يستعد براين جونسون، قطب التكنولوجيا الأمريكي البالغ من العمر 45 عاماً، لخوض تجربة غير مسبوقة ضد الشيخوخة، إذ يرى جونسون، أنه يستطيع استعادة حالة جسده في سن المراهقة مقابل مليوني دولار سنوياً، حسب ما نشرته صحيفة The Telegraph البريطانية.
وتصدر جونسون، جبهة القتال في "حرب جديدة على الشيخوخة"، يحاول فيها بعض المشاهير وأصحاب المليارات إعادة الزمن إلى الوراء، إلا أنه ارتقى بهذه الحرب إلى مستوى آخر، إذ حشد لها جيشاً من 30 طبيباً وخبيراً لمشاركته فيما يسميه "مخطَّط العملية".
والغاية النهائية من هذه الحرب هي الانقلاب على المسار الطبيعي لبيولوجيا جسم الإنسان ليرجع إلى الوراء، فتعود كل أعضاء الجسم البالغ عددها 78 عضواً -تشمل الدماغ والقلب والرئتين والكليتين- إلى ما يُفترض أن تكون عليه عند شاب يبلغ من العمر 18 عاماً.
تناول جونسون بالتفصيل نظامه الصارم، والعجيب لدى بعض الناس، في لقاء مع مجلة Bloomberg Businessweek فيما قال جونسون إنه يرتدي نظارات واقية لحجب الضوء الأزرق قبل ساعتين من النوم كل ليلة، ويستيقظ في الخامسة صباحاً، ويُجري 25 نوعاً من التدريبات الرياضية على مدى ساعتين، ثم يتعاطى عشرات من المكملات الغذائية، منها الكرياتين، ويغسل أسنانه بزيت شجرة الشاي.
كما يحرص جونسون على اتباع نظام غذائي نباتي صارم، فلا يتجاوز طعامه 1977 سعرة حرارية في اليوم، ويشمل ذلك حليب اللوز والجوز وبذور الكتان والتوت وكميات من الخضار المخلوط.
يحاول جونسون استعادة شباب جلده باستعمال 7 أنواع من الكريم، ومعها التقشير الكيميائي والعلاج بالليزر، وحقن "تكثيف الدهون" في وجهه.
ويزعم فريقه الطبي أن البرنامج الذي يتبعه قد أبدى فاعليته، فهو يتمتع باللياقة البدنية ورئة لشاب يبلغ من العمر 18 عاماً، وبشرة رجل يبلغ من العمر 28 عاماً، أما الأسنان فلشابٍ يبلغ من العمر 17 عاماً، ومع أن قلبه قد تقدم في العمر قليلاً، إلا أنه في حالة جيدة تضاهي قلب رجل يبلغ من العمر 37 عاماً.
ويسجل جونسون رحلة سعيه نحو الشباب الأبدي على موقعه الإلكتروني، وقد ادعى أن وتيرة تقدم جسده في السن قد تباطأت بنسبة 24%، وأن "انعكاس العمر بمعدل 5.1 سنة في علم ما فوق الجينات epigenetic" هو رقم قياسي عالمي.
فيما أعلن جونسون كذلك عن سباق أولمبياد لاستعادة الشباب (Rejuvenation Olympics)، اشترك فيه 1750 شاباً. وتستخدم الفحوصات الطبية لقياس النسبة المئوية لإنقاص المشاركين من عمرهم الزمني. وبالطبع فإن جونسون في المركز الأول حالياً.
أوضح جونسون على موقعه عبر الإنترنت أنه بدأ هذه الرحلة بعد أن باع شركته لأنظمة الدفع الإلكتروني مقابل 800 مليون دولار، ثم شعر فجأة أنه "عاجز عن منع نفسه من الإفراط في الأكل لتخفيف آلام الحياة".
أما الآن، فيزعم براين أنه "يشعر بالسعادة والحيوية والرضا أكثر من أي وقت آخر في حياته. وهو ألطف تعاملاً مع من حوله، وأقل عصبية، ويتمتع بذهن صافٍ".
يأتي مسعى جونسون في وقت يتزايد فيه بسرعة عدد الأشخاص الذين تجاوز عمرهم المئة عام، ويوجد حالياً 593 ألف شخص يزيد عمرهم على المئة في العالم، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 3.7 مليون بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
ويأمل بعض العلماء في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد "الجينات المتحكمة في طول العمر" وابتكار عقاقير تساعد جميع الناس في العيش مدة أطول، ومع ذلك، يقول بعض الباحثين إن 25% فقط من الناس من يتحدَّد طول عمرهم على أساس الجينات، ما يعني أن أغلب الناس يمكنهم العيش مدة أطول عن طريق تحسين نظامهم الغذائي وأسلوب معيشتهم.