أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الأربعاء 8 فبراير/شباط 2023 على عرض عسكري كبير كُشف خلاله عدد قياسي من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات القادرة على حمل رؤوس حربية نووية، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية الخميس 9 فبراير/شباط 2023.
وكان العرض يهدف إلى إظهار "القدرة الهائلة على الضرب النووي" للبلاد، كما جرى العرض في وسط العاصمة بيونغ يانغ، في ساحة كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية وجد كيم جونغ أون.
ونُظّم العرض بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الجيش الكوري الشمالي، وحضره كيم جونغ أون مع زوجته ري سول جو وابنته جو آي، حسب صور بثتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية وظهر في صور أخرى كيم وهو يتفقد الضباط ويحيي الجنود، فيما كانت قوات وصواريخ تمر في الخلفية.
وذكر موقع "إن كي نيوز" المتخصص في سيول أن العرض شمل عشر نسخ من أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات في كوريا الشمالية "هواسونغ-17" وآليات مصممة على ما يبدو لحمل صواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب.
وتطوير هذا النوع من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات هو أحد الأهداف الرئيسية لبيونغ يانغ لأنه يساعد في جعل رصد وتدمير صواريخها النووية أصعب.
وأثار ظهور الصواريخ الباليستية العابرة للقارات "هتافات حماسية" من الجمهور، كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية التي أضافت أن "وحدة العمليات النووية التكتيكية" المكونة من جنود وصواريخ أخرى شاركت أيضاً في العرض.
"قدرة نووية مكتملة"
تنظم كوريا الشمالية التي تمتلك أسلحة نووية، هذا النوع من العروض للاحتفال بالتواريخ المهمة في تاريخها السياسي، لكن المراقبين يرون فيها فرصة لمعرفة مدى التقدم العسكري لهذا البلد المعزول والخاضع لعقوبات تمنع تطوير برامجه الباليستية والنووية.
فيما رأى محللون أن كمية ونوع الأسلحة التي تم الكشف عنها خلال العرض يدلان على تطورات واضحة ملحوظة يمكن أن تشكل تحدياً للولايات المتحدة. وأوضح الخبير أنكيت باندا المتمركز في واشنطن، لوكالة فرانس برس "قدموا في هذا العرض عدداً من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لم يسبق أن عرضوا مثله بموجب توجيهات كيم جونغ أون لإنتاج أسلحة نووية وأنظمة إطلاق بكميات كبيرة".
وأضاف أن ذلك قد يطرح مشكلة لواشنطن لأن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي يهدف إلى محاربة تهديد كوري شمالي "محدود"، مشيراً إلى أن كوريا الشمالية "أثبتت الآن أن قوتها النووية بعيدة كل البعد عن أن تكون محدودة".
ويرى محللون آخرون أن بيونغ يانغ وجهت رسالة واضحة عبر عرض عدد كبير من "هواسونغ-17" أكثر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تقدماً. وصرح ليف ايريك ايسلي، الأستاذ في جامعة ايوا في سيول لوكالة فرانس برس أن "كوريا الشمالية تحاول أن تعلن أنها قوة نووية مكتملة" و"كيم جونغ أون يترك صواريخه التكتيكية بعيدة المدى تتحدث عن نفسها".
جيل جديد في كوريا الشمالية
تزايد ظهور ابنة كيم جونغ أون، التي بقيت بعيدة عن وسائل الإعلام الحكومية لفترة طويلة، منذ العرض الأول في تشرين الثاني/نوفمبر بمناسبة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات.
وحضرت الفتاة البالغة من العمر عشر سنوات الثلاثاء مأدبة الاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس الجيش ومناسبات أخرى مهمة، ويقول محللون إن كيم جونغ أون يعتبرها خليفته. وتقول أجهزة الاستخبارات في سيول إن الزعيم الكوري الشمالي لديه ابنان آخران.
وكان والده كيم جونغ إيل أباً لعدد من الأولاد، لكنه اختار كيم جونغ أون وريثاً له لأنه كان يشبهه كثيراً.
وهو رابع عرض عسكري ليلي ينظم في بيونغ يانغ في السنوات الأخيرة، ويأتي بعد إعلان النظام الكوري الشمالي أنه يريد توسيع وتكثيف مناوراته العسكرية لضمان جاهزيته في حالة الحرب.
وأجرت كوريا الشمالية في 2022 عدداً قياسياً من تجارب الأسلحة، بما في ذلك إطلاق صاروخها الباليستي العابر للقارات الأكثر تطوراً للمرة الأولى.
و دعا كيم جونغ أون بلاده مؤخراً إلى تعزيز ترسانتها العسكرية "بشكل كبير" عبر إنتاج كميات كبيرة من الأسلحة النووية التكتيكية وتطوير صواريخ رد نووية جديدة.