تأجَّل عرض الفيلم الجديد للنجم العالمي الهندي شاروخان، بعد أن هدّدت جماعات قومية متشددة مرتبطة بحزب بهاراتيا الحاكم بمنع عرضه، بزعم أن يسيء إلى الهندوس، بحسب ما ذكرت صحيفة The Times البريطانية، الأحد، 22 يناير/كانون الثاني 2023.
وطالب المجلس المركزي المسؤول عن التصديق على الأفلام في الهند بإجراء تغييرات، فيما اعترض تحديداً على أغنية تظهر فيها ديبيكا بادوكون، بطلة الفيلم، وهي ترتدي لباس البحر "بيكيني" بلون الزعفران، ويعتبر الهندوس لون الزعفران، لون العلم الرسمي لحزب بهاراتيا جاناتا، لوناً مقدساً.
فيما أثارت الاحتجاجات مزيداً من الاهتمام بالفيلم والرغبة في مشاهدته. إذ قالت شبرا غوبتا، الناقدة السينمائية التي حاولت عبثاً حجز تذاكر لعائلتها: "انتهى الأمر بتسونامي من الراغبين في مشاهدة الفيلم. فالإقبال على مشاهدة الفيلم في يوم الافتتاح غير مسبوق، وجميع السينمات حجوزاتها مكتملة".
ويصور فيلم Pathaan ضابطاً هندياً مسلماً، يؤدي دوره خان، يحبط هجوماً إرهابياً إسلامياً على الهند، كان مخططاً له في بلد شرق أوسطي.
وحصدت أغنية الفيلم أكثر من 230 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.
تحول في صناعة السينما بالهند
حتى الثمانينيات، كانت الأفلام الاجتماعية المبنية على الثقافة الإسلامية شائعة. وشارك فيها العديد من صناع السينما الهندوس، مثل: بالديف راج شوبرا وهارنام سينغ رويل وراجيندر سينغ بيدي وميسور شرينيفاس ساتيو.
وبعض أشهر الممثلين والمخرجين وكتاب السيناريو والمغنين ومخرجي الأغاني في بوليوود من المسلمين. وشارك كثيرون في أفلام مبنية على الأساطير الهندوسية وكان الممثلون الهندوس يصورون شخصيات مسلمة.
وبدأ تراجع بوليوود "بشكلها القديم" بالتزامن مع صعود التعصب الثقافي الهندوسي، والتهميش الذي أعقبه للمسلمين في السياسة في التسعينيات، وبلغ ذروته في عهد النظام الحالي، الذي وصل إلى السلطة عام 2014.
بالتوازي مع ذلك، نشأت حملة تدعو لمقاطعة هوليوود #BoycottBollywood. ويسعى القائمون عليها إلى "تنظيف" بوليوود، التي يعتبرونها وكراً للجنس والمخدرات وكراهية الهندوسية.
ومن بين المستهدَفين في هذه الحملة "الثلاثي خان"، وهم ثلاثة ممثلين مسلمين هيمنوا على أفلام بوليوود، لما يقرب من ربع قرن: شاروخان، وعامر خان، وسلمان خان.
بحسب الصحيفة فنادراً ما يتحدث أي من الرجال الثلاثة عن دينهم، ويتحاشى شاروخان التعليق على العلاقات بين الهندوس والمسلمين معظم الوقت، لكنه قال في مقابلة أجريت معه عام 2015: "التعصب الديني والابتعاد عن العلمانية في هذا البلد أسوأ نوع من الجرائم التي قد يرتكبها أي مواطن". وقد استُغل هذا التعليق لمضايقته والتشكيك في وطنيته بعدها.
وعام 2021، ألقي القبض على ابنه آريان، الذي كان يبلغ من العمر 23 عاماً حينذاك، في قضية تهريب مزعومة رفضتها المحكمة في النهاية. وأشار مشاهير هنود إلى أن هذه القضية كان لها دوافع سياسية.