تولى اللواء هرتسي هاليفي الإثنين 16 يناير/كانون الثاني 2023، مهامه رئيساً لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي رسمياً في مراسم أقيمت في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وتعهّد هليفي، الذي سيشغل المنصب لثلاث سنوات، تجهيز "الجيش للحرب على الجبهات القريبة والبعيدة".
قبل توليه رئاسة هيئة الأركان، كان هاليفي نائباً لسلفه أفيف كوخافي. وقال رئيس الوزراء إن الدولة العبرية لن تنجرّ إلى "حروب غير مجدية، لكننا في الأوقات الحاسمة سنكون على خط المواجهة"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
من هو هرتسي هاليفي؟
رشّح وزير الدفاع السابق بيني غانتس "هاليفي"، واختاره ليكون قائد الجيش الثالث والعشرين في الدولة العبرية. ولاقت خطوة غانتس انتقادات من بعض أعضاء الحكومة؛ إذ أتت قبل فترة وجيزة من الانتخابات.
يأتي تولي هاليفي منصبه في وقت يشهد النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني تصاعداً ملحوظاً خصوصاً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 وينفذ فيها الجيش الإسرائيلي عمليات منتظمة.
ولد هاليفي في القدس في العام 1967 لعائلة متديّنة، وانخرط في وحدة المظليين في الجيش العام 1985 قبل أن يتقدم في مناصب قيادية مختلفة وصولاً إلى وحدة "ساريت متكال" الخاصة في الجيش في العام 1993.
في العام 2001 عُين هاليفي قائداً للوحدة وبقي في منصبه ثلاث سنوات واستمر ترفيعه في الرتب في الجيش حتى تعيينه رئيساً للاستخبارات العسكرية في العام 2014 ورئيساً للقيادة الجنوبية في العام 2018.
حصل هاليفي على شهادات في الفلسفة وإدارة الأعمال من الجامعة العبرية في القدس ودرجة ماجستير في إدارة الموارد من جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
يعيش هاليفي في مستوطنة كفار ها-أورانيم في الضفة الغربية المحتلة. وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي.
إبعاد الجيش الإسرائيلي عن السياسة
يأتي ذلك بينما تعهد قادة إسرائيليون الإثنين بإبقاء الجيش الإسرائيلي بعيداً عن السياسة بعدما زاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من سيطرة شركاء الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة على قوات الأمن والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
رغم احتفاظ حزب الليكود المحافظ، الذي يتزعمه نتنياهو، بوزارة الدفاع، التي تدير سلطة تنسيق السياسة في الضفة الغربية، فإنه تنازل عن بعض صلاحيات صنع السياسة الاستيطانية للسياسي المتشدد بتسلئيل سموتريتش. ويرأس السياسي القومي المتطرف إيتمار بن غفير شرطة الحدود بصفته وزيراً للأمن الوطني.
أثار تشكيل الحكومة الائتلافية تساؤلات حول السيطرة على الجيش الذي يعد من أهدافه أن يكون بوتقة انصهار للمجتمع الإسرائيلي المنقسم، وكذلك حول كيفية تعامل الائتلاف مع مناطق الاضطرابات التي يطالب الفلسطينيون بإقامة دولتهم فيها.
بينما قال وزير الدفاع يوآف غالانت، في حفل تعيين الجنرال هرتسي هاليفي رئيساً لهيئة أركان الجيش: "سأحرص على أن تتوقف الضغوط الخارجية، السياسية والقانونية وغيرها، عندي، ولا تصل إلى بوابات قوات الدفاع الإسرائيلية".
كما أضاف هاليفي: "سنحافظ على وحدة قوات الدفاع الإسرائيلية لتكون ذات هدف ومبدأ وتتحلى بالمهنية بعيداً عن أي اعتبارات لا علاقة لها بالدفاع". ويتجنب هاليفي إبداء أي مظاهر دينية أو سياسية رغم نشأته في أسرة يهودية متدينة.