في مقال سابق عن سمات الطفل الطبيعية، ذكرت الإحباط، من الطبيعي أن يحبط الطفل بسرعة إذا حاول تنفيذ نشاط ما ولم ينجح، ومن الطبيعي أن يسعى الطفل فقط للأنشطة التي يعلم أنه يعرفها ويتقنها! لا أحد يحب شعور الفشل أو العجز – حتى الأطفال! في هذا المقال سوف أساعدك على التعامل مع إحباط الطفل.
أولاً: انزل لمستواه بجسدك
هذه الخطوة هامة جداً! لا تكلم الطفل من أقصى الغرفة أو من على الكرسي أو من بعيد. اترك ما تفعل واجلس بجانب الطفل لتصبح في مستوى بصره. انظر له في عينيه واربت على كتفه، وابتسم وأنت تخاطبه بصوت منخفض.
ثانياً: طمأنة
قل له إن النشاط بالفعل معقد ويحتاج إلى صبر. قل له إنك عندما كنت في مثل عمره لم تكن لتعرف كيف تجمع هذه البازل أو تبني هذا البرج مثلاً. قل له إنك تشعر به واسأله إن كان يريد مساعدتك. لا تقحم نفسك عليه وتبدأ بمساعدته دون استئذان.
ثالثاً: حاول وافشل واستمر في المحاولة
إذا وافق الطفل أن تساعده، لا تمدد يدك وبسرعة تتم العمل أو تنجز النشاط! الهدف الأساسي من أي نشاط هو إتقان الخطوات وتنمية التفكير المنطقي. اجعل هذا هدفك! ساعد طفلك يتعلم كيف يحاول وفيم يحاول. ساعد طفلك أن يقارن ويطابق ويصنف ويتذكر. فكر بصوت عالٍ حتى يسمع ويتعلم كيف يفكر.
رابعاً: تجنب السخرية
لا تسخر منه شخصياً ولا تقلل من شأنه. تذكر أنه إنسان لم يكتمل نموه بعد! تذكر أنه إنسان يحاول أن يتعلم! تذكر أنه لجأ إليك في وقت حاجة! لا للتعنيف ولا للسخرية ولا لضيق الخلق!
خامساً: لا تشعره بالغباء
قد يبدو لك طفلك غبياً وقد تكون هذه حقيقة ولكن تأكيدك لهذا الواقع لن يساعده على تعلم شيء أو إتقان شيء. ستزيد من إحباطه وستبني حاجزاً نفسياً بينه وبين العلم والمعرفة والمحاولة.
سادساً: كرر النشاط معه وأمامه
يتعلم الطفل من خلال المشاهدة والمراقبة أكثر مما يتعلم من خلال التوجيه المباشر. دع الطفل يشاهدك تقوم بالنشاط ببطء وبالتفصيل أكثر من مرة حتى يطلب هو المحاولة.
يتعلم الطفل كذلك من خلال التكرار. ادعُ الطفل لتكرار النشاط ومع كل مرة ستزداد ثقته بنفسه وسيدرك الهدف من النشاط من تلقاء نفسه.
وأخيراً تذكّر أن ما قد يبدو لك غباء وضعف استيعاب هو في الواقع مجرد عدم اهتمام! طفلك قد يكون غير مهتم بتعلم هذا الأمر الآن! ولهذا لا تفرض على طفلك نشاطاً ما دون التأكد أن النشاط متوافق مع اهتماماته والمرحلة الحساسة التي يمر بها.
العلم والمهارات مثلها مثل تعلم الجلوس والوقوف والكلام؛ مهما فعلت ومهما ضغطت ومهما صرخت… لن يتعلم طفلك الوقوف حتى يأذن المخ للجسد! لن يتكلم حتى يأذن المخ للجسد! لن يمسك القلم حتى يأذن المخ للجسد! لن يقرأ حتى يأذن المخ للجسد!
الخلاصة: لن يتعلم الطفل أي شيء غصباً عنه، لن يتقن أي شيء هو غير مستعد لهـ ليس في يدك سوى تقديم الفرص وفتح الأبواب وتربية الطفل في بيئة صديقة ومراقبة الفترات الحساسة.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.