في العالم الإسلامي توجد العديد من الليالي التي يتبارك بها المسلمون، إذ يقومون الليل ويدعون بها، فيما تقوم بعض الدول بطقوس خاصة فيها لتعظيمها، ففي تركيا على سبيل المثال تسمى هذه الليالي بالقنديل، من بينها ليلة الرغائب وليلة المولد النبوي الشريف.
ليلة القنديل وسبب التسمية
ليالي القنديل هي ليالٍ للمناسبات الدينية الإسلامية، سميت بالقنديل بسبب إشعال القناديل على مآذن المساجد خلال القرون الماضية، بدأت هذه العادة في عهد السلطان العثماني سليم الثاني خلال القرن الخامس عشر.
تعتبر هذه الليالي أعياداً دينية في تركيا، يقبل فيها الأتراك على الصلاة في المساجد، وخصوصاً صلاتي المغرب والعشاء ويكثرون فيها من الدعاء ويقدمون لبعضهم التهاني ويحضرون أنواعاً مختلفة من الحلوى خاصة بهذه الليالي.
يحرص الأتراك على إحياء هذه الليالي في المسجد، إذ يقومون بذكر الله وسيرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، فيما تتركز محاضرات تلك الليالي حول التوبة والاستغفار ومحاسبة النفس، ثم يكملون الإحياء بجلسات الصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقراءة القرآن والدعاء، بالإضافة إلى إقامة سنة صلاة التسابيح دون وجود صلاة مخصصة بهذه الليلة.
حسب موقع "milliyet" يحيي الأتراك العديد من المناسبات الدينية بما يُسمى "ليالي القنديل"، وهي ليلة قنديل أو ليلة الرغائب وهي ليلة أول جمعة في شهر رجب، وليلة قنديل المعراج، وهي ذكرى الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى ليلة قنديل البراءة، والتي تصادف ليلة المنتصف من شعبان، بالإضافة إلى قنديل المولد النبوي الشريف؛ أي عيد المولد النبوي.
ليلة الرغائب وطقوس الاحتفالات
يحيي الأتراك ليلة الرغائب أو ما يسمونها "رغائب قنديلي" وهي ليلة أول جمعة في شهر رجب، إذ يقوم الناس بالصلاة والدعاء والتقرب من الله إيماناً بأن الدعاء في هذه الليلة لا يرد، كما أن الثواب والأجر فيها يعادل أضعاف غيرها من الليالي.
يعطي الأتراك أهمية كبيرة لهذه الليلة؛ إذ اعتادوا على زيارة المساجد الكبيرة في إسطنبول وغيرها من المدن التركية، حيث تقام الصلوات وتقرأ الأدعية ويتلى القرآن. كما احتلت هذه الليلة موقعاً مهماً في ثقافة الشعب التركي، حيث تجد المواطنين والأهالي يهنون ويذكرون بعضهم بعضا بهذه الليلة وفضلها.
حسب "وكالة الأناضول" كان الأتراك يعتقدون وجود صلاة ما بين المغرب والعشاء مخصصة بهذه المناسبة الدينية، لتقوم دائرة الشؤون الدينية التركية بالتنبيه على عدم وجود أي صلاة في ذلك التوقيت في المراجع الإسلامية وأنها مجرد بدعة، فيما تؤكد الشؤون الدينية للمواطنين أن في هذه الليلة فرصة للوقوف ومحاسبة النفس والإكثار من الأعمال الصالحة.
قنديل ليلة الإسراء والمعراج
ليلة الإسراء والمعراج في الديانة الإسلامية هي ليلة 12 من شهر رجب، وهي ليلة مميزة؛ إذ أسري فيها بسيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى على ظهر دابة اسمها البراق، ثم عُرج به إلى السموات العلا ورجع إلى مكة المكرمة في نفس الليلة.
في تركيا يحتفل الأتراك بهذه الليلة كباقي الدول الإسلامية، فتحيى الليالي بجميع مساجد الجمهورية؛ ففي إسطنبول على سبيل المثال يقصد سكان المدينة منطقة السلطان أحمد لضمها أبرز المعالم الدينية في المدينة "المسجد الأزرق وآيا صوفيا" نظراً لمساحتها الكبيرة التي تستوعب عدداً كبيراً من المصلين، بالإضافة إلى المساحة الخارجية الواسعة.
فيما يقصد البعض الآخر مسجد السلطان أيوب أو جامع أبو أيوب الأنصاري، كما يطلق عليه الأتراك والذي يعد قبلة الأتراك الأولى في جميع المناسبات الدينية، إذ يتوافد عليه أهالي إسطنبول والقادمون من المدن الأخرى أيضاً. ويستمع الحاضرون إلى القرآن الكريم وقصيدة البردة والأناشيد الدينية.
كباقي الليالي الدينية في تركيا تقدم الحلوى والتهاني ويكثر الذكر فيها، ففي الثقافة التركية تعتبر هذه الأيام المباركة أياماً للتقرب إلى الله عز وجل وللتوبة والذكر.
ليلة النصف من شعبان "البراءة"
يعتقد في بعض الروايات الإسلامية أن ليلة النصف من شعبان هي يوم تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، إذ تعد لهذه الليلة أهمية خاصة في بعض الدول المسلمة ومن بينها تركيا.
حسب "وكالة الأناضول" تحيى هذه الليلة في إسطنبول في كل من مسجد السليمانية وآيا صوفيا والسلطان أحمد ومسجد أيوب سلطان، باعتبارها المساجد التاريخية والكبيرة في المدينة، فيما تقام هذه الليلة في جامع تشامليجا الواقع في الضفة الآسيوية من المدينة.
لا توجد اختلافات في طريقة إحياء هذه الليلة عن باقي ليالي القنديل بتركيا، فهي ليال دينية ترتكز على الذكر وقيام الليل والصلاة على أشرف الخلق سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام.
عيد المولد النبوي أو قنديل المولد
كباقي الدول العربية والإسلامية تحتفل تركيا يوم 12 من ربيع الأول بذكرى المولد النبوي الشريف، إذ يستقبل الأتراك هذه الليلة، في المساجد بقراءة القرآن الكريم وتبادل التهاني والتبريكات بين الأصدقاء والأحباء، بقراءة أو سماع سيرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وبالدّعاء والتضرع إلى الله.
تزدحم الساحات العامة، التي تقام فيها فعاليات احتفالية تتخللها الأهازيج والمدائح النبوية، والعديد من كلمات الثناء على الرسول الكريم.
كما تشهد المساجد في عموم تركيا برامج احتفالية في المساجد تبدأ بعد صلاة العشاء، ويشتهر الأتراك في هذه المناسبة المباركة بتوزيع "الكعك الصغير" والذي يميز احتفالهم بذكرى المولد النبوي الشريف عن غيره من الأيام العادية، إضافة إلى توزيع الحلويات والمشروبات على الناس.