تجري القاهرة محادثات مكثفة لمنع تصعيد محتمل بين إسرائيل والفلسطينيين في شهر رمضان المقبل، في ظل الأوضاع المتوترة في القدس والضفة الغربية المحتلة ومنع انتشارها إلى قطاع غزة، قبل حلول الشهر الكريم.
وبحسب مسؤولين فلسطينيين، فإن القاهرة استضافت هذا الأسبوع قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة ومن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المتحالفة معها، وقالوا إن محادثات أجريت مع ممثلين للاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق.
والتقى وفد من قيادات حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، برئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل، في العاصمة المصرية القاهرة، الخميس 9 فبراير/شباط 2023، ودار نقاش معمق حول التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بحسب بيان للحركة.
وضم الوفد كلاً من نائب رئيس الحركة صالح العاروري، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية، وعضو المكتب السياسي للحركة المهندس روحي مشتهى.
تخوفات القاهرة
في السياق، قال مسؤولان مصريان، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن القاهرة تعتقد أن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة، لا سيما بالنظر إلى الحساسيات الفلسطينية بشأن القيود الإسرائيلية على الوصول إلى القدس خلال شهر رمضان، الذي يبدأ في أواخر آذار/مارس.
المسؤولان أضافا أن مصر أرادت من الولايات المتحدة أن تناشد إسرائيل المساعدة في الحد من تصعيد العنف. ومن جهتها، وجهت مصر مناشدة إلى حركة الجهاد الإسلامي التي ترفض الاتصال المباشر مع إسرائيل.
فيما قال مسؤول فلسطيني لوكالة رويترز: "المصريون قلقون أكثر من أي وقت مضى من احتمال حدوث مواجهة مسلحة في 2023 وهم مدركون أنه لربما سيكون من الصعب تقييد أفعال بعض الوزراء في الحكومة المتطرفة في إسرائيل".
المسؤول أضاف: "مصر تفهم أنه إذا ما انفجرت الأوضاع في الضفة الغربية فإنها ستشعل فتيل انفجار في غزة أيضاً".
من جهته، اتهم داوود شهاب، المتحدث باسم الجهاد الإسلامي في فلسطين، إسرائيل بمحاولة تغيير "الوضع الراهن" في الضفة الغربية والقدس، في إشارة إلى خطة الحكومة الجديدة لتوسيع المستوطنات اليهودية وما يعتبره الفلسطينيون تعدياً يهودياً على موقع متنازع عليه في مدينة القدس.
وقال شهاب إن الحركة أبلغت مصر أنه "لا أحد سيستطيع أن يضبط نفسه إذا ما استمرت الاستفزازات الإسرائيلية خلال شهر رمضان المبارك، وحدها المقاومة هي القادرة على لجم العدوان الاسرائيلي".