اقتربت أوكرانيا، الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني 2023، من الحصول على أسطول من الدبابات القتالية الغربية تأمل في أن يحول مسار الحرب، بعد أن قالت ألمانيا إن الدبابات ستكون البند الأول في جدول أعمال وزير دفاعها الجديد.
يأتي ذلك تزامناً مع إعلان روسيا أن قواتها المسلحة ستخضع "لتغييرات كبيرة" من 2023 إلى 2026، بما يشمل هيكلها إلى جانب إصلاحات إدارية. وقالت وزارة الدفاع إن التغييرات ستحدث مع زيادة روسيا عدد عسكرييها إلى 1.5 مليون فرد، وفق ما نقلته رويترز.
بينما قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو: "لا سبيل لضمان الأمن العسكري للدولة وحماية الكيانات الجديدة والمنشآت الحيوية في الاتحاد الروسي إلا من خلال تعزيز المكونات الهيكلية الرئيسية للقوات المسلحة".
أوكرانيا تريد دبابات غربية
بعد مرور قرابة 11 شهراً من بدء الغزو الروسي، تقول كييف إن حصولها على أسطول حديث من الدبابات القتالية الغربية سيعطي قواتها القوة النارية التي تحتاجها لطرد القوات الروسية من أراضيها في معارك حاسمة في عام 2023.
يُنظر إلى دبابات ليوبارد القتالية الألمانية الصنع، وهي العمود الفقري للجيوش في أنحاء أوروبا، على نطاق واسع، على أنها الخيار الوحيد المعقول لتزويد أوكرانيا بقوة كبيرة من الدبابات تحتاج إليها. لكن لا يمكن تسليمها دون إذن من برلين التي لم تتخذ القرار بعد.
مع اجتماع الحلفاء الغربيين في قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا، يوم الجمعة، للتعهد بتقديم دعم عسكري لأوكرانيا، تتعرض برلين لضغوط شديدة للتخلي عن اعتراضاتها هذا الأسبوع، فيما سيكون واحداً من أهم التحولات في المساعدات الغربية حتى الآن.
فقد استقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبريشت، الإثنين، وعيّن المستشار الألماني أولاف شولتس، السياسي الاشتراكي الديمقراطي بوريس بيستوريوس وزيراً للدفاع، عقب استقالة الوزيرة السابقة كريستين لامبرخت بعد تعرضها لانتقادات عدة من أحزاب المعارضة.
اختار شولتس بيستوريوس للمنصب بعد سنوات من شغله منصب وزير الداخلية المحلي في ولاية ساكسونيا السفلى (إحدى ولايات ألمانيا الـ16 وثاني أكبرها مساحة بعد بافاريا)، منذ عام 2013، حسبما نقلت صحيفة "تسايت" الألمانية.
حذر ألماني وقلق الحلفاء
ظلت ألمانيا حذرة في الموافقة بشأن الدبابات، قائلة إنها تخشى أن يُنظر إلى مثل هذه الخطوة على أنها تصعيد. ويقول العديد من الحلفاء إن القلق في غير محله، إذ إن روسيا لا تبدي أية علامة على التراجع عن هجومها على جارتها.
بينما تخلت بريطانيا عن التحفظات المتعلقة بإرسال الدبابات الثقيلة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فتعهدت بعدد من دبابات تشالنجر لأوكرانيا. لكن العدد قليل بدرجة لا يمكن أن تشكل أساساً لقوة أوكرانية.
كما يُنظر إلى دبابات أبرامز في واشنطن على أنها غير مناسبة لاستخدامها بأعداد كبيرة، لأنها تعمل بمحركات نفاثة تحرق الكثير من الوقود بشكل يجعلها غير عملية بالنسبة لأوكرانيا.
يجعل هذا دبابات ليوبارد، التي أنتجت ألمانيا الآلاف منها خلال الحرب الباردة وتنشرها الآن الجيوش في أنحاء أوروبا، مناسبة بشكل أكبر. وقالت بولندا وفنلندا بالفعل إنهما سترسلان دبابات من هذا النوع إذا وافقت برلين.
إذ قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الإثنين: "كل هذا يتوقف حالياً على قرارات الحكومة الألمانية، ليس فقط على ما إذا كان الألمان سيوفرون دبابات ليوبارد الخاصة بهم، وإنما على ما إذا كانوا سيسمحون للآخرين بذلك. أدعو زملائي الألمان إلى فعل ذلك".
من المتوقع أن يستضيف وزير الدفاع الألماني الجديد نظيره الأمريكي لويد أوستن، الخميس، قبل الاجتماع الكبير للحلفاء الجمعة، في قاعدة رامشتاين الجوية، حيث من المتوقع تقديم تعهدات كبيرة بدعم عسكري جديد لأوكرانيا.
الدبابات من أجل "كسر الجمود"
صدت القوات الأوكرانية قوات روسيا لتتراجع خلال النصف الثاني من عام 2022، لكن على مدار الشهرين الماضيين، ظل الوضع متجمداً على الخطوط الأمامية إلى حد بعيد، على الرغم من تكبد الجانبين خسائر فادحة في هجمات مستمرة. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن الدبابات ستكون عاملاً رئيسياً في كسر الجمود.
تقول روسيا إنها استولت، الأسبوع الماضي، على بلدة سوليدار الصغيرة التي تقع على مشارف مدينة باخموت شرقي أوكرانيا. وقالت كييف إنها لا تزال تقاتل هناك.
في غضون ذلك، تحولت موسكو منذ أكتوبر/تشرين الأول إلى أسلوب إسقاط وابل من الصواريخ على المدن الأوكرانية البعيدة عن الجبهة، واستهداف البنية التحتية للكهرباء في المقام الأول.
بينما تنفي موسكو استهداف المدنيين عمداً، وألقت باللوم على الدفاعات الجوية الأوكرانية في إطلاق الصاروخ الذي أصاب المبنى السكني في دنيبرو. وتقول كييف إنه تعرض لصاروخ روسي مضاد للسفن معروف بأنه غير دقيق، ولا تمتلك أوكرانيا دفاعات ضده.
فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مسائي مصور، مساء الإثنين، إن الهجوم على دنيبرو ومحاولات روسيا لامتلاك اليد العليا في الحرب، أبرز حاجة الغرب "لتسريع اتخاذ القرار" في توريد الأسلحة.