4 دول تتنافس على بناء الكمبيوتر “الوحش”.. كيف أصبحت الحواسيب العملاقة سباق التسلح الجديد بالشرق الأوسط؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/18 الساعة 14:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/18 الساعة 14:17 بتوقيت غرينتش
ما هو الحاسوب العملاق أو الفائق وكيف تتنافس دول بالشرق الأوسط على امتلاكه؟/ shutterstock

عندما تسمع بسباق تسلح في الشرق الأوسط، ربما تفكر في الصواريخ والدبابات والطائرات؛ لكن سباق تسلح من نوع آخر بدأ بالفعل، وهو معركة الحصول على أجهزة الكمبيوتر العملاقة أو الفائقة.. فما تفاصيل هذا السباق؟

ما هو الحاسوب العملاق، وما قصة السباق عليه في الشرق الأوسط؟

قبل بضعة أشهر، أعلنت السعودية أنها بدأت في بناء أقوى حاسوب فائق في الشرق الأوسط. وسرعان ما أعلنت الإمارات أنها تعمل على أجهزتها الخاصة في هذا القطاع. وقبل عام، كشفت إيران النقاب عن حاسوب قوي للغاية جُمِّعَ بالكامل من أجزاء مهربة. 

هذه التحركات لها تداعيات كبيرة على ميزان القوى في المنطقة، مما يجبر المسؤولين الإسرائيليين على الانتباه على المتنافسين الجدد في هذا السباق، كما تقول صحيفة Haaretz الإسرائيلية.

أولاً، ما هو الحاسوب العملاق أو الفائق بالضبط، وما الذي يجعله مهماً جداً للبلدان في جميع أنحاء العالم؟ الحاسوب الفائق بالأساس هو ما يبدو عليه: يمكنه معالجة كمية هائلة من البيانات على الفور وتنفيذ مهام معقدة. 

تستخدم العديد من القوى العالمية هذه الآلات في أي شيء من التنبؤ بالطقس إلى محاكاة التجارب النووية، ويوجد تصنيف خاص لمقارنة أجهزة الحواسيب الفائقة في جميع أنحاء العالم. 

والآن تُستخدَم هذه الحواسيب في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وهذا سبب آخر يجعل البلدان حريصة على الحصول عليها. 

الحاسوب العملاق.. تنافس كبير بين الإمارات والسعودية وإيران وإسرائيل

في سبتمبر/أيلول، كشفت المملكة العربية السعودية عن اتفاقية بين جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا ومؤسسة هيوليت باكارد لإنتاج حاسوب فائق جديد، وهو شاهين-3. 

هذا الوحش، الذي من المقرر أن يبدأ العمل في وقت لاحق من هذا العام، من المقرر أن يكون أقوى 20 مرة من شاهين-2. وسيحتوي على ما لا يقل عن 2800 من رقائق Grace Hopper الفائقة المصنوعة بواسطة شركة إنفيديا في وادي السيليكون. 

وبعد أسابيع قليلة من إصدار السعوديين لبيانهم، أعلنت الإمارات أنها تتعاون أيضاً مع هيوليت باكارد لإنتاج حاسوب فائق سوف يُبنَى بالاشتراك مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ويصبح جزءاً من مركز الحوسبة الفائقة بالحرم الجامعي. 

لا يدخر الإماراتيون أي نفقات ويتعاونون مع إنفيديا وشركة أخرى في وادي السيليكون، وهي إيه إم دي. يحتوي الحاسوب الإماراتي الجديد على الجيل الثاني من معالجات Epyc الدقيقة من بطاقات الرسوميات AMD وA100 Tensor من شركة إنفيديا. 

وتؤكد البيانات الصحفية الصادرة عن البلدين على التطورات في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث تسلط كل جامعة الضوء على المشاريع التي ستتمكن الآن من البحث فيها، بدءاً من تحليل المناخ إلى فهم أفضل للجينوم البشري. 

كيف طورت إيران حاسوبها الفائق؟

ثم هناك إيران.. لقد طورت الجمهورية الإسلامية بالفعل حاسوباً فائقاً، لكنه أضعف بكثير من جيرانها؛ مما لدى جيرانها. بُنِيَ حاسوب سيمرغ الإيراني، الذي سمي على اسم طائر في التراث الشعبي الفارسي، في عام 2021 ويقع في جامعة أمير كبير للتكنولوجيا في طهران. 

ويُعتقد أن الإيرانيين لم يحتاجوا سوى عدة ملايين من الدولارات لتجميع الحاسوب، مع الحصول على معظم المكونات في السوق السوداء من أجل تجاوز العقوبات الأمريكية. 

تقول مصادر في إيران إن الحاسوب الفائق القادم للإيرانيين في مراحل التخطيط وسيكون أقوى بمئة مرة من جهاز سيمرغ. سيُطلق عليها اسم مريم على اسم الأستاذة الراحلة في جامعة ستانفورد مريم ميرزاخاني، الحائزة على ميدالية فيلدز 2014، وهي نوع من جائزة نوبل في الرياضيات تُمنح لعلماء الرياضيات تحت سن الأربعين. 

85 مليون دولار لتطوير حاسوب عملاق في "إسرائيل"

وماذا عن إسرائيل؟ كجزء من قانون الترتيبات الاقتصادية لعام 2021، خُصِّصَ 290 مليون شيكل (85 مليون دولار) لتطوير أول حاسوب فائق. وقد صدر التمويل في أواخر عام 2021، بعد العمل التمهيدي من قِبل منتدى أكاديمية العلوم للبنية التحتية الوطنية. وقد شكَّل المنتدى لجنةً بقيادة أورنا بيري، عالمة الحواسيب ورائدة الأعمال عالية التقنية، لفحص احتياجات البنية التحتية للحواسيب والذكاء الاصطناعي. 

كان من المفترض أن يبدأ العمل على الحاسوب الفائق في عام 2022، ولكن نظراً لأن هذا التعهد الكبير يتوازى مع مشروع نقل الحكومة إلى الحوسبة السحابية، فمن غير الواضح أين تقف جهود الحاسوب الفائق في الوقت الحالي. 

ومن غير الواضح أيضاً الجهة التي سيعمل الحاسوب لصالحها. ومن المقرر أن تجتمع اللجنة في الأسابيع المقبلة لاتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدما، كما تقول صحيفة هآرتس.

وفي الوقت نفسه، سيعمل الذكاء الاصطناعي والحواسيب الفائقة على زيادة البراعة العسكرية للدول. يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على إحراز تقدم في المجالات العسكرية مثل الرادار وتحليل الصور. وبالتالي، تقول الصحيفة العبرية إنه "يجب على إسرائيل أن تكمل بناء حاسوبها الفائق قريباً لتكون قادرة على مواجهة القوى الناشئة الأخرى في المنطقة في هذا القطاع". 

تحميل المزيد