قال ديفيد أراخاميا، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد 5 فبراير/شباط 2023، إنه من المقرر تعيين كيريلو بودانوف رئيس وكالة المخابرات العسكرية وزيراً للدفاع، خلفاً لأوليكسي ريزنيكوف في تعديل وزاري في ظل الحرب على أوكرانيا، فيما تواجه عدة مدن على الجبهة الشرقية، "موقفاً بالغ الصعوبة".
أراخاميا أوضح عبر تطبيق تليغرام: "الحرب تملي تغييرات في السياسات المتعلقة بالأفراد"، لافتاً إلى أن ريزنيكوف سُينقل إلى منصب وزاري آخر.
ولم يذكر أراخاميا موعد إضفاء الطابع الرسمي على هذه الخطوة، فيما لم يصدر تعليق حتى الآن من ريزنيكوف.
كان منصب ريزنيكوف قيد التدقيق، بعد ظهور مزاعم أن بعض مسؤولي وزارته متورطون في فضيحة تزويد طعام للجيش بأسعار مبالغ فيها.
وتقول وسائل الإعلام الأوكرانية إن ريزنيكوف سيبقى في الحكومة وزيراً للصناعات الاستراتيجية.
ورداً على سؤال في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي عن تقارير إعلامية عن احتمال خروجه من الوزارة، قال ريزنيكوف للصحفيين إن أي قرار يعود إلى زيلينسكي.
وصار ريزنيكوف، البالغ من العمر 56 عاماً، وزيراً للدفاع في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قبل أشهر قليلة من شن روسيا غزوها الشامل على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
وخلال الحرب، عزّز العلاقات مع مسؤولي الدفاع الغربيين وساعد في الإشراف على تلقي مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات، منها قاذفات الصواريخ والدبابات، لمساعدة كييف في صد الغزو الروسي.
وبوصفه وزيراً للدفاع في زمن الحرب، أشار ريزنيكوف إلى أهمية اندماج أوكرانيا "فعلياً" في حلف شمال الأطلسي باعتباره أولوية قصوى، حتى وإن لم يكن الانضمام إلى الحلف أمراً ممكناً على الفور بحكم القانون.
ومنذ توليه منصب وزير الدفاع، يوجه ريزنيكوف انتقادات حادة للفساد في زمن الحرب ويصفه بأنه يشبه عمليات "النهب".
فضحية فساد
لكن في الأسابيع الماضية، تورطت وزارته في فضيحة فساد بسبب عقد لأغذية الجيش يُعتقد بأنه أُبرم بأسعار مبالغ فيها جداً.
وأقيل أحد نوابه وصار مشتبهاً به في هذه الفضيحة، في حين استقال نائب آخر بعد ذلك بشكل منفصل.
ومن بين المسؤولين المستقيلين نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف، الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجستي للقوات المسلحة، وكيريلو تيموشينكو وهو أحد مساعدي الرئيس الأوكراني، ونائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو، حسب ما نشره موقع BBC البريطانية.
كما أقال الرئيس الأوكراني، في يناير/كانون الثاني الماضي، حكام خمس مناطق، في إطار تغييرات يجريها في المناصب العليا بالحكومة. وذكرت شبكة يورو نيوز الأوروبية، أن الرئيس زيلينسكي أعلن عزمه إجراء تغييرات في المناصب العليا بالحكومة والأقاليم "قريباً".
كانت الحكومة الأوكرانية قد أقالت، في وقت سابق، نائب وزير تنمية البلديات بشبهة تلقيه رشوة، فيما أعلنت وزارة الدفاع فتح تحقيق بشأن اتهامات بإبرام عقود بأسعار مبالغ فيها لمنتجات غذائية مخصّصة للعسكريين.
"موقف صعب"
يأتي نبأ استبدال وزير الدفاع بعد ساعات من إقرار الرئيس الأوكراني، بأن جيش بلاده يواجه "موقفاً صعباً للغاية" في عدة مدن على الجبهة الشرقية، مع تجدد القصف الروسي للمنطقة.
إذ قال فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية تواجه موقفاً صعباً في ثلاث من أكثر المدن المتنازع عليها في منطقة دونيتسك شرقي البلاد؛ هي باخموت، وفاهليدار وليمان، مؤكداً أن صعوبة الموقف تتفاقم في تلك المدن مع إرسال روسيا المزيد من القوات القتالية إلى المنطقة.
يأتي ذلك بينما قالت المخابرات الحربية البريطانية إن القوات الأوكرانية في باخموت تعاني المزيد من العزلة بمرور الوقت بسبب محاولات القوات الروسية تطويق المدينة.
وأشارت تقارير إلى أن طريقين رئيسيين في المدينة أصبحا في مرمى النيران المباشرة لروسيا. كما أكد قائد مرتزقة فاغنر يفغيني بريغوجين أن هناك قتالاً عنيفاً في باخموت، لكنه نفى أن يكون هناك تراجع من قبل القوات الأوكرانية.
كما تتعرض أوكرانيا لهجوم روسي جديد في منطقة دونيتسك المحاصرة التي شهدت تجدد القصف الروسي السبت الماضي، وفقاً لمسؤولين محليين صرحوا بذلك يوم السبت.