بفرق طبية ومساعدات إنسانية رسمية وحملات تبرعات شعبية، تواصل التضامن العربي، لليوم الخامس مع تركيا وسوريا لمواجهة الزلزال الذي ضربهما فجر الإثنين، 6 فبراير/شباط 2023، مخلفاً خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.
إذ أرسلت الحكومة الأردنية مستشفى ميدانياً يضم أكثر من 100 طبيب وممرض إلى تركيا لمساعدة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، بحسب ما أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء الجمعة، 10 فبراير/شباط 2023.
ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة، سنان المجالي، قوله إن "أربع طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي أقلعت الجمعة، ناقلة المستشفى الميداني العسكري الأردني الذي تم تحديد موقعه في قرية بازارتشيش في مقاطعة كهرمان مرعش التركية التي تضررت بشكل كبير من الزلزال".
البيان أوضح أن "القوات المسلحة الأردنية قامت بتجهيز المستشفى الميداني العسكري الذي يضم طاقماً مكوناً من 108 من الأطباء والممرضين والإداريين، وبسعة 24 سريراً وغرفة عمليات ومختبرات وغرفة عناية حثيثة، بالإضافة إلى صيدلية وبتخصصات مختلفة".
وأرسلت المملكة عدداً من الطائرات العسكرية المحمّلة بمساعدات إنسانية و99 من عناصر البحث والإنقاذ، يرافقهم 5 أطباء من الخدمات الطبية الملكية إلى تركيا وسوريا.
وأرسلت، الخميس، قافلة مساعدات إنسانية هي الأولى براً لمنكوبي الزلزال في سوريا.
مساعدات مالية من الجزائر
وفي الجزائر، أعلنت الجمعة، 10 فبراير/شباط، تخصيص مساعدات مالية بقيمة 45 مليون دولار لمتضرري الزلزال في تركيا وسوريا.
الحكومة الجزائرية قالت إنها "قررت تقديم مساعدات مالية قدرها 30 مليون دولار لجمهورية تركيا، و15 مليون دولار للجمهورية العربية السورية".
وذكرت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أن الخطوة تأتي "تنفيذاً لتعليمات الرئيس عبد المجيد تبون".
كما تأتي "في إطار المساعدات التي تعكف الجزائر على تقديمها للبلدين والشعبين الشقيقين، تضامناً معهما على أثر الزلزال العنيف الذي ضربهما"، وفق البيان نفسه.
وكانت الجزائر أرسلت مساعدات مختلفة وفريقي إنقاذ إلى كل من تركيا وسوريا.
وارتفع عدد وفيات زلزال تركيا إلى 20 ألفاً و665 وفاة، والمصابين إلى 80 ألفاً و88 إصابة، بحسب إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، بينما لقي ما لا يقل عن 3553 شخصاً مصرعهم، في سوريا.
وفجر الإثنين، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة.
تضامن كبير
ومن الجزائر إلى تونس، حيث عبّر مواطنون تونسيون عن تضامنهم مع ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا، وأسفر عن آلاف الضحايا.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي بالبلاد، مشاركة تدوينات وتغريدات من قبل المواطنين ونشطاء وشخصيات رسمية، تضمنت التعازي والدعاء لضحايا الزلزال.
تفاعل التونسيون مع كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا، بين معبّر عن تضامنه مع الشعب التركي، وطالب من الله أن يرفع البلاء عن المناطق المتضررة.
وعبّر ياسين، على فيسبوك، عن ألمه لمصاب ضحايا الزلزال بعد متابعة الآثار الكارثية التي خلفها، داعياً الله أن يكون هذا آخر الأحزان.
وقال في تدوينته "أمنياتي ودعائي بأن يتجاوزوا هذه المحنة، وأن يصبروا على مُصابهم.. على المجتمع الدّولي أن يركز أكبر جهوده في الوقت الحالي على تقديم الدعم الكافي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولإعادة التهيئة وإعمار المناطق التي فتك بها الزلزال".
وتابع "نحن قادرون في تونس على مزيد دعم وإرسال كل مستلزمات الإغاثة والإنقاذ المادية والبشرية، برغم أزمتنا المحلية".
من جهته قال سامي، أستاذ تعليم ثانوي سبق له زيارة تركيا في مناسبات عديدة، "نعزي الشّعب التّركي وأهالي ضحايا الزلزال، وندعو الله أن يشفي المصابين".
أديب الجبالي، من جهته غرّد على تويتر، قائلاً "لا أجد أي كلمات تعبّر عما أشعر به من حزن وأسفٍ تجاه ما خلفه الزلزال الذي هز أرض تركيا وسوريا، دعائي لله أن يحفظ الجميع".
الجالية التونسية في تركيا
القائم بأعمال السفارة التونسية لدى تركيا شاكر عمار، وفي تصريح صحفي، الأربعاء، قدّم تعازيه لعائلات الضحايا، وقال "الجالية التّونسية بتركيا دون أدنى شكٍ تقف إلى جانب الشعب التركي، وتشارك الحزن مع الأسر التي فقدت ذويها جراء الزلزال".
وأضاف "نتابع الوضع بشكل مستمر، ونحاول أن نتواصل مع كل التونسيين هنا، أجلينا عدداً من العائلات من محافظة هاتاي، وتضامننا مطلق مع الشعب التركي، الذي نتمنى له أن يتجاوز هذه المحنة بأخف الأضرار، وجهودنا موجهة لتقديم المساعدات ودعم من أصابهم الزلزال".
وفي حديث للأناضول، قالت لاعبة كرة القدم التونسية مريم حويج، المحترفة بفريق غازي عنتاب، "المصاب جللٌ هنا، بفضل الله أنا بخير، ودعواتي أن تمر هذه الفاجعة بأقل الأضرار والخسائر على كل الشعب التركي وعلى كل التونسيين المقيمين بالبلد".
وتابعت "طمأنت عائلتي أني بخير، البعض لم يتمكن من التّواصل مع أفراد أسرهم أو أصدقائهم، لأن شبكة الهاتف تضررت جراء الزلزال.. كل أملنا أن يمر الأمر بسلام وينزل الله الصّبر على من فقدوا أحبتهم".
والثلاثاء، أرسلت السلطات التونسية، شحنتي مساعدات وفريقي إنقاذ إلى تركيا وسوريا، ضمن جهود دولية مكثفة ومتسارعة لإغاثة المتضررين من الزلزال المدمر، والمشاركة في جهود البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وقفة تضامناً مع ضحايا الزلزال
وفي فلسطين، شارك عشرات الفلسطينيين، السبت، 11 فبراير/شباط، في وقفة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، تضامناً مع ضحايا زلزال تركيا وسوريا.
ونظمت الوقفة بلدية رام الله، وشارك فيها العشرات من موظفيها والعاملين فيها، ومواطني المدينة.
ووفق دعوة البلدية للمشاركة بالوقفة، فإنها "تضامناً مع أهلنا المنكوبين في سوريا وتركيا، وحداداً على أرواح الضحايا بالزلزال المدمر".
وقال إن الشعب الفلسطيني "يصلي لضحايا الزلزال من أطهر بقاع الأرض، ومن المسجد الأقصى وكنيستي القيامة والمهد".