قال موقع Intelligence Online الفرنسي في تقرير نشره، الثلاثاء 31 يناير/كانون الثاني 2023، حسب معلومات مهمة حصل عليها، إن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإدارة شركة استثمارات جديدة في أبوظبي تسمى Nerve Investment.
حيث أُنشئت الشركة في نهاية عام 2022 بوصفها شركة فرعية من شركة شيميرا للاستثمارات، التي تسيطر عليها في الأساس المجموعة الملكية، أو رويال جروب (Royal Group)، التي يرأسها مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد.
دعم إماراتي لسعد الحريري
بجانب موقعه الحكومي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، يتربع طحنون بن زايد على قمة إمبراطورية مالية شُيدت حول رويال جروب والشركة العالمية القابضة (International Holding Company)، القادرة على تقديم دعم مالي للحريري، نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، الذي يعيش في منفى في أبوظبي منذ أن أعلن انسحابه من الحياة السياسية في لبنان في يناير/كانون الثاني 2022.
يرأس شركة Nerve رسمياً المصري سيف فكري، الرئيس التنفيذي لشركة شيميرا كابيتال، وهي شركة فرعية تابعة لشركة شيميرا للاستثمار التي تعمل في مجال صناديق المؤشرات المتداولة ورؤوس الأموال الاستثمارية. تساعد فكري امرأةُ أعمال لبنانية تدعى ياسمينا الخوري رفائيل، التي كانت تشغل منصباً استشارياً في رئاسة الوزراء في حكومة سعد الحريري، لا سيما العمل على صياغة تشريع جديد مواتٍ للاستثمار.
فيما يشغل منصبَ مدير الإدارة لشركة Nerve اللبناني يحيى القصعة، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة القصعة، التي كانت تتوسع في منتجاتها الكيماوية في لبنان، قبل الاستقرار في أبوظبي. يرتبط القصعة بعدد من المنظمات التجارية المختلفة، التي تتضمن الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز (LEO)، وغرفة التجارة الفرنسية اللبنانية، التي انضم إليها في 2021.
تعد ميريان خلف، اللبنانية التي ترأس قطاع الاستثمار المباشر في شيميرا للاستثمار، على صلة وثيقة أيضاً بسيد بصر شعيب، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة العالمية القابضة، وهو أيضاً مستشار بصفة غير رسمية لطحنون بن زايد. ويبدو أن شعيب يضطلع بدور الوسيط بين الشركة الاستثمارية الجديدة والشركة الأم، رويال جروب. كذلك يحظى بدعم الإيطالي أندريا موليكا، الذي يرأس قسم الأسهم الخاصة في شركة شيميرا كابيتال، بعد إشرافه على عدد من المشروعات التجارية في رويال جروب.
تدهور علاقة الحريري مع السعودية
لكن بعد اعتماده على الدعم المالي المُقدّم من السعودية، شهد الحريري، الذي يحمل الجنسية السعودية، استمرار تدهور علاقاته مع المملكة، وهو ما اتضح عبر إخراجه من السعودية إلى باريس في 2017، في أعقاب مفاوضات صعبة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
منذ ذلك الحين، صار الحريري مقرباً بصورة متزايدة من الإمارات، حيث قرر الاستقرار فيها في يناير/كانون الثاني 2022، في أعقاب قراره "النهائي" بالانسحاب من الحياة السياسية في لبنان وتكريس نفسه لمصالحه التجارية فقط.
الموقع قال كذلك إن الحريري أصبح أقرب انخراطاً في حياة الأعمال بالإمارات، ولكن يُتوقع عودته إلى لبنان في 13 فبراير/شباط 2023 لإحياء ذكرى وفاة والده رفيق الحريري، الذي قُتل في بيروت في 2005. وقد تحمل الزيارة معها تكهنات باحتمالية عودته إلى المشهد السياسي، لا سيما في ظل عدم استقرار الطائفة السنية في لبنان على قائد جديد لها.