اعتلال عضلة القلب هو حالة صحية خطيرة ونادر تصيب الأطفال في الشهور والسنوات الأولى من حياتهم، أو بعد تجاوز العاشرة؛ لهذا السبب، فإن تشخيص اعتلال عضلة القلب يمكن أن يثير قلق الوالدين، وربما الطفل أيضاً.
لحسن الحظ، يتزايد البحث الطبي والمفاهيم حول كيفية عمل القلب في ظل الظروف الطبيعية وغير الطبيعية كل عام، ما يُسهم في تحسين طرق السيطرة على الأعراض والتعايش معها بشكل صحي.
اعتلال عضلة القلب ومدى شيوعه بين الأطفال
يشير اعتلال عضلة القلب إلى حالة قلب مرضية يكون مصاباً فيها بتشوهات في ألياف العضلات، ما يجعلها تتقلص مع كل نبضة قلب.
وتختلف الحالة لتصبح إما "أساسية" أو "ثانوية"، وهذا يعني:
1- في الحالات الأولية: يحدث اعتلال عضلة القلب لأن خلايا العضلات نفسها تكون غير طبيعية، وذلك عادةً بسبب طفرة جينية.
2- وتشمل الحالات الثانوية لاعتلال عضلة القلب خلايا عضلة القلب السليمة التي تتأثر سلباً بالحالات الأخرى. تشمل حالات التعجيل انخفاض تدفق الدم إلى القلب وانخفاض الأوكسجين في الدم وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع العدوى.
ومع أنه لا يوجد إحصاء عالمي دقيق لأعداد الأطفال المصابين باعتلال عضلة القلب، لكن وفقاً للسجل الأمريكي لاعتلال عضلة القلب لدى الأطفال، يتم تشخيص إصابة طفل واحد من بين كل 100٫000 طفل في الولايات المتحدة دون سن 18 عاماً بالحالة.
وعادة ما يتم تشخيص غالبية الأطفال وهم أقل من 12 شهراً، يليهم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، بحسب مجلة Heart الطبية لصحة القلب.
أنواع اعتلال عضلة القلب
الأنواع الرئيسية لاعتلال عضلة القلب هي:
- تمدد عضلة القلب: وفي تلك الحالة تصبح عضلة القلب أرق. هذا هو النوع الأكثر شيوعاً عند الأطفال؛ حيث تصبح الحجرة القلبية كبيرة جدًا وتضغط بشكل سيئ، مما يعني أن القلب لا يستطيع ضخ الدم بالطريقة التي ينبغي أن يضخها.
إذا احتقن الدم في القلب نتيجة لذلك، فإن هذا يسمى قصور القلب الاحتقاني (CHF)، ما يؤدي إلى وجود سائل في الرئتين (الوذمة الرئوية) وأحياناً تضخم الكبد وتورم الساقين (الوذمة المحيطية).
- اعتلال عضلة القلب الضخامي: وفيه تكون عضلة القلب سميكة للغاية. لذلك قد لا يتمكن الدم من الخروج من القلب وقد لا يتم ضخه وتوصيله إلى الجسم بشكل طبيعي، ما يهدد بالانسداد.
قد يكون القلب أيضاً أكثر عرضة للخفقان بسرعة كبيرة، وكما هو الحال مع الأنواع الأخرى من اعتلال عضلة القلب، يمكن أن يصبح القلب ضعيفاً أو متصلباً.
- اعتلال عضلة القلب المقيد: وفيه تصبح عضلة القلب متيبسة. وهي حالة نادراً ما تصيب الأطفال.
وبشكل عام، تحدث جميع تلك الأنواع؛ لأن عضلة القلب تتغير. ويمكن أن يؤدي اعتلال عضلة القلب أيضاً إلى عدم انتظام ضربات القلب الذي يهدد الحياة، ومشاكل في صمام القلب، والجلطات الدموية، بحسب موقع Children Hospital للطب وصحة الأطفال.
ما هي علامات وأعراض اعتلال عضلة القلب؟
قد لا تظهر أي أعراض على الأشخاص المصابين باعتلال عضلة القلب، خاصة الأطفال. بينما يلاحظ الآخرون العلامات والأعراض فقط عندما تسوء الحالة.
وغالباً ما تزداد أعراض اعتلال عضلة القلب سوءاً بمرور الوقت. ومن أبرز علاماتها:
- الشعور بالتعب الشديد بعد بذل النشاط الطبيعي.
- عدم القدرة على الاستلقاء (orthopnea).
- سرعة دقات القلب.
- ضيق في التنفس، أو التنفس السريع، أو صعوبة التنفس طبيعياً.
- ألم صدر مستمر أو متكرر.
- تورم في الساقين والكاحلين والقدمين.
- انتفاخ البطن.
- ويعاني الرضيع المصاب صعوبة في الرضاعة والنمو.
- كما يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى خفقان القلب، والدوخة والدوار والإغماء.
ما هي أسباب اعتلال عضلة القلب؟
1- اعتلال عضلة القلب الضخامي: يعاني معظم الأطفال المصابين باعتلال عضلة القلب الضخامي من طفرة جينية تُغيّر بنية بروتين الخلية العضلية.
2- تمدد عضلة القلب: قد تسبب الطفرات الجينية اعتلال عضلة القلب التوسعي. ولكن يمكن أن يحدث أيضاً بسبب:
- الإصابة بعدوى في عضلة القلب (التهاب عضلة القلب).
- نقص التغذية (عند الأطفال).
- بسبب تعاطي الطفل المخدرات والكحول بشكل قسري أو بالخطأ.
- المعاناة من اضطرابات التمثيل الغذائي.
- التعرض للسموم.
- بسبب بعض أدوية العلاج الكيميائي.
3- اعتلال عضلة القلب المقيد: يمكن أن تسبب الطفرات الجينية هذا النوع للأطفال، مثل تندب عضلة القلب، وأورام عضلة القلب، وغيرها من المشاكل.
وبحسب موقع Kids Health للطب وصحة الأطفال، يمكن أن يُصاب الأشخاص في أي عمر باعتلال عضلة القلب، خاصة إذا كان الأمر وراثياً في تاريخ العائلة الطبي من جانب الأم والأب.
كيف يتم تشخيص وعلاج اعتلال عضلة القلب عند الأطفال؟
يؤكد طبيب قلب الأطفال التشخيص من خلال مخطط صدى القلب (echo) وتخطيط القلب الكهربائي (EKG، أو ECG). في بعض الحالات، يلزم إجراء فحوصات طبية أخرى. كما قد يوصى بإجراء الاختبارات الجينية للتحقق من سبب المرض.
ويُعد التشخيص المبكر للمرض وعلاجه ضروريين للوقاية من المضاعفات والتقدم نحو قصور القلب.
وبشكل عام، لا يوجد علاج لاعتلال عضلة القلب عند الأطفال أو البالغين، لكن هذا المرض قابل للسيطرة من خلال بعض الإجراءات.
إذ يمكن السيطرة على الأعراض والمضاعفات بشكل جيد عن طريق الأدوية والجراحة والأجهزة القابلة للزرع؛ حيث يحدد نوع اعتلال عضلة القلب وشدته خطة العلاج.
وبحسب موقع Healthy Children للطب وصحة الأطفال، عادة ما يكون الدواء هو الخيار العلاجي الأول لتحسين أداء القلب. أو قد تكون هناك حاجة لزرع جهاز مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان (ICD) لتنظيم ضربات القلب لدى الأطفال الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب.
وفي حالات خاصة، قد يكون زرع القلب ضرورياً إذا كانت الإدارة الطبية غير فعالة في السيطرة على الأعراض والوقاية من قصور القلب.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.