أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان مقتضب مساء السبت، 4 فبراير/شباط 2023، اعتراض "جسم طائر" في سماء قطاع غزة. وقال "لا يدور الحديث عن عملية إطلاق صاروخ، المزيد من التفاصيل لاحقاً" وقد ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية (خاصة) أن السكان في مدينة سديروت (جنوب) أبلغوا عن سماع دوي انفجار قوي في المنطقة.
قبل صدور بيان الجيش قالت قناة (13) الإسرائيلية (خاصة)، إن الجيش فعل نظام القبة الحديدية في منطقة غلاف غزة، حيث كانت هناك شبهات بإسقاط طائرة من دون طيار أطلقت من قطاع غزة". وحتى الساعة 20:11 (ت.غ) لم تعلق أي من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على إعلان الجيش الإسرائيلي.
الاحتلال والفصائل الفلسيطينية يتبادلان القصف
أما في قطاع غزة، فكثيراً ما تشهد منطقة السياج الفاصل مع إسرائيل، بين الفينة والأخرى، قصفاً متبادلاً بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، لكن الهدوء يعم المنطقة خلال الفترة الأخيرة بشكل نسبي.
يأتي ذلك في الوقت الذي أُصيب فيه 4 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، وعشرات بحالات اختناق، خلال أحداث مختلفة شهدتها الضفة الغربية. ففي مدينة نابلس، قال تلفزيون فلسطين (حكومي)، إن شاباً أُصيب برصاص الجيش الإسرائيلي.
أضاف التلفزيون: "قوات الاحتلال تطلق النار صوب شاب في محيط حاجز حوارة (العسكري الإسرائيلي) جنوبي نابلس". فيما أفادت مصادر محلية وطبية للأناضول، بأن الجيش استخدم الرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع لتفريق مسيرات أسبوعية بمواقع متفرقة بالضفة.
وفق مراسلي الأناضول، فإن بلدات كفر قدوم شرقي قلقيلية (شمال)، بيت دجن وبيتا بمحافظة نابلس (شمال) وتقوع شرقي مدينة بيت لحم (جنوب)، أبرز المواقع التي شهدت مواجهات.
كما ذكر منسق "لجان المقاومة الشعبية" في بلدة كفر قدوم مراد شتيوي في بيان، أن 3 مواطنين أُصيبوا بالرصاص المعدني، وعشرات آخرون أُصيبوا بالاختناق خلال قمع الجيش الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان.
بدورها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن طواقمها تعاملت مع عشرات المصابين بحالات اختناق، في بلدتي بيت دجن وبيتا بمحافظة نابلس.
أما في بلدة "تقوع" شرقي مدينة بيت لحم، قال مسؤول "مكتب هيئة الجدار والاستيطان" (حكومي) في المدينة حسن بريجية، إن الجيش الإسرائيلي استخدم "غازاً غريباً" في قمع مسيرة سلمية.
أضاف بريجية للأناضول، أن "الفلسطيني جليل حميد (38 عاماً)، من أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة، نقل إلى المستشفى بعد إصابته خلال فعالية رافضة للاستيطان، ويعاني من أعراض غريبة لم نشهدها من قبل". واستطرد قائلاً: "كان يعاني من رجفة شديدة، وتقيؤ، وحكة شديدة".
مظاهرات ضد الاستيطان
كذلك فقد ذكر مسؤول "مكتب هيئة الجدار والاستيطان" (حكومي) في المدينة، حسن بريجية، أن عشرات الفلسطينيين شاركوا في فعالية دعت لها هيئات محلية وحكومية رفضاً لاستيلاء مستوطنين إسرائيليين على أراضيهم ومحاولة السيطرة على نحو 300 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من الأراضي الزراعية الملكية الخاصة، شرقي البلدة.
أردف أن مستوطنين اقتلعوا أشجاراً زرعها المشاركون في الفعالية، فيما استهدف الجيش الإسرائيلي المتظاهرين الفلسطينيين بقنابل الغاز لتفريقهم وإخراجهم من أراضيهم.
من جهة أخرى، تشهد مناطق متفرقة من الضفة فعاليات أسبوعية رافضة للاستيطان على خطوط التماس مع الجيش الإسرائيلي الذي يقوم بتفريق المتظاهرين وملاحقتهم داخل قراهم وبلداتهم.
حيث تفيد بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية، بوجود نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من حكومة إسرائيل) بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
إسماعيل هنية يزور القاهرة
في سياق موازٍ أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تلقي رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، دعوة رسمية لزيارة مصر، جاء ذلك وفق ما ذكر المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في تصريح للأناضول.
قال قاسم إن الزيارة "تأتي في إطار التواصل المستمر بين الحركة والقاهرة لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك". وأوضح أن الزيارة "تهدف إلى وضع مصر في صورة العدوان الإسرائيلي المستمر على المقدّسات الإسلامية والمسيحية والجرائم في الضفة الغربية".
فيما لم يكشف قاسم عن مزيد من التفاصيل حول الشخصيات التي يعتزم هنية لقاءها، أو مدة هذه الزيارة.
كانت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، قد سبق أن أعلنت كذلك أن وفداً من قادتها برئاسة الأمين العام زياد النخالة، سيبدأ زيارة لمصر، وقال المتحدث باسم الحركة، داود شهاب للأناضول، إن "الزيارة غير مرتبطة بشكل أساسي بالتطورات الأمنية الجارية في الساحة الفلسطينية".
وأوضح أن "الوفد سيلتقي عدداً من المسؤولين المصريين، على رأسهم رئيس جهاز المخابرات، وسيناقش قضايا مختلفة مع الأشقاء المصريين، وسيبحث التطورات الجارية معهم".
فيما دأبت مصر على لعب دور الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لوقف التصعيد في قطاع غزة، وقد أعلنت إسرائيل إطلاق 3 قذائف من قطاع غزة تجاه أراضيها، وردّت بقصف مواقع في القطاع دون وقوع إصابات.
جاء التصعيد عقب قتل الجيش الإسرائيلي 10 فلسطينيين خلال اقتحامه مخيم جنين (شمال) الخميس، وهو ما أعقبه في اليوم التالي مقتل 7 إسرائيليين في عملية إطلاق نار بالقدس، نفذها شاب فلسطيني.