قال فيدانت باتل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023، إن الولايات المتحدة تدين ما وصفه بأنه "هجوم إرهابي" على معبد يهودي في القدس والذي ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه أودى بحياة ثمانية أشخاص.
كان ثمانية إسرائيليين قُتلوا وأصيب عدد آخر بجروح، في عملية إطلاق نار وقعت قرب كنيس يهودي بالقدس المحتلة، مساء الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023، بعد 48 ساعة على اقتحام للقوات الإسرائيلية لمخيم جنين أسفر عن 9 شهداء، بينهم مُسنة.
أمريكا تكشف مصير زيارة بلينكن لإسرائيل
من جانبه قال باتل للصحفيين في إفادة صحفية، إن المسؤولين الأمريكيين على اتصال مع نظرائهم الإسرائيليين، وإنه لا يتوقع أي تغيير في رحلة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل والمقررة خلال أيام.
في سياق متصل قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إن عملية إطلاق النار نفذت من داخل سيارة بالقرب من بلدة بيت حنينا في القدس. وأوردت "نجمة داود الحمراء" الإسرائيلية، أن طواقمها الطبية قدمت العلاجات وعمليات الإنعاش لعشرة مصابين، بيد أنه جرى إقرار وفاة 5 منهم في المكان، حسبما جاء في بيان لها.
كانت فصائل فلسطينية، بينها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، قد نددت بالعملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، والتي أسفرت عن 9 شهداء بينهم مسنة، صباح الخميس.
فيما توعّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، إسرائيل بـ"دفع ثمن المجزرة التي ارتكبتها في جنين"، مشدداً على أن "رد المقاومة لن يتأخر".
تحذيرات من معركة مفتوحة في غزة
في حين حذّرت حركة "الجهاد الإسلامي" من "اندلاع معركة قريبة ومفتوحة بقطاع غزة، في حال لم تتوقف العملية العسكرية الإسرائيلية بمخيم جنين".
أما الشهداء فهم: صائب عصام محمود أزريقي (24 عاماً) من مدينة جنين، وعز الدين ياسين صلاحات (26 عاماً)، وعبد الله مروان الغول، ووسيم أمجد جعص، والمسنّة ماجدة عبيد من مخيم جنين، ومعتصم أبو الحسن من اليامون، ومحمد محمود صبح، والشقيقان محمد ونور سامي غنيم من برقين.
خلال الاقتحام، منعت قوات الاحتلال إجلاء جثث الشهداء ووصول فرق الإسعاف إليها، حيث أُعيقت مركبات الإسعاف عن دخول المخيم لإنقاذ الجرحى، وسط قطع تام للتيار الكهربائي عن مخيم جنين.
في حين كشف تقرير لـ"الأناضول"، نقلاً عن سكان في جنين، أن المخيم شهد "معركة حقيقية" نفذها الجيش الإسرائيلي، استخدم خلالها الرصاص الحي والقذائف وطائرات مُسيّرة، ومركبات مصفحة؛ مما خلّف دماراً في البنية التحتية للمخيم، ودُمرت مبانٍ ومركبات.
يذكر أنه ومنذ أشهر تشهد الضفة الغربية تصعيداً ملحوظاً في التوتر؛ جراء اقتحامات واعتقالات إسرائيلية تفجّر اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين من جهة، والفلسطينيين من جهة أخرى.
دعوات للتهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين
يأتي ذلك في الوقت الذي توالت فيه الدعوات إلى التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين، بعدما شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارات على غزّة ردّاً على صواريخ أطلقت من القطاع الفلسطيني باتجاه اسرائيل انتقاماً لاستشهاد تسعة فلسطينيين في عملية عسكرية إسرائيلية بمخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة.
حيث قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي للصحفيين، إنّ الولايات المتّحدة "قلقة للغاية من تصاعد العنف في الضفة الغربية، وكذلك أيضاً من الصواريخ التي تمّ إطلاقها على ما يبدو من غزة". وأضاف: "نعتقد أنّه يتعيّن على جميع الأطراف المعنية أن تسعى بشكل عاجل لنزع فتيل الأزمة"، وفق تقرير نشرته وكالة "فرانس برس" الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023.
أما في باريس، فقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر، إن "فرنسا تعرب عن قلقها العميق إزاء مخاطر التصعيد، وضمن ذلك بقطاع غزة، في أعقاب العملية التي نفّذها الجيش الإسرائيلي أمس في مخيّم جنين بالضفة الغربية، والتي أفادت تقارير عدة، بأنّها أسفرت عن مقتل مدنيين".
فيما أعربت لوجاندر عن أسفها؛ لكون أعمال العنف بالضفّة الغربية أسفرت في شهر يناير/كانون الثاني 2023 وحده عن مقتل 30 فلسطينياً. وشدّدت المتحدثة على أن فرنسا تؤكّد تمسكها باحترام القانون الإنساني الدولي و"بواجب حماية المدنيين في الأراضي المحتلة والذي يقع على عاتق إسرائيل".
أضافت أن باريس "تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس، والامتناع عن تأجيج التصعيد". وأكدت لوجاندر تمسُّك بلادها بحلّ الدولتين الذي ينص على قيام دولة فلسطينية تعيش مع إسرائيل "جنباً إلى جنب بسلام وأمن". وشدّدت المتحدثة على أن فرنسا تعتبر أنّ هذا هو "الحل الوحيد القادر على ضمان سلام عادل ودائم للإسرائيليين والفلسطينيين".