عندما تفكر بشخص ما، لم تسمع أخباره منذ فترة طويلة، وفجأة يتصل بك على الهاتف، فتلك صدفة غريبة، أو أن يكتشف شاب وفتاة على وشك الزواج أن والديهما كانا يحبان بعضهما وكادا يتزوجان قبل عقود من الزمن، مع أنهما كانا من دولتين مختلفتين، فهذه صدفة أغرب من الخيال، أو حتى أن تربح اليانصيب مرتين في اليوم نفسه، فهي أيضاً صدفة أغرب من الخيال.
بالنسبة للبعض فهذه مجرد أحداث عشوائية، لكن إليك 3 قصص عن صدف مستحيلة، لا تكاد تصدق، تجعل حتى المتشككين ربما يعيدون النظر في حقيقة حدوث الصدفة.
1- غريبان لكن متطابقان بنفس الشكل والاسم والوظيفة وتفاصيل الحياة
تسبب شابان من الولايات المتحدة بارتباك وشعور بالحيرة في دوري البيسبول الأمريكي، بسبب الشبه الكبير بينهما، وحتى إنهما يحملان الاسم نفسه.
"براد فيجل"، 32 عاماً، هو لاعب في فريق بيسبول من نيويورك، يبدو متطابقاً مع لاعب آخر اسمه أيضاً "براد فيجل"، لكنه يبلغ من العمر 27 عاماً، والذي يلعب أيضاً في فريق بيسبول، لكن في لاس فيجاس.
في عام 2015، اكتشفا وجود الشبه الكبير بينهما، عن طريق الصدفة، عندما خضع كلاهما لنفس العملية الجراحية جراء إصابة متشابهة في المرفق، والأغرب أن العمليتين قام بهما الطبيب نفسه، مع فارق أن "براد فيجل"، 27 عاماً، أجراها قبل الثاني بفارق 6 أشهر.
وعندما تعافى كلياً، اتصل الطبيب بمدرب الفريق وطلب منه أن يأتي براد للفحوصات حتى يطمئن على حالة الإصابة والعملية. ما جعله يشعر بالحيرة وقال فيجل الأصغر سناً: "هكذا اكتشفت أنه كان هناك اثنان منا".
الشبه بينهما يكاد يكون صدفة أغرب من الخيال، فلديهما نفس الطول بالضبط، ولديهما نفس لون الشعر الأحمر، وحتى طريقة وشكل اللحية، وكلاهما يرتديان نفس نوعية النظارة الطبية، وكلاهما قاما بنفس العملية الجراحية في الكوع وعند نفس الطبيب.
بعد بضع سنوات، في عام 2017، وقع الثنائي في أزمة هوية أخرى، بعد أن قام فريق البيسبول التابع لجامعة ميسيسيبي، بعمل إشارة لملف "براد فيجل" الخطأ على تويتر، في عيد ميلاد الثاني، بسبب الشبه بين صورهما الشخصية.
ولقطع الشك باليقين، قرّرا إجراء تحليل الـ"DNA" للتأكد من أنه لا تجمعهما أية قرابة، وعلى الرغم من التشابه بينهما، لكن النتيجة أوضحت أنه لا توجد بينهما أية صلة قرابة، ومع ذلك، لا يزالان يشعران بالارتباط ببعضهما. قال فيجل الأكبر سناً: "ما زلنا أخوين بطريقة ما".
2- صدفة غريبة.. ضاعا وسط البحر ليعثرا على قريبهما المفقود منذ 50 عاماً
في صدفة غريبة عام 2011، تمكن رجلان من دولة "كيريباتي" الواقعة في المحيط الهادئ، من النجاة من موت محقق، بعد تعطل قاربهما وسط المحيط، وبقيت الأمواج تتحكم بمصيرهما لأكثر من شهر، وليس هذا فحسب، بل وكشفا لغزاً عائلياً عمره 50 عاماً.
كان "أوين بورانيبوي" و"تيماي تونتاكي"، في رحلة صيد في قاربهما الصغير قرب جزر مارشال، وفي الطريق نفدت بطاريات نظام تحديد المواقع، وتعطل المحرك، لتجرفهما الأمواج على بعد أكثر من 600 كيلومتر، وبعد 33 يوماً في المياه المفتوحة، وصلا إلى جزيرة صغيرة معزولة، ولكنها كانت مأهولة بالسكان، الذين ساعدوا الرجلين وقدموا لهما الطعام والشراب والعناية، لكنهما اكتشفا صدفة غريبة.
اكتشف الرجلان أن عمهما، الذي كان يُعتقد أنه غرق في البحر بعد اختفاء قاربه قبل 50 عاماً، انتهى به الأمر أيضاً في الجزيرة نفسها، ولأن الجزيرة في ذلك الوقت لم تكن بها أدوات اتصال أو طريقة للعودة، قرر الاستقرار هناك، وتزوج إحدى نساء الجزيرة وأنجب منها، لكنه توفي لاحقاً دون أن يتواصل مع عائلته أو يخبرهم بمصيره، واكتشف الرجلان أن لديهما أقارب في الجزيرة. قال أحدهما: "كانت تلك مفاجأة سارة للغاية عندما تبحر لمدة 33 يوماً، وينتهي بك الأمر في جزيرة وسط المحيط يوجد بها أفراد من عائلتك".
3- توأم متطابق انفصلا وعاشا حياة متطابقة بشكل مستحيل
بعد أن تخلت عنهما والدتهما، تم تبني التوأم بشكل منفصل عندما كانا يبلغان من العمر شهراً واحداً، من قبل عائلتين مختلفتين، ولكن بعد 39 عاماً، بحث أحدهما عن الآخر ليكتشفا صدفة مستحيلة للغاية.
فتشابه شكلهما كان أمراً طبيعياً ومفهوماً كونهما توأماً متطابقاً، لكنهما اكتشفا بأنهما عاشا حياة متطابقة للغاية، العائلتان اللاتي تبنتاهما أطلقتا عليهما اسم جيمس، فكان أحدهما يدعى جيمس آرثر، والآخر جيمس إدوارد.
وكلاهما عاش في ولاية أوهايو على بعد 70 ميلاً من بعض، وكلاهما تزوج من امرأة اسمها ليندا، ثم تزوجا مرة أخرى من امرأتين تدعيان بيتي. وكلاهما عمل في الرسم الميكانيكي والنجارة. وكانت مادتهما الدراسية المفضلة في المدرسة الرياضيات، وأقلها تفضيلاً التهجئة. وكذلك دخنا وشربا نفس الكمية، وأصيبا بالصداع في نفس الوقت من اليوم.
نشأ كل منهما مع أخ بالتبني اسمه لاري، وخلال الطفولة امتلك كل منهما كلباً اسمه توي.
وحصل التوأمان على تدريب على تطبيق القانون، وعملا بدوام جزئي كنائبين للعمدة، وامتلكا نفس نوعية السيارة، وكانا يقضيان إجازتهما في نفس الشاطئ.
ربما يمكن تفسير بعض الأمور مثل الأسماء والعمل، بأنهما عاشا في نفس المدينة فحصلا على نفس فرص العمل، وأن تشابه الأسماء لأنها أسماء شائعة، وليست صدفة غريبة بقدر كونها أمراً حتمياً، بسبب الظروف المتشابهة التي عاش فيها التوأم جيمس.
لكن عالم النفس "توماس ج" كان لديه رأي آخر، عمل توماس على دراسة، تخص التشابه بين التوائم الذين انفصلوا في مرحلة الطفولة. ودرس عدة أمثلة على هذه الحالات، لكنه قال عن حالة جيمس وجيمس: "احتمال حصول شخصين بشكل مستقل على نفس الاسم ليس نادراً.
لكن عندما تبدأ في تركيب الصدف في حياتهما، فإنها تصبح غير مرجحة بسرعة كبيرة. في الواقع، أنا مندهش من بعض أوجه التشابه".