قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، الأحد 22 يناير/كانون الثاني 2023، إن حكومة بلادها تستغرب غياب بعض الدول عن حضور اجتماع وزراء الخارجية العرب، في طرابلس.
وفي وقت سابق الأحد، انطلقت أعمال الاجتماع التشاوري الدوري لوزراء الخارجية العرب، بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وقالت المنقوش في مؤتمر صحفي: "أتحفظ على موقف بعض الدول التي تغيبت عن الحضور، استغربنا عدم تعاون بعض الدول"، دون تسمية أي دولة.
وحول غياب جامعة الدول العربية عن الاجتماع، قالت المنقوش: "استغربنا ابتداع أمانة الجامعة العربية شرطاً غير موجود في الميثاق واللوائح وغير مسبوق".
وأفادت أن الجامعة العربية "اشترطت (لحضور الاجتماع) أن تؤكد 14 دولة حضورها كتابياً؛ مما وضع الكثير من الدول في إحراج الاصطفاف".
وأضافت: "الجامعة أقحمت نفسها في الانحياز الواضح لإحدى الدول (لم تسمها) وهو ما تمنينا تجنبه حرصاً على وحدة الصف العربي".
وتابعت: "لا شك أن الظروف الإقليمية والعربية ألقت هي الأخرى بظلالها على انسيابية عقد الاجتماع، لكننا اليوم في طرابلس قد عقدنا الاجتماع التشاوري بنجاح".
ولم يصدر تعليق من الجامعة العربية حول اتهام وزيرة الخارجية الليبية.
وفق مراسل الأناضول، شارك بالاجتماع، وزيرا خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، وتونس عثمان الجرندي، فضلاً عن وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان المريخي.
كما حضر الاجتماع، ممثلون عن دول جزر القمر وفلسطين والصومال والسودان وسلطنة عمان وموريتانيا.
مصر لم تشارك في الاجتماع
كان مصدر دبلوماسي أكد، السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023، أن القاهرة لن تحضر الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، الذي دعت له حكومة الوحدة في ليبيا برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
حيث قال مصدر دبلوماسي إن مصر ودولاً عربية أخرى، لم يسمّها، رفضت الدعوة أيضاً.
ولا تعترف القاهرة بشرعية حكومة الوحدة الوطنية، وسبق أن غادر وزير الخارجية المصري سامح شكري، اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب في القاهرة في سبتمبر/أيلول 2022 احتجاجاً على ترؤس وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، نجلاء المنقوش، للاجتماع.
البحث عن الشرعية
وتشهد ليبيا حالة انقسام واسعة في المواقف، في ظل وجود حكومتين، الأولى برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية حكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان الليبي.
ويعدّ الاجتماع الوزاري العربي اجتماعاً تمهيدياً للاجتماع الوزاري العربي العادي المقرر في القاهرة فبراير/شباط المقبل.
من جانبها، عبرت وزارة الخارجية بحكومة فتحي باشاغا عن استغرابها من استضافة حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية لاجتماع وزراء الخارجية العرب في طرابلس.
واعتبرت وزارة خارجية حكومة باشاغا، في بيان، الجمعة، أن "الاجتماع يأتي مخالفاً لصدور مقرر داخلي في الدورة 158 للجامعة ينص على تكليف الأمانة العامة بإعداد دراسة قانونية حول صلاحية ترؤس الجلسة المشار إليها".
وأوضحت الوزارة أنه تم تكليف مجلس الجامعة على مستوى المندوبين باتخاذ القرار المناسب، داعية جامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب لـ"انتظار الرأي القانوني في شكله النهائي والأخذ بالاعتبار شرعية الحكومة الليبية"، في إشارة إلى حكومة باشاغا المكلفة من مجلس النواب.