تعتزم الولايات المتحدة إرسال حاملات طائرات ومقاتلات جوية متقدمة إلى مناطق قريبة من كوريا الشمالية، تعزيزاً لقواتها العسكرية "في مواجهة نظام كيم جونغ أون"، بحسب ما أفادت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 31 يناير/كانون الثاني 2023.
جاء الإعلان عن ذلك خلال زيارة لوزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى كوريا الجنوبية؛ حيث كرر هناك الوعود الأمريكية بـ"الردع الموسع" لحماية حليفته، والتهديد باستخدام الأسلحة النووية إذا لزم الأمر، كما أدان "استفزازات" كوريا الشمالية بعد التجارب الأخيرة التي أجرتها لاختبار صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية.
المزيد من النشاط العسكري!
وبعد اجتماع مع لي جونغ سوب، وزير الدفاع الكوري الجنوبي، قال أوستن: "لقد نشرنا طائرات مقاتلة من الجيل الخامس، من طراز (إف 22) F 22 و(إف 35) F 35؛ ونشرنا مجموعة حاملة طائرات هجومية لزيارة شبه الجزيرة الكورية؛ ويمكنكم أن تتوقعوا منا مزيداً من النشاط العسكري المماثل في المستقبل".
فيما شدد أوستن على تصريحاته بالقول: "تأكدوا أن الولايات المتحدة تقف في صف واحد مع [كوريا الجنوبية]، ونحن نستنكر معاً هذه الأعمال الخطيرة التي تنتهك القانون الدولي وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة".
حضور عسكري كبير
يشار إلى أن لدى الولايات المتحدة نحو 28500 جندي أمريكي متمركزين في كوريا الجنوبية، وتُجري تدريبات واسعة النطاق معها في فصلي الصيف والربيع، وهو أمر لطالما أثار غضب كوريا الشمالية، التي ترى أنها تدريبات للهجوم عليها.
لكن الولايات المتحدة أوقفت بعض هذه التدريبات، أو قلّصت حجمها على الأقل، في عام 2018، لتكون بادرة حُسن نية بعد اجتماع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع زعيم كوريا الشمالية.
وأسفرت الخطوات الأمريكية في عهد ترامب عن تحسن غير مسبوق في العلاقات، إلا أن قمة ترامب وكيم الثانية انتهت دون اتفاق، فبدأت العلاقات في التدهور، بحسب صحيفة "التايمز".
وتراجعت بيونغ يانغ عن خطوات حسن النية وقرار الإيقاف لتجارب الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وأجرت العام الماضي عدداً غير مسبوق من تجارب إطلاق الصواريخ، ومنها صواريخ قادرة نظرياً على حمل رؤوس نووية إلى الأراضي البرية للولايات المتحدة الأمريكية.
تدريبات بين أمريكا وكوريا الجنوبية
من جانبهما، استأنفت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة العام الماضي تدريباتهما واسعة النطاق، ومثَّل ذلك نهاية حاسمة لمساعي الانفراج الدبلوماسي.
حيث حلقت الطائرات العسكرية الأمريكية، ومنها مقاتلات "إف 35" الشبحية، فوق البحر الأصفر غرب شبه الجزيرة الكورية؛ فيما أجرت حاملة الطائرات النووية "يو إس إس رونالد ريغان" الأمريكية مناورات منفردة لردع كيم عن الخطوة التالية في دورة التصعيد: وهي إجراء تجربة نووية سابعة.
يُذكر أن زيارة أوستن جاءت مباشرة بعد زيارة الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، الذي حثَّ سيول على تغيير سياستها الجارية وإمداد أوكرانيا بالأسلحة. وقال ستولتنبرغ، الإثنين 30 يناير/كانون الثاني: "إذا كنا نريد ألا ينتصر الاستبداد وحكم الفرد الواحد، فعلينا أن ندعمهم بالأسلحة، هذا هو الواقع".