التدريب والصيانة والذخيرة.. أوكرانيا تواجه عقبات لوجستية قبل تسليمها الدبابات الغربية

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/28 الساعة 13:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/28 الساعة 13:03 بتوقيت غرينتش
دبابات ليوبارد 2 ( Leopard 2A7) الألمانية، أرشيفية/ wikimedia commons

بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب في أوكرانيا، وافق الحلفاء الغربيون أخيراً على إرسال دبابات قتالية إلى كييف، تقول إنها في أمسّ الحاجة إليها. والدفعة الأولى ستضم حوالي 40 دبابة ألمانية من طراز ليوبارد 2، وقد تصل إلى أوكرانيا في ربيع 2023.

لكن الدُّفعة الأكبر التي اتفقت الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى على إرسالها إلى أوكرانيا تضم دبابات من طرازات متنوعة، وكل طراز منها بأوقات تسليم وعقبات لوجستية مختلفة. والخبراء العسكريون غير واثقين إن كان سيكون لها تأثير حاسم في ساحة القتال، ولا تزال القوات الأوكرانية بحاجة إلى التدريب على كيفية استخدامها.

"لا يمكن لأي منظومة أو سلاح منفرد تغيير مسار الحرب"

بحسب صحيفة The Washington Post الأمريكية، قالت أوكرانيا إنها بحاجة إلى ما لا يقل عن 300 دبابة، لدعم هجوم شامل في الربيع على الروس، وقالت إن قرار الغرب إرسالها سيغير مسار الحرب.

يقول فرانز ستيفان غادي، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: "لا يمكن لأي منظومة أو سلاح منفرد تغيير مسار الحرب". وقال إن تأثير "العدد المحدود" للدبابات التي ستصل أوكرانيا، في مارس/آذار، يتوقف على التدريب وتكامل التشكيلات الجديدة على خط المواجهة.

وقال إن ألمانيا استغرقت وقتاً طويلاً لتقرر إرسال الدبابات، ولهذا "يُستبعد أن تُسهم دبابات ليوبارد 2 بدور مهم في أي هجوم يُنفَّذ في الربيع".

وهذه الدبابات قوة نارية ثمينة في الحرب التي تخوضها أوكرانيا مع القوات الروسية، ولكن تصحبها بعض الصعوبات مثل شراء الذخيرة، وتدريب الجنود، وتنظيم الخدمات اللوجستية لهذه الطرازات المختلفة. وتخطط ألمانيا وبولندا والولايات المتحدة لبرامج تدريب منفصلة على استخدام هذه الدبابات، ومن المقرر أن تبدأ ألمانيا وبولندا برنامجيهما في ظرف أيام، حتى تتمكنا من تسليم الدبابات في فصل الربيع.

وقال سوني بتروورث، خبير الدبابات في شركة الأسلحة الأمنية Janes، إن هذا المزيج المختلف من الطرازات يجعلها "غاية في الصعوبة من الناحية اللوجستية".

المواءمة بين الدبابات الغربية في أوكرانيا

تستخدم دبابات تشالنجر 2s البريطانية ذخيرة مختلفة عن الذخيرة الاعتيادية المستخدمة في الناتو. أما دبابات ليوبارد 2s، فتوجد اختلافات طفيفة بين نصيب كل دولة أوروبية منها، حتى وهي من نفس الطراز. فدبابة ليوبارد A4 الإسبانية قد تضم نظام إطلاق نار أو لا سلكي مختلف عن المستخدم في الدبابات الفنلندية، وإن كان يمكن المواءمة بينهما، وفقاً لما يراه خبراء.

وقال بتروورث: "الأوكرانيون سيستخدمون أنواعاً مختلفة من الدبابات، وسيتعين عليهم التعامل مع ضرورة دعمها بقطع الغيار المناسبة لكل منها".

وقال إن أوكرانيا تعتمد على دبابات قتالية سوفييتية قديمة، من طراز T-72، وقد تظن أنها لا تحتاج إلّا إلى المعدات اللازمة لصدّ هجمات روسيا، والحفاظ على وتيرة المعركة، ولكن على المدى الطويل فاستخدام أنواع متعددة من الدبابات قد ينتج عنه عقبات لوجستية كبيرة.

وقرار الولايات المتحدة إرسال دبابات أبرامز إلى أوكرانيا- وإن كان لن يحدث قبل أشهر- سيحرم القوات الأوكرانية سلاحاً قوياً على المدى القصير، لكن الخبراء يقولون إنه أيضاً قد يتسبب في حالة من الفوضى، دون الدعم اللوجستي والصيانة اللازمين.

التدريب والصيانة والوقود

يقول أحد المسؤولين الأمريكيين المُطَّلعين على مداولات القرار، إنه رغم أن القوات الأوكرانية أثبتت براعة فائقة في استخدام الأسلحة الأمريكية والحفاظ عليها، فاستخدام دبابات أبرامز يتطلب استعداداً كبيراً، مثل التدريب عليها في مكان خارج أوكرانيا.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بموجب القواعد التي وضعتها إدارة بايدن: "نحن واثقون من أننا سنتمكن من توفير الدعم الكافي والصيانة بعد بضعة أشهر".

ويقول خبراء، إن بولندا، التي تجاور أوكرانيا، تجهز أيضاً دفعة من دبابات أبرامز M1، ويمكنها تسهيل الدعم اللوجستي والصيانة لها.

ومن ضمن الصعوبات الرئيسية في هذه الدبابات اليورانيوم الذي لا يتوفر بكميات كبيرة، والمستخدم حصراً في النسخ الأمريكية من هذه الدبابات. وقال أحد الأشخاص المطلعين، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع، إن هذه الدبابات لها جوانب سرية لا تفصح عنها الولايات المتحدة عادة.

ولم يتبين يوم الخميس، 26 يناير/كانون الثاني، أين ستدرب القوات الأمريكية الجنود الأوكرانيين على استخدام الدبابة. وكان من ضمن الاحتمالات منطقة التدريب غرافينوير في ألمانيا، وهي منشأة مترامية الأطراف في الريف البافاري بدأت فيها القوات الأمريكية تدريب كتيبة مكونة من أكثر من 600 جندي أوكراني هذا الشهر، على كيفية الجمع بين المدفعية والمدرعات والأسلحة الأخرى، للخروج منها بأكبر تأثير ممكن في ساحة المعركة. 

"ألمانيا لن تقرر إرسال الدبابات وحدها"

خلال زيارته الأولى للقوات، يوم الخميس 27 يناير/كانون الثاني 2023، أعرب وزير الدفاع الألماني الجديد، بوريس بيستوريوس، عن استيائه من مزاعم عدم كفاية شحنات الدبابات، أو أن تأجيل ألمانيا لإرسالها ربما أهدر وقتاً ثميناً. وقال: "لم نكن مترددين، بل كنا نتفاوض، كنا نتناقش مع حلفائنا وشركائنا وأصدقائنا".

ولأن ألمانيا هي الدولة المصنعة لدبابات ليوبارد، فمن الضروري أن توافق برلين على إرسالها من أكثر من 12 دولة تستخدمها، لكنها أصرت على أنها لن "تقرر ذلك وحدها".

ويقول يوري ساك، مستشار وزارة الدفاع الأوكرانية، إن أقدام الروس راسخة في الأراضي التي يحتلونها "لدرجة أن التقدم بهجومنا المضاد يحتاج إلى دبابات قتالية".

وحتى الآن، تعتمد أوكرانيا على الدبابات السوفييتية القديمة من طراز T-72، التي تنفد ذخيرتها في الاشتباكات التي تهيمن عليها المدفعية الثقيلة. وهذه الدبابات الجديدة ستفتح الطريق أمام المعدات التي تدعم الذخيرة القابلة للتجديد من جانب الحلفاء، فيما تحول إلى حرب استنزاف.

تحميل المزيد