تعتبر عشبة تفاح الجن، التي يطلق عليها كذلك اسم تفاح المجانين، أو يبروح، من بين الأعشاب التي نسجت عنها كثير من الروايات والأساطير.
إذ تقول بعض هذه الأساطير إن كل من يأكل أو يستعمل هذا النوع من الأعشاب، والذي ينتمي إلى فصيلة الباذنجانيات، فإنه قد يصاب بالجنون، أو الهيستيريا.
فيما تشير روايات أخرى إلى أنها عشبة ساحرة، ومن الممكن أن تسبب الوفاة لمن يقترب منها، إذ تمت الإشارة إلى هذا الأمر في أحد أجزاء فيلم "Harry Potter"، حيث ظهر الطلاب وهم يحاولون تحليلها، مع وضع غطاء على الأذن، في إشارة إلى أن النبتة يمكن أن تصرخ بطريقة ربما تؤدي إلى الموت، بسبب الترددات التي تطلقها عند الصراخ.
فيما كانت هناك أقاويل أخرى تشير إلى أن هذا النبات كان عبارة عن طارد للشياطين، ويحمي الناس من الجن، والسحر، والشر، لذلك كانوا يقومون بزراعته في منازلهم، من أجل حماية أنفسهم.
أين توجد نبتة تفاح الجن، وما سر تسميتها؟
يمكن الحصول على نبتة تفاح الجن من عدة دول في الشرق الأوسط، من بينها سوريا، وفلسطين، والأردن، والسعودية، كما أنها موجودة بكثرة في كل من غرب آسيا وجنوب أوروبا.
وتنمو هذه النبتة بشكل بري، إذ إن جذورها لا ترتفع عن الأرض، وذات عيدان رفيعة، ولها أزهار بيضاء، أو أرجوانية، أو زرقاء، وبداخلها ثمرة صغيرة يتراوح لونها بين الأصفر والأخضر.
ويصل جذر هذه النبتة إلى نصف متر تقريباً، إذ يصعب اقتلاعها في بعض الأحيان، وعند التمكن من اقتلاعها يبدو شكلها شبيهاً بجسم الإنسان.
وعرفت نبتة تفاح الجن بأنها كانت تستعمل في الطب البديل قديماً، من أجل التقليل من الآلام، أو المساعدة على النوم، أو من أجل التخدير عند القيام بعمليات جراحية.
وقد حصلت هذه النبتة على اسمها الحالي، بسبب الأساطير والقصص التي نسجت عنها في الماضي، والتي تشير إلى أن كل من يتناولها يصاب بالجنون، أو يصبح عرضة للموت.
الفوائد المحتملة لـ"تفاح الجن"
حسب ما نشره الموقع الطبي "webmd"، فإن جذور تفاح المجانين تساعد على علاج قرحة المعدة، والمغص، والإمساك، والربو، والتشنجات، وألم التهاب المفاصل (الروماتيزم)، والسعال الديكي.
كما أنها تستخدم من أجل تحفيز القيء، والنعاس من أجل التخدير، وتقليل الألم، وكذلك من أجل التحفيز الجنسي.
فيما يتم وضع أوراق تفاح الجن مباشرة على الجلد، من أجل علاج مشاكل تقرحات الجلد، وبعض المشاكل الأخرى التي يتعرض لها الجلد.
وعلى الرغم من كل هذه الفوائد التي يتم الإشارة إليها، فإن العلم لم يتوصل بعد إلى دلائل قاطعة تشير إلى أن هذا العشب يمكن فعلاً أن يعالج الأمراض المذكورة.
مواد كيميائية خطيرة يحتوي عليها تفاح الجن
يحتوي تفاح المجانين على العديد من المواد الكيميائية الخطيرة، التي من الممكن أن تسبب مضاعفات عديدة عند تناول جرعات كبيرة منه.
ومن بين هذه المواد كل من الأتروبين، والسكوبولامين، وهيوسيامي، وهي التي عادةً ما تدخل في مكونات علاج أمراض الاكتئاب.
ومن بين هذه التأثيرات نجد جفاف الجسم، وخللاً في المخ، والقلب، فيما يمكن أن يكون هناك تفاعل سلبي بين تفاح الجن والأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، لأنه يساعد على زيادة سرعة امتصاص الجسم للأدوية، وزيادة مفعولها المحتمل، كأنه تم تناول جرعة زائدة من الدواء.
محاذير استهلاك تفاح الجن
على الرغم من فوائده التي تم ذكرها سابقاً، فإن هناك محاذير كثيرة حول استهلاك تفاح الجن بدون مراقبة، لذلك يكون من الأفضل استهلاكه عن طريق الأدوية الطبية التي يتم وصفها من طرف الطبيب، من أجل علاج أحد الأمراض المذكورة سابقاً.
إذ إنه من بين محاذير استهلاك هذا النوع من الأعشاب، احتمالية تسببه في الارتباك والهلوسة، والنعاس المستمر، وجفاف الفم، ومشاكل في الرؤية، وارتفاع درجة الحرارة، ومشاكل في التبول، فيما يمكن أن تكون جرعات كبيرة منه قاتلة.
فيما يمنع بشكل كاملٍ، تناوله من طرف مرضى القلب، لأنه يسبب خفقاناً مستمراً، وعدم انتظام دقات القلب، ومشاكل في الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم.
كما لا ينصح استهلاكه من طرف النساء الحوامل والمرضعات، وكذلك للأطفال، بسبب المواد الكيميائية التي يحتوي عليها.
فيما يعتبر هذا النوع من الأعشاب مضراً بشكل أكبر بالنسبة للأشخاص المصابين بمتلازمة داون، وكذا كبار السن، والأشخاص المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية.
وإضافة إلى كل هذا، فإن تفاح الجن يأثر سلباً كذلك على من يعانون مشاكل الكبد، ومشاكل الكلى، والوهن العضلي، والشلل التشنجي، وتضخم البروستاتا، ومشاكل في المسالك البولية.
الجرعات حسب الحالات
تعتمد الجرعة المناسبة من تفاح الجن على عدة عوامل، من بينها عمر المستهلك، وحالته الصحية، والعديد من الحالات الأخرى.
وإلى الآن لم يتم تحديد الجرعات بشكل قطعي من أجل استهلاك هذا النوع من الأعشاب، حتى وإن كان على شكل دواء.
لذلك من الجيد استهلاكه حسب الجرعة الطبية، التي تحدد حسب حالة المريض فقط، وأي اختلاف في الأعراض، تكون له جرعة معينة تختلف من شخص لآخر.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.