أفادت وسائل إعلام عراقية، الأحد، 5 فبراير/شباط 2023، باختطاف الناشط العراقي البارز جاسم الأسدي، الذي يتولى رئاسة "جمعية طبيعة العراق" (غير حكومية)، بالقرب من بغداد، دون أي تفاصيل عن دوافع الاختطاف، أو الجهة الفاعلة.
حيث يكافح الأسدي (65 عاماً) منذ سنوات من أجل المحافظة على الأهوار (مسطحات مائية) جنوبي العراق من خلال رئاسته "جمعية طبيعة العراق" (غير حكومية) في محافظة ذي قار، التي تضم مساحات شاسعة من الأهوار.
تقييد الناشط العراقي وتهديده بالسلاح
في حين ذكرت وسائل إعلام محلية، أن "سيارتين مدنيتين تعودان لمجموعة من المسلحين، يرتدون ملابس مدنية، أوقفوا الأسدي في مدينة الحلة (100 كيلومتر جنوبي بغداد) واقتادوه إلى جهة مجهولة بعد تقييده تحت تهديد السلاح، وفق رواية شقيقه ناظم محمد الأسدي".
في حين لم يصدر أي تعليق من السلطات العراقية حتى الساعة (13:55 ت.غ)، لكن شقيق المختطف صرح لوسائل إعلام محلية بأن الأجهزة الأمنية أبلغت بالحادث، وأنها تواصل البحث عن شقيقه.
من جهة أخرى، أشار موقع قناة "السومرية نيوز" الخاصة، إلى أن مصدراً أمنياً لم تذكره، أفاد باختطاف "العالم في شؤون المياه والأهوار جاسم محمد دويج الأسدي في ظروف غامضة، قرب منطقة اللطيفية جنوبي بغداد". وأوضح المصدر أن شقيق المخطوف تقدم بشكوى لدى القوات الأمنية.
مبادرات لإنقاذ الأهوار من الجفاف
منذ عام 2006 يقود الأسدي حملة "أنقذوا الأهوار" وسلسلة من المبادرات الهادفة؛ لإنعاش مناطق الأهوار والحفاظ عليها بعد تعرّضها لحملات تجفيف خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
في سياق متصل، تحدث مدونون في منصات التواصل الاجتماعي عن أن الأسدي، ساهم بشكل كبير في إدراج الأهوار العراقية ضمن لائحة التراث العالمي، وظل يظهر باستمرار في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لرفع مستوى الوعي حول الأهوار.
يُذكر أن الأهوار مسطحات مائية تمتد على مسافات شاسعة، بعضها على الحدود العراقية مع إيران، وهي مدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، ويهدّدها الجفاف وشح المياه في الفترة الأخيرة.
تفاصيل تكشفها عائلة الناشط العراقي
في حين أوضحت عائلة جاسم الأسدي، أنه تم إيقافه واقتياده من سيارته لدى اقترابه من بغداد قبل عدة أيام، ولم يسمع عنه شيء منذ ذلك الحين. ونقلت وكالة فرانس برس عن شقيقه ناظم قوله إن جاسم كان "يقود سيارته على الطريق السريع من الحلة إلى بغداد" صباح الأربعاء عندما خُطف.
كما قال "أوقفته سيارتان قبل 5 كيلومترات من العاصمة، وقيد رجال مسلحون يرتدون ملابس مدنية يديه ووضعوه في إحدى المركبات، ونقلوه إلى مكان مجهول". وأضاف "كان ابن عمي معه.. تركوه على الطريق". وأشار ناظم إلى أن الأسرة لم تسمع أي أخبار عن الأسدي منذ ذلك الحين، فيما تحقق الشرطة في الأمر، مضيفاً أن الخاطفين لم يتصلوا بأي من الأقارب.
في السياق ذاته، أكد مسؤول أمني عراقي، طلب عدم الكشف عن هويته لعدم السماح له بالتحدث لوسائل الإعلام، لوكالة فرانس برس أن الأسرة أبلغت عن فقدان الأسدي.
بينما استعاد العراق استقراراً نسبياً بعد عقود من الصراع والاضطراب، لا تزال عمليات اغتيال واختطاف النشطاء والمسؤولين شائعة. ومنذ عام 2006، شارك الأسدي، وهو مهندس هيدروليكي، في العديد من المبادرات لإصلاح الأهوار التي وُلد فيها.