ضروس العقل هي المجموعة الثالثة من الأضراس الموجودة في مؤخرة الفم، وتظهر هذه الأسنان وتنمو عادةً في أواخر سنوات المراهقة أو بداية مراحل البلوغ.
ولكن إذا انحشر ضرس العقل تحت اللثة أو لم يكن لديه مساحة كافية لاختراق اللثة والخروج في صف الأسنان والضروس بشكله الطبيعي، فإنه يعتبر "ضرس العقل المدفون".
وبشكل عام، يكمن خطر ضروس العقل المدفونة في كونها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الالتهابية وتسوس الأسنان ومشاكل اللثة الأخرى.
أعراض ضرس العقل المدفون
لن يلاحظ الكثير من الأشخاص الذين يعانون من ضرس العقل المطمور أو المدفون أي مشاكل على الإطلاق، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض واضحة ومشكلات قد تحرمهم من الحياة بصورة طبيعية.
إذ قد يخترق ضرس العقل المدفون اللثة، ويمكن رؤية جزء من اللثة يغطيه، وهذا ما يسمى ضرس العقل المطمور جزئياً، بحسب موقع Healthline للمعلومات الطبية.
قد يتسبب ضرس العقل المطمور جزئياً في احتباس الطعام، ويمكن أن يجعل تنظيف الأسنان أكثر صعوبة. بالنسبة لبعض الأشخاص، تكون الأسنان المحطمة أو الظاهرة جزئياً مؤلمة جداً، وقد تمنعهم من الأكل بشكل طبيعي أو حتى النوم.
وإذا أصيب السن بالعدوى أو أي مشاكل أخرى، فقد تظهر أعراض مثل:
- الألم أو التورم حول الفك.
- احمرار اللثة أو تورمها أو نزيفها المفاجئ.
- رائحة الفم الكريهة.
- المذاق الغريب في الفم.
- مشاكل في فتح الفم أو غلقه بشكل طبيعي.
وفي بعض الحالات الأخرى، قد لا يخترق السن المصاب اللثة أبداً، فيصير حالة أخرى مشابهة تسمى "ضرس العقل المدفون بالكامل".
أما عن أسباب حدوث ضرس العقل المدفون جزئياً أو كلياً، فيكون لأن الفك صغير ولا يحتوي على مساحة كافية للأسنان. وفي بعض الأحيان، يحدث بسبب نمو السن بزاوية خاطئة، ما قد يؤدي إلى انحشارها.
عوامل الخطر من ضروس العقل المدفونة
تزداد احتمالية إصابة الشخص بضرس العقل المدفون أو المحشور إذا كان عمره يتراوح بين 17 و25 عاماً، أو عند المعاناة من مقاس فك صغير.
وبشكل عام، لا توجد طريقة لمنع الأسنان المتضررة، ولكن قد تساعد العناية الجيدة بالأسنان على تجنب المشاكل المحتملة المترتبة على الحالة.
وللتشخيص، يمكن لطبيب الأسنان المتخصص معرفة ما إذا كانت ضروس العقل مدفونة جزئياً أو كلياً بفحص الأسنان وأخذ أشعة سينية بسيطة للفم.
إذ يمكن أن تظهر الأشعة السينية إذا كانت الأسنان مصابة أو مكسورة، وما إذا كانت الأسنان الجانبية الأخرى أو عظام الفك الأخرى تالفة، الأمر الذي قد يتطلب إجراء جراحة لعلاج المشكلة قبل تفاقمها.
كيف يتم علاج ضرس العقل المطمور؟
إذا تسببت ضروس العقل المحشورة في ظهور أعراض أو مشاكل في الأسنان، فقد يقترح طبيب الأسنان إزالتها. وعادة ما تكون جراحة إزالة ضرس العقل إجراءً بسيطاً يمكن فيه العودة إلى المنزل في اليوم نفسه.
حيث يُجري طبيب الأسنان أو جراح الفم العملية التي تُعرف باسم قلع ضرس العقل. وكجزء من الإجراء، قد يستخدم أدوية التخدير الموضعي والعام.
وأثناء العملية، يقوم الجراح بعمل قطع في اللثة، ثم يقوم بإزالة العظام التي بها مشاكل قبل إزالة السن. وبعده سيغلق الشق بغرز فموية متخصصة، ويضمّد المساحة المصابة بالشاش الفموي الخاص.
وبحسب موقع Mayo Clinic للصحة والطب، عادةً ما تستغرق الجراحة بأكملها ما بين 30 إلى 60 دقيقة لتكتمل. أما إذا كانت الأسنان محطمة بالكامل ودُفنت في عمق اللثة أو عظم الفك، فقد يكون من الصعب على الجراح إزالتها بسهولة، وقد تستغرق أكثر من جراحة واحدة.
التعافي من خلع ضرس العقل المدفون
يمكن لمعظم الناس العودة إلى أنشطتهم الطبيعية بعد أيام قليلة من الجراحة. ولكن يستغرق شفاء الفم تماماً ما قد يصل إلى 6 أسابيع.
خلال فترة التعافي قد لا يتمكن المصاب من فتح فمه بشكل طبيعي لمدة أسبوع تقريباً، لذلك سيكون هناك حاجة إلى تناول الأطعمة اللينة.
أما بعد الجراحة، قد يشعر المريض ببعض الألم والنزيف والتورم حتى يعود الأمر إلى طبيعته تدريجياً بعد بضعة أسابيع إضافية. لذا سيكتب الطبيب تعليمات محددة للتعامل مع الآثار الجانبية للجراحة، مثل تناول مسكنات الألم واستخدام الكمادات الباردة.
هل يجب إزالة ضرس العقل المدفون في كل الأحوال؟
إذا كان ضرس العقل المدفون لا يسبب مشاكل حياتية تُذكر، فقد يقترح طبيب الأسنان تركه دون تدخل. إذ يظل هناك اختلاف طبي فيما إذا كان هناك داعٍ لإزالة الضرس المطمور مادام لا يسبب المشاكل والمضاعفات.
وبحسب موقع Cleveland Clinic للطب، من الضروري وضع بعض الآثار الجانبية للضرس المدفون في الاعتبار، لكي يتم الانتباه لها فور المعاناة منها قبل تفاقم المشكلة وتلقي العلاج المناسب.
وإذا لم يتم خلع ضرس العقل المطمور، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل معينة، مثل:
- العدوى.
- التجاويف والخرّاج.
- التسوس.
- ازدحام الأسنان المجاورة.
- صعوبة في تنظيف الأسنان بالخيط.
- تلف الأسنان الأخرى.
- المعاناة من بعض أمراض اللثة والالتهابات.
- مشاكل أعصاب الوجه.
بسبب هذه المضاعفات المحتملة، قد يقترح بعض أطباء الأسنان إجراء جراحة لضرس العقل المدفون وإزالته، حتى لو لم يكن يسبب أعراضاً.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.