وجهت كييف اتهامات للمرأة التي تقود هيئة الضرائب بأوكرانيا بالاحتيال بملايين الدولارات، بعد مداهمة أحد منازلها الأربعة، في إطار تواصل حملة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضد الفساد في أوكرانيا، بحسب ما قالته صحيفة The Guardian البريطانية الأربعاء 1 فبراير/شباط 2023.
جاءت هذه التطورات في وقت يتأهب خلاله الرئيس الأوكراني لعقد قمة، الجمعة 3 فبراير/شباط 2023، في كييف، مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي؛ لمناقشة الانضمام المحتمل إلى التكتل.
من جانبه، قال مكتب التحقيقات الحكومي الأوكراني (SBI)، في بيان، إن القائمة بأعمال رئيس هيئة الضرائب بأوكرانيا، والتي لم يُذكر اسمها، أساءت استغلال "سلطتها وموقعها الرسمي"، بجانب أعضاء آخرين في الهيئة.
رئيس هيئة الضرائب بأوكرانيا
وادعى المحققون أن نمط حياة السيدة لا يتناسب مع دخلها الذي تحصل عليه من منصبها على رأس هيئة الضرائب الرئيسية في العاصمة الأوكرانية. إذ يقال إنها تملك ثلاث شقق في المدينة تبلغ قيمتها الإجمالية مليون دولار، ومنزلاً بالقرب من كييف قيمته 200 ألف دولار، وسيارتين تساويان 150 ألف دولار.
كذلك اكتُشف أن سائق رئيسة هيئة الضرائب بأوكرانيا لديه سيارة مسجلة باسمه قيمتها 100 ألف دولار، مع أن دخل الرجل في السنوات الأخيرة "لم يتجاوز 8 آلاف دولار"، وذلك حسبما ادعى مكتب التحقيقات الحكومي.
خلال مداهمة منزل السيدة، وجد المحققون كذلك 158 ألف دولار، و530 ألف هريفنا أوكرانية (14352 دولاراً)، و2000 يورو (2182.6 دولار) نقداً، إضافة إلى مجموعة من المجوهرات الثمينة، والملابس تحمل علامات تجارية شهيرة، وساعات ذهبية ثمينة. نشر مكتب التحقيقات صوراً للمجموعة، التي وصفها بـ"الغنيمة".
يزعم المحققون أن المرأة استغلت منصبها لخفض فواتير الضرائب لبعض الأفراد والشركات.
وقال مكتب التحقيقات في بيان: "إجمالي قيمة الأصول الثابتة غير المؤكدة الخاصة برئيسة هيئة الضرائب بأوكرانيا يصل إلى نحو 1.4 مليون دولار".
بحسب مؤشر الشفافية الدولي لعام 2021، تعد أوكرانيا ثاني الدول الأعلى فساداً في أوروبا خلف روسيا. ومع اتخاذ أوكرانيا خطواتها الأولى نحو ما يمكن أن يصير مساراً طويلاً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تواجه الحكومة ضغوطاً من أجل إظهار أنها حسنت ممارساتها.
حملة مكثفة ضد الفساد
ونفّذت السلطات الأوكرانية، الأربعاء، سلسلة مداهمات وعمليات أمنية لمكافحة الفساد استهدفت مسؤولين وموظفين حكوميين وإدارات عامة، في معركة ضدّ "العدو الداخلي" أطلقتها بالتوازي مع الحرب التي تخوضها قواتها ضدّ روسيا.
وقال رئيس الأجهزة الأمنية الأوكرانية فاسيل ماليوك، إنه تم تنفيذ حملة بأمر من الرئيس فولوديمير زيلينسكي؛ "لتوجيه ضربة إلى العدو الداخلي".
وأكّد أن "هذه ليست إلا مرحلة أولى، ولن نتوقف عند هذا الحد"، متعهّداً بـ"سجن" أولئك الذين لديهم "الجرأة لإيذاء أوكرانيا".
وأعلن زعيم حزب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ديفيد أراخاميا، عبر تليغرام، أن العمليات التي نفّذتها الشرطة استهدفت خصوصاً الملياردير إيغور كولومويسكي، ووزير الداخلية السابق أرسين أفاكوف، ومكتب الضرائب الأوكراني، فيما عُلّقت مهام إدارة الجمارك.
وشملت مداهمات المحقّقين أيضاً منازل ومكاتب مسؤولين كبار في وزارة الدفاع.
وتستضيف كييف، الجمعة، قمة بين أوكرانيا والاتّحاد الأوروبي، الذي جعل مكافحة الفساد شرطاً لانضمام أوكرانيا إلى الكتلة. وسيسبقها اجتماع لأعضاء المفوضية الأوروبية والحكومة الأوكرانية.
وتواجه أوكرانيا التي تعتمد في حربها إلى حد كبير على دعم أوروبا والولايات المتحدة، تحدّياً يتمثّل بمكافحة الفساد المالي حتى لا تبعد الحلفاء.
تريد أوكرانيا خصوصاً الحصول على صواريخ عالية الدقة يصل مداها إلى أكثر من مئة كيلومتر لتدمير خطوط الإمداد الروسية، من أجل التغلب على النقص الذي تعانيه في العدد والعتاد.
وحتى الآن، رفض الغرب تسليم كييف هذه المنظومات الصاروخية ومقاتلات؛ خوفاً من التسبب في تصعيد روسي جديد. لكنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال الثلاثاء، إنه سيناقش هذه المسألة مع نظيره الأوكراني.
رغم ذلك، أعطى الأوروبيون والأمريكيون الضوء الأخضر في وقت سابق من هذا الشهر، لتسليم أوكرانيا دبابات ثقيلة حديثة حتى لو أن عددها أقل مما تطالب به كييف.