كشفت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 19 يناير/كانون الثاني 2023، أن كوريا الشمالية أنشأت شبكة من وحدات الخيّالة العسكرية بجميع أنحاء البلاد؛ في محاولة واضحة لإعادة تأسيس الفن القديم للقتال على ظهور الخيل.
حيث يُظهِر تحليل صور مُلتقَطة بالأقمار الصناعية، أنَّ القوات المسلحة في كوريا الشمالية شيّدت ما لا يقل عن 12 مضماراً جديداً وإسطبلاً بقواعد عسكرية في النصف الثاني من عام 2022، وربما كان لها يد في بناء خمسة أخرى.
استيراد سلالات أصلية من روسيا
في حين تشير التقارير التجارية الرسمية إلى أنَّ البلاد أنفقت ما لا يقل عن 600 ألف دولار على سلالات أصيلة مستوردة من روسيا في السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لتحقيق أجراه موقع NK News الإلكتروني. ومن غير المحتمل أنَّ مثل هذه المشتريات تمت دون المعرفة الشخصية للزعيم الأعلى كيم جونغ أون.
من المفارقات أنَّ دولة طورت أسلحتها النووية وصواريخها الباليستية الخاصة تستثمر في واحدة من أقدم التقنيات العسكرية. لكن من المستبعد أن تكون وحدات الخيول الجديدة وحدات قتالية.
إذ تسهم الخيول بدور مهم في قداسة الشخصية التي بناها "الجنرال الشاب" لنفسه. فقد أظهرت التقارير عن حياته المبكرة، في وسائل الإعلام الحكومية، أنه كان يركب الخيل مع والده كيم جونغ إيل أثناء طفولته. وفي عام 2018، انتشرت صور درامية له وهو يركب عبر الثلوج على جبل بايكتو المقدس في البلاد.
في حين يحتوي متحف ميريم للفروسية، وهو أهم مركز للفروسية في البلاد، على عروض تسجل 386 مرة ذهب فيها لركوب الخيل.
كما يعرض النادي أيضاً اقتباساً من كيم يقول: "ربما لم تعد الخيول تُستخدَم في الحرب، لكن الحصان الحربي مهم من منظور أنه يُظهِر عظمة الجيش. يجب على القادة ركوب الخيل؛ فالشخص الذي يركب الخيول سيكتسب سلوكاً أقوى وقدرة أعلى على القيادة، كما أنه مرتبط بالقوة البدنية".
تربية الخيول مصدر للدخل
من جانبه، قال جاكوب بوغل، الخبير في البلاد، إنَّ تربية الخيول قد تكون أيضاً مصدر دخل للنظام. وأوضح: "يبدو أنَّ كوريا الشمالية كانت تضع الأسس لرفع أعداد قطيعها من الخيول، التي ستشهد مزيداً من التوسع في السنوات القادمة. ولا يمكن استبعاد التربية من أجل التصدير".
من ناحية أخرى، لم يحضر كيم اجتماع هذا الأسبوع في مجلس الشعب الأعلى (البرلمان) بالعاصمة بيونغ يانغ، لكن مداولات الهيئة التشريعية أكدت استمرار قبضته المُحكَمة على البلاد. فقد أقر المجلس قانوناً جديداً بشأن "حماية لهجة بيونغ يانغ المثقفة"، وهو أحدث جهد من النظام لقمع تأثير كوريا الجنوبية في اللغة.
ففي السنوات السبعين التي مرّت على انقسام الكوريتين، اختلفت اللغة التي يتحدث بها الشعبان بطرق مميزة. ويستخدم الكوريون الجنوبيون العديد من الكلمات الأجنبية والعامية غير المعروفة في الشمال، لكنها تشق طريقها إلى كوريا الشمالية عبر البرامج التلفزيونية الكورية الجنوبية المُهرَّبة على بطاقات الذاكرة الرقمية.