حذّر مسؤولون في الجيش الإسرائيلي من أن ضباطاً يترددون في إبداء آراء معارضة لآراء الحكومة اليمينية، خاصةً تلك التي يتبناها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بحسب ما نشرته صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الثلاثاء 31 يناير/كانون الثاني 2023.
بحسب مسؤول رفيع المستوى، فإن الخطاب الحالي بين المؤسستين السياسية والأمنية لم يعد صريحاً كما كان من قبل، و"صار صعباً جداً اتخاذ موقف قوي وواضح".
أضاف المسؤول أن ذلك سببه الخوف من "التحول إلى كيس ملاكمة" في أيدي السياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
"مشكلة خطيرة"
وقال مسؤول أمني كبير تقاعد مؤخراً، إن "تدخُّل المسؤولين الحكوميين في القضايا العسكرية مشكلة خطيرة، وكلما ازداد حدوث ذلك، تطورت المشكلة إلى مستوى تهديد استراتيجي".
وقال المسؤول إنه في الماضي "كان هذا الاستياء تجاه مسؤولي الأمن منعدماً، لكن الوضع اختلف الآن. فخلال أي مناقشة تسود مشاعر التوتر والخوف من التعرض لسخرية. ويسود أيضاً خوف من التسريبات بهدف إحراجنا".
بحسب مصادر رفيعة المستوى شاركت في اجتماعات مجلس الوزراء الأمني الأخير، يطلب مسؤولون مقربون من الوزراء من مسؤولي الجيش الإسرائيلي نقل موقف الوزراء في الاجتماعات. وقال أحد هذه المصادر: "يُشعِرون مسؤولي الجيش بأن أي موقف آخر غير المتوقع منهم سيجعلهم معارضين للحكومة".
وحذّر مصدر رفيع آخر بالقول: "إن ما يُقلق مسؤولي الجيش هو أنهم إذا اتخذوا موقفاً مخالفاً لموقف الحكومة أو تبين أنه ليس صائباً، فستحمّلهم الحكومة المسؤولية بطريقة مهينة".
وأضافت المصادر أن القلق المتصاعد بين مسؤولي الجيش الإسرائيلي ينبع من الانتقادات التي وجهها الوزيران سموتريش وبن غفير لهم مؤخراً. ومن أمثلة ذلك انتقاد بن غفير للحكم الصادر بحق الجندي في كتيبة جفعاتي يائير ليفي، الذي قال لنشطاء يساريين في الخليل إن "بن غفير سيعيد النظام"، وهدد بضرب أحدهم وهو يصيح: "سأحطم وجوهكم أيها اليساريون".
وحينها كتب بن غفير بحسابه على تويتر، أن "معاقبة جندي بالحبس 10 أيام لمجرد أنه قال: (بن غفير سيعيد النظام) تتجاوز الحدود وتنقل رسالة بأنه لا بأس في أن نؤذي جنود جيش الدفاع الإسرائيلي… واجبنا أن ندعم المقاتلين لا أن نضعفهم. جنود الجيش الإسرائيلي هم من يدافعون عنا ولسوف نحميهم".
ومن الأمثلة الأخرى التي أشار إليها الضباط، الانتقادات الشديدة التي وجهها بن غفير للمدعية العمومية الإسرائيلية غالي باهراف-ميارا، بعد الهجوم الذي وقع في مستوطنة النبي يعقوب بالقدس مطلع الأسبوع الماضي.
تحدث بن غفير إلى وسائل الإعلام يوم السبت، وهاجم النائبة العامة بقوله إنها منعته من إصدار أمر بإغلاق منزل المهاجم في حي الطور بالقدس قبل هدمه، في مخالفة لموقفه وموقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.