كشف موقع استخباراتي فرنسي عن تفاصيل جديدة بخصوص رفض ترخيص السلطات الجزائرية لطائرة مغربية بدخول أجوائها، لنقل المنتخب المغربي للاعبين المحليين، للمشاركة في البطولة التي تحتضنها الجزائر، كما تحدث عن قلق داخل الاتحاد الإفريقي من تأثير توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب على البطولات التي تحتضنها البلدان.
حيث قال موقع Africa Intelligence الفرنسي، في تقرير له، الخميس 26 يناير/كانون الثاني 2023، إن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يأمل في تفادي تكرار الحادث بين الجزائر والمغرب، عندما تستضيف الجزائر كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 عاماً، والتي ستقام في الفترة من 8 إلى 30 أبريل/نيسان.
تجنب الضغط على الجزائر
إذ تستضيف الجزائر البطولة في مدن الجزائر والبليدة ووهران، فيما سيكون المنتخب المغربي أحد المنتخبات الاثني عشر المؤهلة للمشاركة في البطولة، ويعمل رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، ولجنته التنفيذية، على ضمان ألا يؤدي التنافس المرير بين الجارتين إلى إعاقة سير البطولة بسلاسة.
حسب الموقع الاستخباراتي الفرنسي، كان الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بقيادة جاهد زفيزيف، المقرب من الحكومة، واثقاً من استثناء المنتخب المغربي من قرار حظر الطيران المغربي فوق الأجواء الجزائرية.
كما أضاف الموقع أن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بعث رسائل مطمئنة إلى نظيره المغربي، بأن فريقه يمكن أن يطير مباشرة لمسافة 1200 كيلومتر بين الرباط ومدينة قسنطينة الجزائرية، ولن يضطر للسفر إلى دولة أخرى أولاً قبل دخول المجال الجوي الجزائري.
لكن تبون رفض التزحزح، على حد تعبير الموقع الفرنسي، الذي أضاف أن الاتحاد الجزائري لم يضغط أكثر على الرئيس.
الجزائر والمغرب لاستضافة كأس إفريقيا
وفق الموقع الفرنسي، فإن رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، موتسيبي، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، جياني إنفانتينو، لم يضغطا على الجزائر للتراجع، ولم يثيرا القضية مع الرئيس تبون خلال زيارتهما للجزائر.
لكن داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، كان عناد الجزائر سيئاً، يقول الموقع، الذي أشار إلى أن المغرب طرف رئيسي في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بفضل رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، القوي، فوزي لقجع، وشراكاته مع 44 اتحاداً جنوب الصحراء الكبرى.
يقول الموقع الاستخباراتي الفرنسي: "يعتقد بعض أعضاء الاتحاد الإفريقي أنه كان ينبغي على تبون إظهار المزيد من المرونة، بالنظر إلى أن بلده مرشح، إلى جانب المغرب، لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025".
على عكس الاتحاد المغربي المستقر، كان الاتحاد الجزائري لكرة القدم أكثر تقلباً في السنوات الأخيرة، وتداول عليه أربعة رؤساء (محمد روراوة، وخير الدين زيتشي، وشرف الدين عمارة، وجاهد زفيزيف)، في أقل من عقد من الزمان. ويتمتع الاتحاد الجزائري بنفوذ أقل بكثير داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من منافسه.
بالتالي عزّز الخلاف بين الجزائر والمغرب بشأن بطولة أمم إفريقيا للمحليين موقف المغرب كمرشح مفضل لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025.
بينما أرجأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي كان من المقرر أن يعلن اسم البلد المضيف، في 10 فبراير/شباط، الإعلان لعدة أسابيع. وكان من المقرر في البداية أن يتخذ الاتحاد قراره خلال بطولة كأس العالم للأندية، التي ستقام في المغرب في الفترة من 1 إلى 11 فبراير/شباط.
هل يتساهل الاتحاد الإفريقي مع المغرب؟
كان رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، موتسيبي، الذي زار المغرب في 13 يناير/كانون الثاني، لحضور قرعة كأس العالم للأندية 2023، حريصاً على عدم الإدلاء بأي تعليق بشأن فوزي لقجع، الذي تربطه به علاقات جيدة.
بينما دعا الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى فرض عقوبات على نظيره المغربي، لكن يبدو أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم سيكون متساهلاً، فقد يكتفي بتغريم الاتحاد المغربي، مع حرمانه من المشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين في نسختها المقبلة.
كما يؤيد رئيس الفيفا إنفانتينو، المقرب أيضاً من لقجع، والذي يزور المغرب بشكل متكرر، الرأفة. ويعرف إنفانتينو، الذي من المقرر أن يرشح نفسه دون معارضة لإعادة انتخابه رئيساً للفيفا، في مؤتمر المنظمة في رواندا، في مارس/آذار، أنه يمكنه الاعتماد على دعم صديقه المغربي.