنقِذوا بأعجوبة أو من الأطفال الذين يعيشون في مدن الخيام الآن.

وفي المعسكرات التي نصبتها رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ، نستطيع رؤية البالغين المنكوبين في أثناء جلوسهم أمام بيوتهم المؤقتة، بينما يلعب الأطفال بأي شيء يمكنهم العثور عليه في الجوار. لكنهم ينفجرون في نوبات ضحك مفاجئة تكسر أجواء الكآبة المخيمة على المكان.

أوضح أوزير: "تترك الزلازل ندوباً جسدية بالطبع، لكن الأثر النفسي مدمرٌ بقدر الأثر الجسدي".

وأفاد عالم النفس بأن الكوابيس، ولقطات استرجاع الذكريات، والقلق الشديد تُعَدُّ من أكثر علامات الصدمة شيوعاً. بينما تُعَدُّ أعراض كالبكاء، أو الارتعاش، أو الهدوء المخيف بمثابة مؤشرات خطر في عيون مقدمي المساعدة النفسية.

ولا شك في أن درجة الصدمة التي تعرض لها الناجون هائلة. إذ جرى انتشال البعض بعد قضاء ساعات في البرد والظلام، ليخرجوا ويكتشفوا أن أفراد عائلاتهم أصبحوا موتى أو مفقودين. بينما تحوّلت الأحياء المزدحمة التي كانوا يقطنونها إلى أكوام من الخرسانة المحطمة.

فرق دعم تصل للمناطق المنكوبة 

بحسب الموقع، فقد وصل حتى الآن نحو 280 من علماء الاجتماع وفرق الدعم الإضافية إلى محافظة هاتاي، التي تُعَدُّ من أشد المناطق تضرراً. إذ حضر العلماء والفرق من قونية، ومرسين، وبورصة، وكوتاهية؛ للمساعدة في تقديم المشورة للمتضررين.

ونشر عالم النفس جيهان سيليك، محادثةً أجراها مع أحد المسعفين الكثر الذين شاركوا في جهود الإنقاذ، حيث كتب على تويتر أن المسعف أخبره بأن الأطفال المنتشَلين من الحطام قد سألوا عن ذويهم المفقودين على الفور.

بينما تشير آخر الأرقام إلى انتشال ما لا يقل عن 1396 طفلاً من حطام البنايات المنهارة، ونقلهم إلى المستشفيات دون والدٍ مرافق.

وأوضح أوزير أن أولئك الأطفال من المرجح أن تظهر عليهم أعراض مثل التبول على الفراش، وفقدان الشهية، والخرس، والتأتأة أو صعوبة تكوين الجمل، والبكاء دون أسباب، والتنفيس، والمعاناة من رهاب الخلاء أو رهاب الاحتجاز.

وأضاف: "يتمثل أهم شيء للأطفال في الابتعاد عن الصدمة. ويجب أن يُحظر وصولهم إلى أي خبر أو قصة مرتبطة بالزلزال".

كما يجب تشجيع الأطفال على العودة لممارسة هواياتهم؛ من أجل إعادتهم إلى الحياة الطبيعية. وقال إن تلك الهوايات يمكن أن تشمل أي شيء كممارسة الرياضات أو المشاركة في الفنون.

وأردف: "إذا قلت للأطفال إنه ليست هناك مشكلة أو إنه لا يجب عليهم الشعور بالخوف؛ فأنت تنكر مشاعرهم وقد تسبب ضرراً أكبر من الدعم الذي تقدمه. يكمن السر في التعاطف هنا. فإذا قلت لطفلك إنك تشعر بالقلق نفسه، وإنك خائف أيضاً؛ فسوف يشعر الطفل بأن هناك من يراه ويسمعه".

وأعلنت تركيا مدينة إيلازيغ "منطقة منكوبة"؛ لتضررها بالزلزال الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي، لتنضم إلى قائمة تضم 10 ولايات أخرى اعتبرتها السلطات منكوبة إثر الزلزال، بحسب ما أعلنه متحدث حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023.

وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا؛ بلغت قوة الأول 7.7 درجة والثاني 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، مما أودى بحياة أكثر من 41 ألف شخص، وعشرات آلاف الجرحى، بينما يحتاج الملايين الآن إلى مساعدات إنسانية بعد أن باتوا بلا مأوى، وسط طقس قارس البرودة.

تحميل المزيد