عندما يحصر فوزي لقجع مهامه في كرة القدم والترويج للمغرب كوجهة للمنافسات القارية الكروية، وصناعة معارك ورقية مع نظام الجزائر حول ذات اللعبة، ويغيب عن تقديم حلول لتسيير ميزانية المواطن المغربي، وهو الوزير المكلف بالميزانية، فمسؤولونا غائبون ومن كوكب آخر!
عندما يفرح الملياردير المكلف بمهمة رئاسة حكومة المساهمة في تسيير الشأن العام عزيز أخنوش، بحضور أتباعه لمؤتمر حزبه وكأنه توقع غيابهم، ويدعي إنجازاً في سنته يساوي عمل 10 سنوات، متناسياً تراجعنا في مختلف الميادين والمؤشرات، من الصحة للتعليم للحكامة للفلاحة للقضاء، وحتى لقدرة المواطن على الادخار.. فمسؤولونا من كوكب آخر!
عندما يخرج وزير الصناعة في البرلمان ليقول إن المكون المحلي في الصناعات الغذائية المُنتجة في المغرب لا يتعدى 20%، ليتجه بعد أيام ببدلته البيضاء لإشهار شركات الحليب والافتخار بكون إنتاجها يكفي السوق الداخلية ويتجه للتصدير، وهو يعلم علم اليقين أنه حتى الحليب أصبحنا نستورده مُجففاً لنضيف إليه الماء ونعطيه للمستهلك.. فذلك والله لأمر عُجاب!
الحكومة إذن، وفي غياب أي ثقل سياسي يمكنها من مواجهة كوارث متتالية يعيشها المواطن، تلجأ لتقنية الدعاية الرمادية القائمة على مبدأين:
أولاً: إعداد خطاب مليء بالحقائق المزيفة والهروب إلى الأمام، ودفع المسؤولية على الحكومات السابقة وعلى السوق الدولية وجائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا، مع التركيز على كون عدم تدهور الأمور لنقطة اللاعودة في مثل هذه الظروف إنجازاً يُحسب للحكومة!
ثانياً: استمالة منابر إعلامية من المفترض كونها ضمير الأمة وصوت المواطن، لتتحول لصوت الحكومة المُحلى، عملاً بمقولة: اقطع اليد التي تُشير إلى القمر يختفي القمر!
استراتيجية "اكذب حتى يصدقك الناس" قد تنفع في تأجيل الأزمة وليس في تفاديها. الإعلام مهما تلقى من جرعات الشاي المحلى يستطيع تغييب وعي المواطن للحظات، لكنه لا يستطيع تغيير الواقع لثانية واحدة. واقع ينضج شيئاً فشيئاً، ليكون قابلاً للاشتعال في أية لحظة.
واهمٌ من يعتقد أن الفوضى لا تشتعل حتى يثور الشعب برُمته!
فكتلة حرجة من أناس أُقفلت في وجوههم كل الأبواب ولم يعد لهم ما يخسرونه مع حادثة صغيرة تُصعد الغضب في النفوس، لتفوق نار رماده الخوف المُتكلس، كما في تونس البوعزيزي 2010.
وصفة تقوم الحكومة المحكومة بعمل جبّار لإعدادها. وإن غداً لناظره قريب.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.