اعتبرت حركة "حماس"، مساء الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023، أن عملية إطلاق النار أمام كنيس يهودي في مستوطنة "النبي يعقوب"، شمالي القدس والتي أودت بحياة ثمانية أشخاص وإصابة ستة آخرين، جاءت "رداً سريعاً" على مقتل 10 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، الخميس، في الضفة الغربية، بينهم 9 بمخيم جنين.
كان متحدث الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان، قد قال إن "8 أشخاص قُتلوا وأصيب آخرون، في عملية نفذها فلسطيني بمستوطنة النبي يعقوب" الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023. وأشار جندلمان، عبر حسابه الرسمي على تويتر، إلى أن الشرطة قتلت المنفذ، وضبطت المسدس.
احتفالات في غزة بهجوم القدس
مشير المصري، القيادي بحركة حماس، قال في بيان وصلت إلى "الأناضول" نسخة منه: "نبارك العملية البطولية في القدس المحتلة والتي تأتي رداً سريعاً على مجزرة جنين"، على حد تعبيره. وأضاف "المصري"، أن "العملية دليل على حيوية المقاومة وجهوزيتها وقدرة المقاومين على الرد على الجرائم الإسرائيلية".
في حين خرج عشرات الفلسطينيين في مسيرات عفوية جابت شوارع وطرقات محافظات قطاع غزة؛ احتفالاً بهجوم القدس، فيما وزع آخرون الحلوى. كما أطلق مسلحون في غزة، يتبعون لفصائل فلسطينية مختلفة، النار في الهواء، ورددت المساجد التكبيرات بعد إعلان الهجوم.
بدورها، نقلت قناة "كان" الرسمية عن نجمة داود الحمراء (مؤسسة الإسعاف الإسرائيلية الرسمية)، أن هناك 14 شخصاً أصيبوا في عملية إطلاق النار، توفي 8 منهم، بينهم المنفذ. وأشارت القناة إلى أن هناك مصابين في "حالة خطرة جداً". ولفتت إلى أن عملية إطلاق النار "وقعت أمام كنيس يهودي في المستوطنة الإسرائيلية".
كما قالت القناة، إن الشرطة الإسرائيلية "تقوم بعملية بحث مكثفة عن منفذين آخرين محتملين ضالعين في تنفيذ عملية إطلاق النار". وحتى الساعة الـ20:10 (ت.غ)، لم تتبنّ أي جهة فلسطينيةٍ المسؤولية عن الهجوم. وتقع مستوطنة "النبي يعقوب" قرب بلدة بيت حنينا، وهي مقامة على أراضيها، شمالي المدينة.
الاقتراب من التصعيد الشامل
في سياق متصل قال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل رضوان، إن المقاومة تقترب من مرحلة التصعيد الشامل مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو التي تعد الحكومة "الأكثر تطرفاً" في تاريخ إسرائيل، تتحمل تبعات هذا التصعيد.
أضاف رضوان خلال مشاركته في برنامج "المسائية" على قناة "الجزيرة مباشر"، مساء الجمعة، أن حكومة نتنياهو تجر المنطقة بالكامل إلى تصعيد غير مسبوق، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني إلى التصعيد المضاد؛ لمواجهة "مشروع هذه الحكومة الصهيونية اليهودية".
عقب يوم من استشهاد 10 فلسطينيين في مخيم جنين، قُتل 8 إسرائيليين على الأقل وأصيب آخرون، مساء الجمعة، بإطلاق نار في مستوطنة النبي يعقوب شمالي مدينة القدس، وفق إعلام عبري.
كانت مقاتلاتٌ إسرائيلية قد استهدفت بعدد من الصواريخ موقعَين للمقاومة الفلسطينية في مخيم المغازي، وسط قطاع غزة، ومحيط مرصدٍ للمقاومة الفلسطينية شرقي بيت حانون.
في حين أوضح القيادي بحركة حماس، في رسالة موجهة للحكومة الإسرائيلية الحالية، أن "هذه الجرائم لن تمر دون حساب، وأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً". وقال إنه "لا توجد حدود لرد المقاومة الفلسطينية، وإن جميع فصائلها على جهوزية تامة للدفاع عن الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية". وأضاف أن قيادة المقاومة هي من يقرر الأدوات المناسبة للرد على "جرائم" جيش الاحتلال في الوقت المناسب.
كانت فصائل فلسطينية، بينها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، قد نددت بالعملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، والتي أسفرت عن 9 شهداء بينهم مسنة، صباح الخميس.
يذكر أنه ومنذ أشهر تشهد الضفة الغربية تصعيداً ملحوظاً في التوتر؛ جراء اقتحامات واعتقالات إسرائيلية تفجّر اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين من جهة، والفلسطينيين من جهة أخرى.