يناقش مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، إمكانية السماح للأمم المتحدة بتوصيل مساعدات إلى شمال غربي سوريا، الخاضع لسيطرة المعارضة، عبر أكثر من معبر حدودي تركي بعد الزلزال المدمر، في خطوة لا تعتقد روسيا أنها ضرورية.
ومع تجاوز عدد الضحايا في تركيا وسوريا 23 ألف شخص، أعرب بعض الدبلوماسيين، الجمعة 10 فبراير/شباط 2023، عن إحباطهم من تباطؤ المجلس المؤلف من 15 عضواً في التحرك، بعد أن ضغط الأمين العام أنطونيو غوتيريش من أجل مزيد من الوصول إلى شمال غربي سوريا عبر تركيا.
وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة، مطلع على المناقشات، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "هناك إحباط من التباطؤ في هذا الأمر. قال الأمين العام إننا بحاجة إلى المزيد من المعابر، يحتاج مجلس الأمن الدولي إلى تكثيف الجهود وإنجاز المسألة".
ومنذ عام 2014، تمكنت الأمم المتحدة من توصيل مساعدات إلى ملايين الأشخاص المحتاجين في شمال غربي سوريا، عبر تركيا، بموجب تفويض من مجلس الأمن، لكنه يقتصر حالياً على استخدام معبر حدودي واحد فقط.
وقال سفير البرازيل لدى الأمم المتحدة، رونالدو كوستا فيلهو، إن منسق الأمم المتحدة للمساعدات، مارتن جريفيث، الموجود في تركيا وسيزور سوريا أيضاً، سيقدم إفادة للمجلس الأسبوع المقبل، وإن أي إجراء من المنظمة "سيعتمد على تقييم الوضع الملموس على الأرض، ولن يكون رد فعل حدسياً على ما تنشره الصحافة".
فيما قال مسؤول أمريكي، اشترط عدم نشر اسمه، إنه بعد تصريحات غوتيريش ودعوات منظمات الإغاثة، إن الولايات المتحدة تضغط على مجلس الأمن لاعتماد قرار آخر "قد يسمح بمعابر حدودية إضافية، حتى تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى المناطق المحتاجة".
موقف النظام السوري
وتعتبر حكومة النظام السوري نقل المساعدات عبر حدودها انتهاكاً لسيادتها، وتقول إن المساعدات يجب تسليمها عبر الخطوط الأمامية للحرب الأهلية المستمرة منذ 12 عاماً. ووافقت سوريا، الجمعة، على تسليم المساعدات عبر الخطوط الأمامية.
فيما قال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن تفويض المجلس الحالي الذي يقصر الشحنات على معبر حدودي واحد كاف، وإنه يمكن توسيع عمليات التسليم عبر الخطوط الأمامية للوصول إلى المحتاجين. وأضاف "سنستمع إلى جريفيث حين يعود".
فيما يأمل بعض الدبلوماسيين أن تساعد الإفادة التي يقدمها جريفيث في إقناع روسيا، التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) وحليفة سوريا، بالسماح بموافقة المجلس على مزيد من نقاط العبور الحدودية.
وقال دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة، اشترط عدم نشر اسمه: "سنطلب فتح نقطة أو أكثر عبر الحدود، ما قد يكون حاسماً لإنقاذ الأرواح". وأضاف: "سيتعين تشجيع بعض الدول الأعضاء، بناء على توصيات محددة من مارتن جريفيث. وهذا سيجعل الأمر أسهل".
فيما تقول الأمم المتحدة منذ وقت طويل إن التحديات التي تواجه تعزيز عملية توصيل المساعدات عبر خطوط المواجهة، تشمل الحصول على ضمانات وموافقات أمنية في الوقت المناسب، ونقص التمويل.
وصلت مساعدات الأمم المتحدة عبر تركيا إلى 2.7 مليون شخص شهرياً في شمال غرب سوريا، العام الماضي، مقارنةً مع 43500 شخص شهرياً تلقوا مساعدات عبر طرق داخل سوريا، منذ أغسطس/آب 2021.
ارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة) إلى 3553 قتيلاً و5276 مصاباً، جراء الزلزال الذي وقع قبل أيام. وقالت وزارة الصحة بالنظام السوري، في بيان، إن "عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 1387 وفاة و2326 إصابة، وذلك في حصيلة غير نهائية"، في إشارة إلى الضحايا الذين سقطوا في المناطق التي يُشرف عليها نظام بشار الأسد.
من جانبه، أوضح الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، في بيان، أن حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي البلاد ارتفعت إلى 2166 وفاة، وأكثر من 2950 مصاباً.
كان الزلزال قد ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وبلغت قوته 7.7 درجة، وأعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلَّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.