ذكرت وسائل إعلام باكستانية محلية، الأحد 5 فبراير/شباط 2023، أن الرئيس الباكستاني الأسبق، برويز مشرف، توفي في مستشفى بدبي، بعد معاناة طويلة مع المرض، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
كانت أسرة برويز مشرف، الذي توفي عن عمر ناهز 79 عاماً، والذي كان يعاني من الداء النشواني، أعلنت في شهر يونيو/حزيران 2022، أنه نُقل إلى مستشفى في دبي بسبب "مضاعفات" مرضه.
كما قالت عائلته في بيان نُشر على حساب الرئيس الأسبق في تويتر، إنه نُقل إلى المستشفى بسبب مضاعفات مرضه، مشيرة إلى أنه يعيش "مرحلة صعبة يتعذر فيها التعافي، ولا تعمل فيها أعضاء الجسم على نحو جيد".
تولّى مشرّف السلطة في انقلاب غير دموي، في أكتوبر/تشرين الأوّل 1999، ونصَّب نفسه رئيساً في يونيو/حزيران 2001. في 2002 أضفى القضاء شرعيّة على انقلابه وثبّته البرلمان المنتخب حديثاً رئيساً، بعد فوزه في استفتاء مثير للجدل على تمديد فترة ولايته لخمس سنوات.
أصبح الجنرال المعتدل، الذي يدخّن السيجار ويشرب الويسكي، حليفاً مهماً للولايات المتحدة، في إطار "حربها على الإرهاب"، عقب اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001. ونجا من ثلاث محاولات اغتيال دبّرها تنظيم القاعدة خلال سنواته التسع في السلطة.
لم يواجه حكمه تحديات خطيرة إلا بعد أن حاول إقالة رئيس المحكمة العليا، في مارس/آذار 2007، ما أثار احتجاجات في أرجاء البلاد، وأشهراً من الاضطرابات التي أدت إلى فرض حال الطوارئ.
بينما استقال مشرف في النهاية، في أغسطس/آب 2008، بعد أن واجه إجراءات عزل من جانب الائتلاف الحاكم الجديد، وغادر البلاد ليعيش فترة وجيزة في المنفى.
الحكم بإعدام برويز مشرف
عاد إلى باكستان عام 2013 في محاولة للتنافس في الانتخابات، إلا أنه مُنع من المشاركة فيها، ومن مغادرة البلاد، بعد تراكم القضايا القانونية ضده. ورُفِع حظر السفر عنه في 2016، وتوجّه إلى دبي لتلقّي علاج طبّي، وبقي هناك مذّاك.
في 17 ديسمبر/كانون الأول 2019، حكمت محكمة خاصة غيابياً بالإعدام على برويز مشرّف، بعد إدانته بـ"الخيانة العظمى"؛ لإعلانه حالة الطوارئ في البلاد عام 2007.
لكن القضاء الباكستاني، ألغى في 13 يناير/كانون الثاني 2020، الحكم الغيابي بالإعدام، الصادر بحق الرئيس العسكري الأسبق برويز مشرف.
برَّر القضاء قراره بأن "المحكمة الخاصة، التي أدانت المُدعى عليه بتهمة الخيانة، محكمة غير دستورية"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن قول اشتياق خان، المدعي العام المكلّف بالقضية.
"خان"، الذي يدافع عن الحكومة الباكستانية أمام المحكمة العليا في لاهور، قال إن "تقديم الشكوى وتشكيل هيئة المحكمة واختيار فريق الاتهام هي أمور غير قانونية (…) تمّ إلغاء الحكم بكامله".
من جانبه، أكد محامي مشرف، أزهر صديق، للصحفيين أمام المحكمة، أن القضاء "ألغى كل شيء".