قوبلت حملة تبرعات شعبية في السعودية، الأربعاء 8 فبراير/شباط 2023، بإقبال كبير لتقديم المساعدة إلى المتضررين من الزلزال المُدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وشهدت الحملة دعماً تجاوز في حصيلة أولية 17 مليوناً و7 آلاف و543 ريالاً (نحو 4.5 مليون دولار).
جاء ذلك بحسب بيانات منصة "ساهم" السعودية (الحكومية) المسؤولة عن "الحملة الشعبية لإغاثة متضرري الزلزال بسوريا وتركيا"، التي أطلقها الأربعاء، مركز الملك سلمان للإغاثة (حكومي) غداة توجيه ملكي بإطلاقها.
شارك في الحملة وفق بيانات المنصة 105 آلاف و298 مشاركاً، حتى الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش، ويظهر التحديث المتكرر لمنصة الحملة ارتفاعاً لافتاً في أعداد المشاركين وقيمة التبرعات.
من جانبه، قال عبد الله الربيعة، مدير مركز الملك سلمان للإغاثة: "لله الحمد قبل أن تطلق هذه الحملة الشعبية، بلغت التبرعات أكثر من 13 مليون ريال (3.4 مليون دولار)، وهذا يجسِّد صفات الشعب السعودي الذي استجاب لدعوة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي وولي عهده".
أضاف الربيعة، في مؤتمر صحفي: "سوف يُدشَّن جسر جوي الساعات المقبلة لحمل التبرعات سوءاً كانت إيوائية أو صحية أو غذائية وستقوم فرق إنقاذ وأخرى طبيبة وتطوعية بمواقع الحدث".
بدورها، نقلت قناة "العربية" السعودية، عن مدير المركز قوله، إن "العمل الإنساني السعودي لا يرتبط بالسياسة أو الأجندة السياسية وسنقدم المساعدات للمتضررين من الزلزال بصرف النظر عن مواقعهم".
تأتي المساعدات السعودية لسوريا في ظل علاقات سياسية ودبلوماسية مجمدة بين الرياض ونظام بشار الأسد منذ 2011، وذلك بسبب الانتهاكات التي ارتكبها النظام ضد المعارضين له.
كان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، قد وجَّها "مركز الملك سلمان للإغاثة" بتسيير جسر جوي وتنظيم حملة شعبية عبر منصة ساهم (حكومية).
وعلى مدار يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، أعلنت 13 دولة عربية إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا، وفق بيانات رسمية، أوردتها وكالة الأناضول التركية الرسمية، والدول هي: السعودية، وقطر، والكويت، والإمارات، ومصر، ولبنان، والجزائر، والأردن، والبحرين، وليبيا، وتونس، وفلسطين، والعراق.
تأتي هذه المساعدات في وقت تواجه فيه فرق الإنقاذ في سوريا، ولا سيما في شمال البلاد، صعوبات بالغة لإنقاذ الضحايا بسبب ضعف الإمكانيات.
حتى مساء الأربعاء، ارتفعت حصيلة الوفيات في عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة)، إلى 2802 شخص، وأكثر من 5000 إصابة، جراء الزلزال، فيما اضطر مئات آلاف السوريين إلى النزوح من منازلهم بسبب الهزة وأضرارها.
يُعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أقوى زلزال على مستوى العالم تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، منذ هزة أرضية بجنوب المحيط الأطلسي النائي، في أغسطس/آب 2021.