ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، السبت 14 يناير/كانون الثاني 2023، في تقرير، إن الهند توفر بوابة خلفية لواردات النفط الروسي إلى بريطانيا، بصورة تُضعف جهود لندن لتقييد تمويل الكرملين على خلفية غزوه لأوكرانيا.
الصحيفة أشارت إلى تصاعد التزود البريطاني بالطاقة، من أكبر مصافي الهند، التي بدورها عززت وارداتها من الخام الروسي، موضحةً أن المشترين البريطانيين استبدلوا بالشراء المباشر للنفط الروسي تدفقات غير مباشرة عبر المصافي الهندية، في سلسلة توريد وفقاً للقانون وقواعد المملكة المتحدة.
إستغلال نقاط الضعف
إلى ذلك، قال أوليغ أوستينكو، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الشركات "تستغل نقاط الضعف في نظام العقوبات".
أوستينكو أضاف: "يجب على المملكة المتحدة سد الثغرات التي تقوض الدعم لأوكرانيا من خلال السماح للوقود الأحفوري الدموي بالاستمرار في التدفق عبر حدودنا".
وكانت الصين والهند كثفتا الحصول على النفط الروسي، بسعر منخفض، في الوقت الذي أحجم فيه المشترون الغربيون عن الاقتراب من نفط موسكو منذ بدء الغزو على أوكرانيا.
المصافي الهندية
وقالت الصحيفة إن مصفاة جامناجار العملاقة الواقعة على الساحل الغربي للهند، استوردت 215 شحنة من النفط الخام، وزيت الوقود من روسيا، خلال عام 2022، بما يعادل 4 أضعاف الكمية التي اشترتها عام 2021، بحسب بيانات "غلوبال ويتنس".
كما لفتت إلى أن المملكة المتحدة استوردت 29 شحنة، ما يعادل 10 ملايين برميل من الديزل، ومنتجات مكررة أخرى من جامناجار الهندية، منذ بدء الحرب، مقارنة بـ7 شحنات أو 4 ملايين برميل، خلال 2021.
ومن بين المشترين للنفط الروسي عبر الهند، شركات "شل، و"بي بي"، و"ترافيجورا"، و"بتروتشاينا"، و"إيسار".
الصحيفة أوضحت أيضاً، أن "مصافي التكرير تميل إلى الاستيراد من عدة مصادر، وخلط الوقود معاً، ما يعني أن النفط الروسي قد يكون صدر من الهند إلى المملكة المتحدة، ولا يمكن تحديد النوع الذي يدخل كل برميل من الواردات".
معالجة النفط الروسي
من جهته، قال خبير تكرير النفط آلان غيلدر، إنه كان من النادر معالجة المصافي الهندية للخام الروسي، لكن الآن هناك برميل واحد من بين كل خمسة براميل في المصفاة الهندية مصدره روسيا.
وتابع: "الآن يصدّرون المزيد، لأنه أكثر جاذبية، وأسعار الديزل في أوروبا أعلى، إنه وقود أقصر بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا".
أما مدير التكرير في شركة فاكت غلوبال إنرجي، ستيف سوير، فقال إن الهند والصين "تصدّران الديزل وبعضه سيأتي من روسيا".
سوير شدد على أن القيود الغربية على النفط الروسي لم تكن تهدف إلى وقف صادرات النفط الروسية تماماً؛ لأهميتها في السوق العالمية.
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، حظرت المملكة المتحدة واردات النفط والديزل الروسي. ووفقاً للقواعد التي صدرت، فإن البراميل القادمة من الهند يُنظر إليها على أنها جاءت من آخر دولة حدثت فيها معالجة جوهرية للمادة النفطية، وبالتالي فإن الهند ليست دولة يُحظر الاستيراد منها.
وأمام المطالبات بتشديد الرقابة على واردات النفط، وعدم السماح للشركات باستغلال ثغرة قد يستفيد منها الروس، فقد نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الحكومة البريطانية، قوله إنه "في ضوء غزو بوتين غير القانوني لأوكرانيا، فقد اتخذت الحكومة خطوات لإنهاء جميع واردات الوقود الأحفوري الروسي".
وأشارت إلى أن الحظر شمل "النفط والمنتجات النفطية، ويجب أن يكون المستوردون قادرين على تقديم دليل على أن الواردات ليست من أصل روسي".