بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2023، زيارة رسمية إلى الصين تستغرق 3 أيام، لأجل "تعزيز العلاقات بين البلدين"، وسط توترات مع الغرب، فيما دعا نظيره الصيني شي جين بينغ إلى حل "سريع ومناسب" للقضية النووية الإيرانية.
تأتي الزيارة وسط احتجاجات شعبية لا تزال حاضرة في إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني، في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، ومن جانب آخر تعاني بكين من عقوبات اقتصادية "قاسية"، ومن المتوقع بحث مجالات الطاقة والأمن والبنية التحتية والاتصالات خلال هذه الزيارة التي لم يكشف عن برنامجها بشكل كامل، بحسب "فرانس برس".
النفط والطاقة والتجارة
بدوره، دعا الرئيس الإيراني، خلال لقائه مع جين بينغ، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع بكين، خصوصاً في مجالات "النفط والطاقة والنقل والزراعة والتجارة والاستثمار".
وتعدّ الصين أكبر شريك تجاري لإيران، كما كانت أحد أكبر مشتري النفط الإيراني قبل أن يعيد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض العقوبات على طهران في عام 2018، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.
يشار إلى أن رئيسي سيلتقي رجال أعمال صينيين ومواطنين إيرانيين يعيشون في الصين، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
دعوة لحل الملف النووي
من جانبه، دعا الرئيس الصيني إلى حل سريع ومناسب للقضية النووية الإيرانية، معرباً عن دعمه للجمهورية الإسلامية في حماية حقوقها ومصالحها، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الصينية الرسمية.
وقال شي لنظيره الإيراني، خلال محادثات في بكين، إن الصين ستواصل "المشاركة البناءة" في المحادثات لاستئناف المفاوضات بشأن تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني.
وأُبرم الاتفاق النووي عام 2015 للحد من برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، ما يجعل من الصعب على طهران تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات الدولية، وتقول إيران إنها تعمل على تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية.
لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق في عام 2018، وقال إنه لم يقم بما يكفي لكبح أنشطة طهران النووية، وعاود فرض عقوبات على طهران. بينما انتقدت الصين الولايات المتحدة لانسحابها من الاتفاق، وأصرت على أن تتخذ الأخيرة الخطوة الأولى في إعادة إحياء الاتفاق.
وكانت إيران والدول الكبرى قد بدأت محادثات في أبريل/نيسان 2021 في فيينا بهدف إحياء هذا الاتفاق الدولي الذي يضمن الطبيعة المدنية لبرنامج إيران النووي، في الوقت الذي تُتهم فيه طهران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، الأمر الذي تنفيه. غير أن هذه المحادثات وصلت إلى طريق مسدود.
وفرضت الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول عقوبات جديدة على الشركات التي تشترك في تصدير النفط الإيراني، وكان من بينها خمس في الصين. وقالت واشنطن إنها ستواصل فرض عقوبات على مبيعات النفط والبتروكيماويات الإيرانية مادامت طهران تواصل تسريع وتيرة برنامجها النووي.
"صديق قديم"
وقبل زيارته، كتب رئيسي مقالة افتتاحية في صحيفة الشعب، التي تسيطر عليها الدولة في الصين، قال فيها إن البلدين يعتقدان أن الإجراءات الأحادية و"العنيفة"، مثل فرض عقوبات "ظالمة"، تشكل الأسباب الرئيسية وراء الأزمات وانعدام الأمن في العالم.
ووصف رئيسي الصين في المقالة بأنها "صديق قديم"، وقال إن جهود إيران لتعزيز العلاقات معها لن تتأثر بالأوضاع الإقليمية والدولية.
في حين قال شي: "بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي والإقليمي، ستعمل الصين باستمرار على تطوير التعاون الودي مع إيران، وتعزيز التنمية المتواصلة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيران".
وصرحت الصين بأنها مستعدة لتعزيز التعاون مع إيران في مجالات التجارة والزراعة والصناعة والبنية التحتية، وأيضاً لاستيراد المزيد من المنتجات الزراعية الإيرانية عالية الجودة.
وتعهد شي ورئيسي بتشكيل تحالف أقوى عندما التقيا شخصياً آخر مرة على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة سمرقند الأوزبكية، في سبتمبر/أيلول.
وبدأت إيران والصين العام الماضي أيضاً مرحلة تنفيذ اتفاق تعاون مدته 25 عاماً، تستثمر الصين بموجبه مليارات الدولارات في قطاع البترول الإيراني مقابل توريد منتجات نفطية وبتروكيماوية إليها.
والصين بالفعل أكبر شريك تجاري لإيران. وهذا الاتفاق كان في الأصل من اقتراح شي خلال زيارته لإيران في عام 2016.